في الأسابيع الأخيرة كثيرًا ما صادفتني الأخبار التي تتحدث عن جرائم إبتزاز، فبداية الأمر كان لفتاة تنشر محادثات لشاب لم تعرفُه على حسب ما ذكرت يُهددها بصور شخصية، ولكنها لم تصمت وحررت ضده محضر وبعد فترة تم القبض عليه .

بعد ذلك إنتشرت قصة الشاب الذي اخترق حسابات الكثيرات من النساء في مدينة وقامت بإبتزازهن وتهديدهن وتركيب صور فاضحة وارسالها إليهن .

ومنذ أيام أيضًا ظهر أحد الفنانيين الذي نشر صور لفتياته، وانهال أحد الأشخاص عليهم بالسب والقذف والتشهير بهم عن طريق أخذ الصورة وكتب ما يحلو له عليها، وقام الفنان بتحرير محضر ضده .

وهناك مئات وألاف قضايا الإبتزاز في العالم كلُه، ولكن قليلًا ما تظهر في العالم العربي مثل هذه القضايا؛ ليس لقلّتها .. بل للخوف من الحديث عنها!

مئات الفتيات تُفضّلن الإنتحار والهروب من المنزل عن أن يُفضح أمرها، ليس خوفًا من المُجتمع بل خوفًا من ردةِ فعل أبائها !

وبالطبع الأباء يُصدرون ردود أفعال قاسية في مثل هذه المواقف لإرضاء المجتمع .. حتى إذا كانت الفتاة بريئة، فتظلُ هل المُذنبة بأي شيء يُمكن أن تُدان به ( لماذا تتصفحين حسابات التواصل - لماذا تضعين صورتك الشخصية - لماذا تُرسلين صورك لصديقاتك عبر الانترنت .... وغيرها ) وكالعادة يبقى الرجال والشباب في أمان وكأن ما يفعلوه يحق لهم !

لنجد السؤال يطرح نفسه هل المجتمع والأباء هما الأكثر ضررًا على الفتيات ؟

لأجيب من وجهة نظري .. نعم، فلو كان المجتمع عادلًا في حُكمه لكان الأمر مُختلف، ولكن كعادته تظل الفتاة في نظر المجتمع دائمًا هي الخطيئة !

ولكن .. هل استخدامي لمواقع التواصل أو وضع صور شخصية على الصفحات العامة يُعطي الحق للأشخاص بإستخدامها ؟

الإجابة هُنا قد تكون صادمة، وهي لا!

لا يحق لشخص استخدام وتداول صورة تمتلك حقوقها كاملة، ليست مجرد صورتك .. حتى لو كانت مجرد صورة التقطتُها وتحمل حقوق ملكيتها لا يحق لشخص تداولُها على صفحته الشخصية لا بذكرها بالخير أو الشر .

بعيدًا عن هذه النقطة جرائم الإبتزاز والسب لا علاقة لها بالنشر أو الإرسال، حتى لو كانت الصور مُرسلة بكامل رغبتك إلى شخص .. فلا يحق له إبتزازك بها، حتى لو كانت صور عامة في صفحتك الخاصة، لا يحق لشخص إبتزازك بها أو توجيه الإساءة لك ولو في تعليق .

تلك القوانين موجودة في مصر وفي مُعظم الدول العربية وبالطبع الأجنبية .

إذًا لا تزال المُشكلة في كيفية التعامل مع الأمر ومواجهتُه وهذه التي لن تتغير إلا بتغيير ثقافة المجتمع والأهل في التعامل مع فتياتهم ومعرفة حقوقهن والمُطالبة بها حتى لو أخطأن

كفتاة .. إن تعرضتِ يومًا للإبتزاز أو التهديد أو السب إلكترونيًا من أي شخص، هل تُفضلين المواجهة ومُقاضاة المُبتز أم ستستسلمين لثقافة المجتمع؟

وكرجل .. هل من الممكن أن تدعم ابنتك أو أختك أو زوجتك أو أي فتاة أخرى إذا تعرضت لأي من هذه الجرائم الإلكترونية أم ستجبرها على الصمت؟