ما رأيك في استخدام الآباء للعقاب البدنى كوسيلة للتأديب؟

أمس وانا اتحدث مع احد صديقاتي عمرها ٣٠ عام ومتزوجه من ٨ سنوات اخبرتني انها لم تُعاقب ابنها بالضرب على الاطلاق لأنها لم تنسى الألام الجسدية التي كانت تشعر بها عند ضرب والدتها لها، قالتها بطريقة عابرة ولكن الفكرة هي أن الأمر مُخيف أن تترك أثر سلبي في حياة ابنك لا ينمحي على مدار السنوات !

هذه جريمة على المستوى الجسدي والنفسي، سواء كان في الطفولة او مرحلة المراهقة، والفكرة أن الأمر تخطى الضرب، واصبح جرائم تحدث في الأبناء وتعذيب وقهر وكأن الآباء ينتقمون من أبنائهم!

الفكرة من وجهة نظري ليست في اقناع الأباء، بل هي في وضع قوانين تُحجّمهم، وتجريم العقاب الجسدي للأبناء، بالإضافة إلى تطبيق عقوبات على الأباء الذين يفعلون ذلك .

إذا تحدثنا عن التربية الإيجابية والمنهج المتبع، فالضرب له آثار سلبية عديدة وتؤثر بشكل فعال على تكوين الشخصية، لكن عدم الضرب حتى أمر غير منطقي، بالتأكيد ستضطرين إليه حتى ولو لموقف واحد،

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ) . وصححه الألباني في "الإرواء" ويشترط في ضرب الصبي على الصلاة أن يكون ضربا هينا غير مبرّح ، لا يشق جلدا ، ولا يكسر سنا أو عظما ، ويكون على الظهر أو الكتف وما أشبه ذلك ، ويتجنب الوجه لأنه يحرم ضربه ، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم . ولا يكون فوق عشرة أسواط ، ويكون للتأديب والتربية ، فلا يظهر به الرغبة في العقاب إلا عند الحاجة إلى بيان ذلك.

ما أريد قوله أن إذا كان الضرب كما تم وصفه ويضطر لاستخدامه وبالفعل ستضطرين وهذا عن تجربة مع كل أساليب التربية الإيجابية، لن يكون له أثر على الطفل أو على شخصيته.

في بداية عمر الطفل قد يكون تأنيب الطفل أو أن يقف في زاوية كعقاب هو أمر مؤلم كثيرا بالنسبة له، عندما يكبر أكثر تصبح هذه الطريقة غير فعالة بالمرة، فتبحثين عن طريقة أخرى كأن تمنعيه من مشاهدة أمر ما أو من لعب وثم طريقة أخرى لمرحلة أخرى.

لكن اعتياد الضرب وجعله الوسيلة للتعامل مع الأطفال، يجعل الطفل يستسهل العقاب، ويستسهل الفكرة مما يضطر المربي رفع الحد من العقاب وهكذا حتى يصل المربي لاستخدام العنف البدني وهنا يصل لحلقة مفرغة مع طفله، ويصل أن الطفل لم يعد يخشى شيئا بجانب التشوه النفسي الذي سيتكون بداخله.

أما عن المراهقين وفترة التقلبات والتغييرات الهرمونية والجسمانية، تحتاج لحظر وذكاء في نفس الوقت، يحتاج لأن تحتويه تشاركه اهتماماته وتقارب وبناء علاقة صداقة قبل علاقة الأبوة أو الأمومة، وهذا المرحلة في رأيي من أخطر المراحل.