بقلم: محمد دومو

صلة وصل جميلة!

تعددت الأسباب والسفر واحد، أقول هذا لأنني أريد أن أتطرق في حديثي اليوم، عن سفر روحي يقع دائما للمرء طيلة مسيرة حياته بشكل من الأشكال، سفر الى ماضي بعيد عبر إحساس دفين في عالم اللاشعور، سفر بواسطة الاستماع الى أغنية قديمة تنتمي لتلك الفترة الزمنية الماضية.

كنت البارحة مسترخيا في سريري، أستمع إلى الموسيقى. وفي لحظة من اللحظات، سافرت بإحساسي عبر الزمان إلى ذلك الماضي البعيد، متأملاً بذلك بعض الأحداث عشتها في تلك المرحلة بالذات، عدت باحساسي إلى أشياء كثيرة راسخة في الذاكرة،

وتذكرت ذلك الشاب المقبل على الحياة بكل طموحه وحماسه وأيامه النشيطة والحيوية، وتذكرت أيضا مجموعة أصدقاء.

كانت بالفعل أياما جميلة عشتها مع الأصدقاء في ذلك الزمان الماضي الشغوف.

وأنا استمع لحظتها ودائما لهذه الاغنية في مدة قد لا تتعدى بضعة دقائق، دخلت حينها في سفر الى الماضي، عبر هذا الإحساس الفريد من نوعه، وتذكرت معظم الأحداث التي عشتها في ذلك الزمان، وكأن الاغنية طال وقتها ليصبح بذلك شهورا وشهورا، وأصبحت عبر هذا الإحساس أعيش نسبية الزمان. وهذا عادي لان كثرة الأحداث التي استحضرتها أوهمتني أن الزمان قد طال أو تمدد، هذا لا يهم ولكنني بالفعل، عبر هذا الإحساس، عشت ثانية هذه الأحداث بطريقة أخرى مغايرة، ولكن بشغف كبير. وبعد انتهاء الأغنية بقليل، ها أنا أعود بذاكرتي الى هذا الزمان الذي أنتمي اليه بالفعل، ولكن إحساسي في هذه اللحظة بالضبط كان غريبا بعض الشيء، وكأن الماضي البعيد والحاضر أصبحتا لا يفترقان إلا ببضع ساعات فقط، إحساس نسبي هو الآخر هنا أيضا. هذا الإحساس ترك في نفسيتي إسترخاء وفرحة وطمئنينة يستحيل وصفها بالتدقيق.

وهنا قلت في نفسي أن للموسيقى أشياء أخرى باطنية غير الطرب، إنها تغذي الروح، وتداوي الجروح ويتعافى بها المكتئب..

إنها بالفعل وسيلة وصل جميلة، بين الحاضر والماضي البعيد..