مقال ليس بالمقام!
حوار لا يليق بالمقام، ولا يتسم حتى بصفة واحدة من صفات الحوار، انانية وعزة نفس، لا متناهيات تعم في الأجواء، لتسيير هذا الكلام، تفنن في الطعن وحبكة في الكلمات المسترسلة، واستعراض عضلات لا تحد ولا تعد. يستحيل مع كل هذا الخوض في هذه الأوحال، لا شيء يغدو نحو شط السلام، بهذه الغوغاء. معارك ضارية من كلتا الطرفين، ومنبعها لا شيء سوى البهتان، اوالوهم، أو بقايا احاسيس الصبا والشباب. منها الواعية ولا واعية يا حضرة القارئ اللبيب.
قلت كلاما منبعه كل هذا يا قراء، فرضت عليا قائلة شيئا من هذا القبيل أو اكثر.
جاوبتها على الذي قالته، فقلت كلاما لا يخرج عن قاعدة الخصام.
فردت ثانية، وبنفس الطريقة التي نهجتها، او نهجنا ها نحن الاثنان. ومن رأى اي آخر، ان مجمل فترات هذه الغوغاء، لا تستحق حتى الكلام..
بالله عليكم، ماذا حصل لهذا الانسان؟
يترك الحقيقة جنبا، ويختار لنفسه الأوهام، فلا استثناء ولا تفضيل، فالكل عندي معنيي، وبالخصوص من يستعمل مثل هذا (الحوار).
فلو تأمل هنيهة هذا الواهم، لا استقى شيئا آخر أحسن بكثير، غير هذا الحوار، ولكن الإنسان يبقى ضعيفا، ولو بدى لك قويا، فلن تغريك قوة الأجسام، وقوة التفنن في الخصام، ولا أي شيء يخرج من أفواه، عبر كلمات استعراضية يا سلام..
القوة ليست بالقطع صفة من صفات هذا الإنسان، وإنما هي صفة للخالق الرحمان، يا معشر الإنس والجن. فالمرجو أن يتذكر كل هذه الامور، بين الفينة والأخرى، هذا الإنسان...