بعد بسم الله الرحمن الرحيم:

"اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة - 257)

"النور" كُرِرَت مرتين و "الظلمات" كُرِرَت مرتين ، و لكن لماذا جل جلاله جمع "الظلمة الى ظلمات" ، و لم يجمع "النور الى انوار"!!

الحقيقة انه فى جميع المواضع التى وردت فيها كلمة "النور" فى القرآن الكريم جاءت مفردة ، بينما جاءت كلمة "الظلمات" فى جميع المواضع جمعًا ، فما الحكمة في ذلك اصدقائي؟

هل تعلم ان طريق الحق واحد وطرق الباطل متعددة؟ والحكمة فى ذلك أن النور مصدره واحد وهو الله سبحانه وتعالى ، فقال الله عز وجل: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (النور - 35)

أمَّا الظلمات فقد تعددت أسبابها ومصادرها ، كالشياطين مثلاً! ، والأصنام والأوثان ، والأهواء ، ورفاق السوء ، ولهذا تعددت الظلمات تبعًا لتعدد مصادرها ، "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ"

فدعونا نتصور كمية الجمال المُصوّر في هذه الآيات ، فسبحان الله تعالي ، و كأن كل آية تُخفي حولها سر و لغز و الله يدعوك لتدبرها و اكتشاف ذاك اللغز!