من بين الأمور التي لا تحتاج لدراسات لتأكد أو تفند ، هو موضوع " التفكير في المستقبل " فكل منا مرة على الأقل حاول السفر بخياله في هذا الجانب ، لأنه شيئ فطري في الإنسان يحب دائما أن يعلم ما هو قادم خصوص حين يتعلق الأمر بنفسه و كيف سيكون عليه الحال معه في المستقبل .
لذا كلنا نتلهف لإكتساب مناصب داخل الدولة لضمان أريحية ولو نسبية ، والكثير يقول بالعامية " غي نحشرها مع الدولة باركا عليا " ، وهناك من حصد شواهد الدنيا ( بدون جدوى ) .
أين المشكل وما هو الحل ؟
أولا تتداخل هنا عدة عوامل وراء البحث عن هذا المكتسب المتمثل في الإنضمام لهياكل الدولة ، جمع الثروة أو خدمة المواطن والوطن بالمعنى الضيق ، و الأمة و حتى الإنسانية بالمعنى الواسع ، كيف ما كان السبب يبقى المشكل واحد هو - النظرة القصيرة - للحياة أو تضيق زاوية الإختيارات ، مثلا أن تكون أستاذ شيئ جميل ، والأجمل أن تخرج كل عطاءك أثناء المواجهة الأخيرة للإنتقاء ، لكن عند الفشل كن ذكي و اسلك طرقا ربما لن تعرف قيمتها إلا فيما بعد ، كيف ذالك ؟
مثلا أسس موقعا إلكتروني [ إذا سألت اليوم مؤسسي الفيسبوك و غوغل و اليوتوب .. هل كانوا ينتظرون أن يصبح الموقع الذي أسسوه سياديا على العالم ؟ طبعا سيجيبون بالنفي ، لكنهم فكرو فيما هو ضروري وسيحتاجه كل الناس وإنتشرت الفكرة وأخدت مكانها ] .
أو أنظر فكرة أخرى كتأسيس جمعية أنت و بعض الأصدقاء في شيئ يهمكم وتفهمونه وتبرعون فيه أو صفحة أو قدم برنامج على اليوتوب أو شارك في مسابقة صحبة موهبة لديك أو تعلم الإنجليزية أو لغة مختلفة صاعدة أو إن كانت الفرصة غير مواتية بسبب العمل على الأقل ضع ذلك مرتبة ثانوية .. ،المهم حرك أفكارك و اشغل الناس بثورتك ، فالذي سيجتاز مبارة الإنتقاء في التدريس أو غيره في المرة القادمة وفي حمولته 6 ندوات أو 7 برامج أو 20 مقال أو 3 لقاءات صحفية أو تلفزيونية .. أو كل ذالك مجتمع ، هل سيرهبه من أمامه ؟ و هل بالأصل للمنتقي خبرة تعادل من يجب أن ينتقي ؟
نعم سأقاتل من أجل كرسي في دهاليز الدولة ! نعم ذلك هو الطريق المختصر ! نعم ذلك هو الطريق الأكثر حماية لمستقبلي ! لكن لو قدر و فشلت في ذالك ، سأشق الطرق المختلفة حتى يأتي اليوم الذي ينادون عني طوعا أو كرها ،فتقلب (بالعامية) من " سير تا نعيطو ليك " إلى " دقيقة من وقتك " ، هكذا يجب أن نفكر في المستقبل ، أو على الأقل هكذا من المفترض به أن نفكر في المستقبل .
التعليقات