السلام عليكم،
منذ عام الآن تقريبًا اكتشفتُ مشروعًا للمدونات الصغيرة إثر تغريدات مِن هنا و هناك تدعو للتخلي عن شبكات التواصل الإجتماعية المركزية. فالتحقتُ بهذه الشبكة ليس فقط كمستخدم بل ساهمتُ في ترجمة المشروع إلى اللغة العربية. تسمى هذه الشبكة بشبكة #ماستدون.
على فكرة، ليست اللغة العربية أول لغة بالنسبة لي و لكن معظم مساهماتي في ترجمة البرمجيات الحرة هي باللغتين العربية و الفرنسية.
لقد قمتُ بكتابة مقدمة عن المشروع ككل لربما يهمكم الأمر. الموضوع يتعدى حدود بعض المفاهيم التقليدية للويب. فأغلبية مستخدمي الإنترنت يضنون أنّ الإنترنت محصور في بعض الأماكن عبر العالم و أنّ مزودي الإنترنت يقومون باستيراده و يدفعون مبلغًا شهريا للنفاذ إلى الإنترنت. حسنًا هناك بعض المفاهيم سأحاول التطرق إليها لاحقًا. فيما يلي النص التقديمي أو المقدمة عن ماستدون :
ماستدون أو Mastodon هي شبكة إجتماعية حرة للمدونات القصيرة و مبنية على أساس الشفرة المصدرية المفتوحة.
على خلاف الشبكات الإجتماعية المعروفة و التي توصف بالمركزية لأنها تُدار على خوادم تمتلكها شركات كبرى مثل تويتر أو فايسبوك فإن شبكة ماستدون تُدار مِن طرف جمعيات و أشخاص عاديين في أي مكان حول العالم.
فكل مستخدم يمكنه تنصيب مثيل خادوم عنده في المنزل أو على خادوم استضافة خاص به.
حساباب ماستدون تتواصل بينها مثلما نتواصل عبر البريد الإلكتروني. فإن كان لدى أحد المستخدمين حسابا على خادوم ماستدون الخاص به فبإمكانه التواصل مع أي مستخدم آخر على أي خادوم ماستدون في بيئة موحَّدة على شكل فيديرالية غير مركزية تُدعى بالـ Fediverse.
فإن توقف أحد الخوادم مثلا فالشبكة لن تتوقف، فالمستخدمون الآخرون يمكنهم مواصلة النشر و التواصل. و على خلاف تويتر، يمكن لمستخدمي ماستدون إرسال و مشاركة منشورات نصية بالصور و الفيديو، منشورات مقيدة بـ 500 حرف تُمكّن مِن التعبير عن كامل أفكارهم بكل حرية سواءا بالنشر إلى عامة المستخدمين أو النشر في الخيط المحلي أو بإرسال رسالة مباشرة خاصة لأحد أو لمجموعة مِن المراسلين.
تمتاز البيئة الفيدرالية لشبكة ماستدون بدعمها لبروتوكول ActivityPub الذي تم المصادقة عليه كمقياس مِن طرف هيئة W3C و أثار إقبال العديد مِن المطورين لتبنيه في مشاريعهم البرمجية القادمة.
أوجان روشكو، شاب جامعي و مطوّر برمجيات ألماني هو من كانت له فكرة إنشاء شبكة ماستدون في شهر أكتوبر من عام 2016، و لم يمضي مِن الوقت الكثير حتى انظم إليه العديد مِن النشطاء و المطورين و المصممين و الفنانين لتحسين الشفرة المصدرية و إضافة ميزات جديدة و لقد قطع ماستدون شوطا كبيرا حيث تُرجم المشروع إلى عدة لغات بما فيه إلى اللغة العربية.
و مِن جهة أخرى، تكمن صلابة شبكة ماستدون في شكلها غير المركزي حيث أنه يصعب على الحكومات تصفية و حجب الشبكة لغياب نقطة مركزية على خلاف الشبكات ذات الحلقة المغلقة.
حيث تتزاحم الأخبار هذه الأيام حول حماية المعطيات الشخصية حيث أعلن وزير العدالة و حافظ الأختام في الجزائر نية الحكومة في إنشاء هيئة لحماية المعطيات الشخصية و كذا على الصعيد الأوروبي حيث تتأهب أوروبا إلى حماية معطيات مواطنيها على المنصات الرقمية عبر مشروع RGPD و اكتشاف الكم الهائل من المعطيات التي قام فايسبوك بحصدها عن المستخدمين، شهدت شبكة ماستدون إقبالا واسعا و أصبحت ملجأ لكل من أصبح واعيا لحماية خصوصيته دون تعقب الشركات الإشهارية لنشاط المستخدمين.
فإن كانت شبكة ماستدون مجانية و غير ربحية و خالية مِن الإعلانات فإن المستخدمين هم من يساهمون بتبرعاتهم في مساندة الشبكة و دعم المشروع ككل.
لإلقاء نظرة على التبويقات و المنشورات و لمعرفة المزيد عن ماستدون يمكن للمستخدمين الإطلاع على صفحة
موقع المشروع على غيت هب :
إن كان لديكم تساؤل سأحاول بقدر المستطاع الإجابة عليه. شكرا على حسن الإنتباه إلى الموضوع.
تحية خالصة.
التعليقات