كوب القهوة جاهز ... جيد

لحظة ... يجب فتح النافذة للاستمتاع بنسمات أجواء الشروق، للسماح لنور الصباح بأن يضيء الغرفة، والأهم من ذلك؛ يضيء العقل لمزيد من الإبداع.

إنها الترتيبات الأولية للبدء في رحلة جديدة لغرس فسيلة في التربة الرقمية، تلك الفسيلة التي ستصبح شجرة مثمرة يستضل تحتها ويأكل من ثمارها كل من مر من تحتها، سيأتي الزوار ويتوافدون تباعاً عبر "محركات" قوقل التي تنقلهم في وجهات متعددة كل يوم.

رحلة كتابة مقال جديد، رحلة إنتاج فيديو مفيد، رحلة صناعة المحتوى بشتى أنواعه، تلك الرحلة التي تنتهي بإنتاج محتوى دسم يستحق الانتشار، يحتفي به قوقل فيفضله على غيره في نتائج بحثه، ويحتفي به الناس فيشاركونه عبر حساباتهم وصفحاتهم، يدور ويستمر في الدوران ويصل إلى الآلاف والملايين من العقول العطشى لكل معرفة وعلم.

محتوى لا يموت

الكاتب في عمود أسبوعي في صحيفة مهما علا شأنها واشتهر اسمها، هو ينتج محتوى مصيره الموت السريع، قد ينتهي به المطاف كورقٍ توضع لتغليف الطعمية لأولاد المدارس، أو منتج يعاد تدويره لصنع كراتين تُغلف المعلبات به، في الأخير لا يصبح له ثمن إلا ثمن الأوراق التي طبعت عليه، يالها من خسارة فادحة.

أما المحتوى الذي لا يموت، فهو المحتوى الرقمي، ذلك الذي يبقى طويلاً ويستمر في عرض نفسه على كل من يطلبه، على كل باحث يبحث عنه، أو متصفح يهيم لا يلوي على شيء فيقع بالصدفة على رابطه، فيقرأ ويستفيد ثم ينطلق في حال سبيله، شجرة غرسها صاحبها واهتم بها كي تكون غذاءً لكل من يصل إليها، ليست محتوىً سطحياً يهدف للكسب المادي قبل الأثر المعرفي، بل هي وحدة متكاملة ممتلئة بالفائدة ومرصوفة بجمالٍ متناهٍ وتنسيقٍ مبدع.

ألديك ما تضيفه إلى هذا العالم، لا تنتظر حتى تمتلك المليون كي تبدأ في صناعة الفرق في هذه الحياة، انطلق بما لديك، إصنع المحتوى الجيد، أبدع في ما تقدم ثم أطلقه إلى الفضاء السيبيري، ما عليك إلا أن تدل قوقل عليه وسيقوم بالباقي، لقد قالها (Mark Bezos) في أحد منتديات TED، يخبرنا عبر محاضرته القصيرة الملهمة، أنك لا يجب أن تنتظر حتى تمتلك مليون دولار، إن كان هنالك فرصة كي تنقذ الـ"حذاء" فانطلق وسط الحريق وأنقذه:

قد تغادر هذه الحياة وتبقى أشجارك يانعة، سواءٌ كانت مدونة مجانية لا تحتاج لتجديد استضافتها أو قناة يوتيوبية يصل إليها المشاهدين تباعاً يوماً بعد يوم، هنالك الكثير من الخدمات المجانية التي تتيح لك نشر المحتوى، ذلك المحتوى الذي سيفك ارتباطه عنك وينطلق في نشر نفسه بنفسه، ربما لن يكون فك ارتباطٍ نهائي، قد تضل تحصد الحسنات يوماً بعد يوم، شهر بعد شهر، سنة بعد سنة، تلك الحسنات التي تؤمن بها مستقبلك الحقيقي، قد تغادر هذه الحياة وذلك العداد يمضي في سبيلة لا ينوي التوقف، فهو مستمر مادم الانترنت على قيد الحياة، كل ذلك إن أحسنت النية بادئ الأمر وأطلقت محتواك كي تضيف شيئاً وتترك أثراً.

( إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا )

-