مجتمع للمبدعين لمناقشة وتبادل الأفكار حول التدوين وصناعة المحتوى. ناقش استراتيجيات الكتابة، تحسين محركات البحث، وإنتاج المحتوى المرئي والمسموع. شارك أفكارك وأسئلتك، وتواصل مع كتّاب ومبدعين آخرين.
كيف للعربية أن تحتل المكانة العليا في العالم في كل ميدان؟
للأسف يا أخي فإن مستوى اللغة العربية على ألسنة أبنائها ضعيف جدا، وهناك كثير من الدراسات تؤيد ذلك، و وصل الضعف إلى طلبة كليات اللغة العربية في الجامعات العربية. و تعددت الجهات المسؤولة عن ذلك الضعف: هل هي المناهج الدراسية أو المعلم، أو طرق التدريس، أو الإعلام، أو الهزيمة النفسية .. إلخ
تجد هنا دراسات و أبحاث حول اللغة العربية و التحديات المحدقة بها و سبل تطويرها:
1 - أبحاث المؤتمر الأول للغة العربية
2 - أبحاث المؤتمر الثاني للغة العرببة، و كان عنوانه: اللغة العربية في خطر: كلنا شركاء في حمايتها.
و في حقيقة الأمر أنه لا خوف على اللغة العربية، فهي محفوظة بحفظ الله تعالى للقرآن الكريم، و يبقى أن يعرف كل منا دوره في الحفاظ عليها، و أرى أن مجتمع أرابيا يقوم بدور إيجابي في ذلك.
شوفي هذا،
و في حقيقة الأمر أنه لا خوف على اللغة العربية، فهي محفوظة بحفظ الله تعالى للقرآن الكريم:
وفي الحقيقة، هذا الحفظ مادي، ولكن سيأتي زمان ولعّلنا في نهاية بدايته، تبقى فيه العربية والقرآن الكريم، أطلالاً و نقوش على صفحات لا نلقي لها بالاً .. وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ، يعني العربية ليست بعيدة عن اللغات الأخرى التي لم يبقى منها سوى الرسم، ونسي حتى أهلها كيف ينطقون الكلمات ... (((أبسط مثال: العبرانيون واليهود، كيف أنهم نسوا حتى كيف ينطقون إسم ربّهم))).
وأخاف أن اقول أننا تجاوزنا زمن "إحياء العربية السالفة" ، وحتى لو لم نتجاوزه، فلقد تجاوزته أنفسنا، وكلنّا يرفضه بطريقة أو بأخرى، ولم يبقى لنا سوى أن نقبل بالعربية الحالية، ونلجأ لسبيل آخر للحفاظ عليها، وأما تطويرها فهو محال.
لتفسير القرآن أصوله، و تفسير الآية التي ذكرتها كالتالي:
يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد - صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين - أنه قال : ( يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) ، وذلك أن المشركين كانوا لا يصغون للقرآن ولا يسمعونه ، كما قال تعالى : ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ) [ فصلت : 26 ] وكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره ، حتى لا يسمعوه . فهذا من هجرانه ، وترك [ علمه وحفظه أيضا من هجرانه ، وترك ] الإيمان به وتصديقه من هجرانه ، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه ، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه ، والعدول عنه إلى غيره - من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره - من هجرانه ، فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء ، أن يخلصنا مما يسخطه ، ويستعملنا فيما يرضيه ، من حفظ كتابه وفهمه ، والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار ، على الوجه الذي [ ص: 109 ] يحبه ويرضاه ، إنه كريم وهاب . (1)
كما أنه من غير المقبول أن تسرد الآية القرآنية هكذا عبر كلامك دون أن تسبقها بما يدل على أنها قول الله تعالى وأن تبدأها بقوس يبين أن ذلك من القرآن الكريم، احتراما وإجلالا لكلام الله تعالى.
و إن صح قولك بأن القرآن في نهاية الزمان سيصبح القرآن أطلالا ونقوش، فمن يجزم بأننا في نهاية الزمان فعلا ؟!
ثم ماذا تقصد بـ " العربية السالفة "، و " العربية الحالية" ؟
(1)
أظن أنه يقصد بالعربية السالفة Classic Arabic وهي التي كانت تُستعمل سابقا وهي المستعملة في القرآن
والعربية الحالية تسمى Standard Arabic
بالنسبة لي، أرى أن العربية تحتاج إلى تبسيط أكثر فالطالب يمضي كل حياته يتعلم العربية وبكل قواعدها في النهاية لا يستطيع حتى قراءة جملة بشكل صحيح ! تبسيط + تطوير/تحديث + تطوير طريقة تعليمها
ربما تحتاج لأن يألفها الطالب، وتحتاج لأن تُطور طرق تدريسها-وفي الواقع تحتاج أكثر من ذلك-، لأن مناهج اللغة العربية في البلاد العربية تُدرس على أنها علوم ومعارف، نحو وصرف وبلاغة وإملاء وتعبير .. ولا تنس تاريخ الأدب الجاهلي والأموي والعباسي .... إلخ .
ولا تُدرس على أنها مهارات لغة، وأن المهارات تُكتسب بالممارسة والتدريب، و لا تُدرِب على استخدامها في الحياة وفي الدراسة وفي التواصل مع الآخرين شفهيا أو كتابيا.
فنجد الطالب يستطيع أن يُعربَ الجملة من فعل وفاعل مرفوع ومفعول به منصوب وجار ومجرور، ولكنه عند الحديث لا يستطيع أن ينطق الجملة ذاتها مضبوطة ضبطا صحيحا!
أقدّر لك حرصك على مبادئك وغيرتك على معتقداتك .. وحميّتك للدين، ولكن أرجوا ان يكون ذلك بعقلانية -دون إنبطاحية- .. وهناك شيء يسمى إقتباس من القرآن.
ورغم هذا فإن الآية لو لم تبدأ بحرف عطف لما ظهر لك أنني لم أفرّقها عن كلامي. (رغم أنني فرّقت عن طريق النقطتين والتشكيل).
وبالنسبة لتفسير الآية فأنا لم أتطرّق لتفسيرها ولم أربطه بإدعائي لما سيحصل في الزمان الآتِ (وأنا الذي لا يعلم غيب الأمس) .. وإنمّـا كشرح لأسباب حصول ذلك ومقدّماته، فمنذ عصر النبي والبشرية تتخذ القرآن متروكاً، (بل من قبله والناس تنقل عن كلام الله) .. كما أنّ الله سيرفع العلم بقبض العلماء، وينطق الرويبضة، ويكثر الجهلة، ويَـكذب الصادقون، فبالله عليك؟ من سيعلّم الأولاد دينهم؟ ألن يأتي جيل كامل لا يفهم ما معنى سورة الفلق؟ وبعض الناس الآخرين ينفرّونهم من الدين وهو يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً!
قال جلّ في علاه: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا"
وبالنسبة للعربية :
1- [MSA](
وكمثال، هل يسهل على أطفالنا اليوم فهم كتاب إبن المقفع الذي كان من بين قصص النوم لأطفال زمان.
وشكراًَ جزيلاً على الرد (:
بحسب ما فهمت، فإنك ربطتَ ما بين ضياع العربية الفصحى وبين هجر القرآن، كما ربطت ما بينه وبين كثرة الجهل ورفع العلم آخر الزمان، وتعني-بحسب مافهمت- أن العربية ليست محفوظة وأن أمرها سيؤول إلى زوال وضياع. وفي الواقع نحن نؤمن بما جاءت به الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة من انتصار الإسلام آخر الزمان وأن القرآن محفوظ ، وفي ذات الوقت نؤمن أيضا-كما ذكرتَ- بأنه سيرفع العلم، وسيكثر الجهل، بل ويرفع القرآن الكريم في ليلة.
ولكننا مع ذلك نجهل متى سيأتي النصر؟ ومتى سيرفع العلم من الصدور؟ ومتى سيرفع القرآن؟
ومن جهة آخرى لو تأملنا أن القرآن الكريم ومعه اللغة العربية استمرا أربعة عشر قرنا، ومازال محفوظا ومازالت اللغة العربية على قواعدها، وهانحن ذا -أنا وأنت- نتحاور بها، و نستشهد بنصوص عربية لها أربعة عشر قرنا، ونتناقش في معانيها، ونتحدثُ محافظين على بناء الكلمات الصرفي، وتركيب الجمل النحوي، ولو قام شخص من العصر الجاهلي لفهم مانقوله، ألا يعني ذلك أنها محفوظة؟ أنا هنا لا أسألك، ولكن هذا ماأفكر فيه الآن. في حين أن لغات العالم خلال هذه المدة الزمنية قد اعتراها التغيير و التطوير، وهو تغير طبيعي يحصل للغات.
في حين أن واقع اللغة العربية على لسان أبنائها ضعيف ومخزٍ جدا، وقد اطلعتُ على العديد من الدراسات التي تؤيد ذلك، مع الأمر واضح ولا يحتاج إلى دليل.
ولكي أجمع مابين الأمرين، أقول نعم، اللغة العربية في وضع مخزٍ والشواهد كثيرة، ولكن مازال هناك نفر في مختلف بلاد العالم غيورون على اللغة العربية، ومحافظون عليها،يدْرسونها ويُدرسونها وينافحون عنها، ويجاهدون في سبيلها.
وعلى مستوى مجتمع أرابيا هناك العديد من الموضوعات التي تهتم باللغة العربية وهذه مؤشرات تُسْعد كل مهتم باللغة العربية.
أما بالنسبة للعربية القياسية أو الكلاسيكية والعربية الحديثة، اطلعت على الرابط، ولكن لم أفهم الفرق، هل هناك اختلاف بينهما في المفردات أو التراكيب النحوية؟ وهل يقصد بها اللهجات العامية؟
وأخيرا
جزاك الله خيرا، ووفقني الله وإياك إلى مافيه الخير والصواب
ما قلته جميلً، و يمكن أن نقول أنه صحيح، لكن هناك نقاط بسيطة جداً ولأنها كانت من الأساس محور نقاشنا، فهي ستبدو عظيمة! (مثلها مثل العضيّات الحيّة بالنسبة لعالم الأحياء الخلوي "cytologist").
إنتصار المسلمين في آخر الزمان سيكون آخر الزمان.
ما وصلت إليه "حضارتنا" هو ما يسمى مرحلة السبات وتليها مرحلة الحفظ الأحفوري. وبينما أغلب الحضارات التي حُفظت أحفورياً قامت حضارات أخرى بإستغلال وقودها، إلا حضارتنا التي دعى الرسول الكريم ربّه، بأن يحفظ لنا ما لنا، فأحفادنا ستكون لهم القوة من بعدنا. وستكون مرحلة نهائية لينتصر فيها الحق على الكفر حتى تنتهي القصة كما يجب وتقام قيامتنا.
فأنا لا أظن مطلقاً أنه ستقوم لنا قائمة حتى ذلك الحين ... وفي ذلك الحين القائمة ستكون قوّة الحق وليست قوّة العرب ولا العربية.
ومع هذا، فأنا مخطأ حتى يظهر الصواب، فإما يوافقني القدر، وإما يكذّبني، فـ اليوم أنا أرى ما يمكن تسميته بـ "حمى اللغة العربية"، وهي ظاهرة في كل مكان، ولكنها فقط في جيل أو جيلين يعني تقريبا مواليد 1970 حتى 1995، بينما اللي بعدهم عندهم حمى جاستن بيبر وهي تتعارض مع حمى العربية xD
وقد يلاحظ أحدنا كيف أنه حتى في قنوات الأطفال، التي كنت أجعل إبنة عمي تجلس تشاهدها حتى تتعلم العربية الفصحى "المعصرنة على الأقل" بالسليقة، أضحت _تدبلج_ _الأفلام_ بالعامية (المزركشة، كلمات من مختلف اللهجات)، والكثير من القنوات الفضائية حتى "الحكومية"، توقّفت عن بث "حتى" البرامج الحوارية والثقافية بالعربية الفصحى (السليمة) و هناك من يعتبر اليوم "العامية" هي العربية التي يجب أن ندرس بها في المدرسة وتُكتب بها الكتب والمنشورات والعلوم وهناك ترجمات للقرآن بالعامية المصرية، وأيضاً وكبيديا ووو ..
فرغم حمى العربية هذه، هناك أيضاً حرب ضدها وهي قوية جداً، وصار اليوم من شبه المستحيل، زرع فكرة طيبة في عقول الناس، يعني لو أردنا أن نوضّح لهم أنهم لن يتطوّروا إلا عن طريق إحياء اللغة العربية الأم، لا أحد سيسمع لك .. وسيواصلون سيراً نحو قدرهم المحتوم، الذي نبّأنا عنه الرسول الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم.
وختاماً أقول، لا يجب أن نأسى بقدر ما يجب أن "نهتّم"، وأنقل عنك ما قلت، جزاك الله خيرا، ووفقني الله وإياك إلى مافيه الخير والصواب.
___
ملاحظة: حتى الدول الخليجية أصبحت حكوماتهم تنشر الدعايات والمناشير التوعوية والتجارية بالعامية. نسأل الله العفو والعافية.
التعليقات