ما هي مفاتيح الإبداع؟

إن لكل بابٍ قفل، ولكل قفل مفتاح، ولكل مفتاح أسنان، وتلك الأسنان الصغيرة هي سببٌ لفتح هذا الباب الثقيل الكبير! فكيف أمكن لتلك الأسنان الصغيرة فتحُ أو تحريك هذا الباب المُعَلَّق؟ إنه المفتاح! هو سبب تحريك الأسنان والأسنان هي سبب تحريك المسننات الداخلية للقفل والقفل هو سببٌ لفتح الباب، ويدك هي سببٌ في تحريك الباب دخولاً وخروجاً! إذا نستنتج من هذا أن المفاتيح تفعل أشياءَ هائلة إن استخدمت بطريقة ذكية وإبداعية! وأيضاً أن المفتاح لا يُفتح بدون حركة أو سبب، كما قال نيوتن من قبل “إن لكل فعلٍ ردةُ فعل”، ففعلك بتحريك المفتاح لليمين وردة الفعل هي فتح القفل! إنه استنتاج رائع حقاً يا صديقي، سنتطرق معاً في معرفة ما هي مفاتيح الإبداع؟ وهي سرٌ من الأسرار فحافظ عليها في حياتك، واعلم أنك وقعت على كنز ثمين! ستعرف ما معنى كلمة (مفتاح) مفردةً وما معنى كلمة (إبداع) مفردةً؟ وما هي فوائد الإبداع ومحفزاته؟ وما هي نقاطه؟ كل هذا ستتعرف عليه اليوم –إن شاء الله-.

مدخل!

تعريف العنوان:

المفتاح: وهو آلةٌ للفتح والغلق.

ومن صور المفتاح:

  • مفتاح النجاح.

  • مفتاح الأسرار.

  • مفتاح الإبداع.

  • مفتاح كهربائي.

  • مفتاح ميكانيكي.

  • مفتاح لوحة المفاتيح.

الإبداع: وهو ابتكار وإيجاد شيء غير مسبوق، وعرفه بعضهم بتعريف جامعٍ مانعٍ فقال: الإبداع هو: التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة.

ومن صور الإبداع:

  • الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة أو غريبة.

  • القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد.

  • أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة.

  • أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة.

  • أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس بطريقة أو أخرى.

  • المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير إلى مخالفة كلية. [1].

لماذا سُميَّ العنوان بهذا الاسم (لماذا قلتَ مفاتيح ولم تقل مفتاح؟).

كنت متردداً في تسمية المقال فسميته في البداية “ما هو مفتاح النجاح؟” لكن بعد التأمل والتدبر والنظر الطويل للعنوان ظهر لي أن أُغير صيغة العنوان! لان الإبداع له مفاتيح لا حصر لها وليست مفتاحاً واحداً فقط! لكني سأذكر بعض المفاتيح للإبداع، ولكنها للشمول والجمع لا للخصوص والحصر.

محفزات الإبداع وفوائده:

  • إفادة المجتمع.

  • الابتكار الشخصي.

  • إضافة أشياء جديدة للمجتمع.

  • إضافة أفكار إبداعية يستفيد منها غيرك.

  • إنشاء وصنع شيء جديد للاستفادة منه.

  • حب التغلب على الآخرين في أمور محمودة.

  • إعادة تدوير واستخدام شيء قديم بطريقة أفضل وأوفر.

خلاصة القول في تعريف: مفاتيح الإبداع.

إن المفاتيح سُميت بذلك لأنها تفتح ما كان مُغلقاً، والإبداع سُمي بذلك لان صاحبه أبدع شيئاً لم يُبدع به أحدٌ قبله، فمفاتيح الإبداع هذه: تفتح لك المُغلق من تفاصيل حياتك، وتُوَضِّح ما كان غامضاً، وتَكشِف ما وراء الأبواب والقضبان، فعليك بها لا تتركها تهرب منك!

المفتاح الأول: لزوم طريق سليم! (كتابة الأهداف، ووضع جدول).

إن طريق الإبداع له عقبات ومشاكل، وخواطر ومشاعر، لذلك وجب عليك في بداية الأمر سلوك منهج معتدل مستقر في حياتك، ويجب أن يكون سليماً ومستقيماً غير معوج! وتلك ساعات يومك، وسنوات دهرك، وشهور عمرك، وأوقات حياتك، فلا تُضيعها، رتب وقتك، وترتيب الوقت يكون كالتالي-كمثال لا كتطبيق-:

  • النوم مبكراً.
  • الاستيقاظ مبكراً.
  • تناول وجبة الفطور.
  • عمل الرياضة اليومية الصباحية.
  • الورد اليومي من القراءة.
  • الورد اليومي من الحفظ.
  • الجلوس أمام شاشة الحاسوب.
  • إلى أخره، وأنت أعلم بأمور نفسك.

فلزوم منهجية واضحة أمرٌ مهمٌ جداً قبل الإبداع، يجب أن تكون نظيفاً، يجب أن تكون مرتباً، يجب أن تكون محافظاً على وقتك وعملك، وخصوصية تفاصيل أعمالك، وإن عدم التزامك لهدفٍ معين تريد تحقيقه يُشكل ذلك على حياتك، فتعمل عملاً لا طعم فيه ولا رائحة ولا لذة! ذلك لأنه ليس لديك منهجٌ سليمٌ تمشي عليه، بل أنت مبعثرٌ كلياً! فالأوراق مبعثرة على الطاولة! وذاك طعام البارحة لم يزل بعد قد قام بتلويث المكان بالرائحة! وتلك الكتب متناثرة غير مرتبة! وذاك صندوق القمامة ممتلئ لم يقم أحدٌ بتفريغه! فوضع منهجية وهدف تحققه أمرٌ مطلوبٌ ومحمود، شرعاً وعرفاً وفطرةً وعقلاً! فلا تكن إمعة! أكتب أهدافك!

نصيحة: إن سلوك منهجية واضحة في ترتيب الأوقات والأعمال لهي من أول المهمات ومن أول الواجبات، فلا تنتقل لخطواتٍ أخرى إلا بعد تثبيت هذه النقطة المهمة، فكما أن الدراسة لها تأسيس قبلها (الروضة) فالإبداع تأسيسه هنا بسلوك تلك المنهجية المستقيمة!

المفتاح الثاني: المحافظة على الوقت!

إن في المحافظة على الوقت أهمية كبيرةٌ جداً بالنسبة للشاب المبدع –إن أراد تحقيق النجاح والتغلب على المستحيل-، فلا تستطيع مثلاً أن تؤلف كتاباً جامعاً مانعاً يخلوا من الأخطاء النحوية والإملائية والمطبعية، ويجمع أُلوف العلوم، وجموع الفنون، وقيود الفوائد في أسبوع! بل الأمر يتطلب منك جهداً وتعباً ووقتاً، فبالجهد والتعب تنال الهدف والمطلب، وبالوقت والزمن تنال راحة المنظر، فالبيت الطيني عند القُدماء (وما زال موجوداً في بعض الدول في أفريقيا وغيرها) كان يُصب عليه الماء والطين والوحل حتى ييبس، ولا ييبس إلا بعد تعرض الشمس الحارة له، والهواء البارد أيضاً، وفوق ذلك كله، (الوقت) بعد الجهد والتعب! أرأيت فائدة المحافظة على الوقت!

قال أحدهم:

الوقتُ مِنْ ذَهَبْ ………. إِنْ لَمْ تَذْهّبْ إليه فَقَدْ ذَهَبْ.

نعم يا طلاب الإبداع!، إن لم تذهب إليه فقد ذهب، ذهب ورحل وراح ولم يعد!

نصيحة: الوقت هو أنفاسك شهيقاً وزفيراً، الوقت هو أحلامك غفلةً وحقيقة، الوقت هو دهرك ليلاً ونهاراً، الوقت هو طريقك شمالاً وجنوباً، الوقت هو اتجاهك شرقاً وغرباً، الوقت هو أيامك سناً وشهراً، فلا تُضَيِّع وقتك، بل استغلله استغلالاً!

المفتاح الثالث: المطالعة وقراءة الكتب العربية بشتى أنواعها!

بعد أن تُفكر في ماذا تقرأ وتفكر وتفكر، اختر كتاباً من تلك الكتب التحفيزية، وحبذا أن تكون بالعربية كي تقرأها باسترخاء وطمئنينة، واعلم أنه كل ما أكثرت من القراءة صارت لديك مَلَكةٌ في الكتابة، سواءً في الكتابة في المجلات أو الصحف أو المقالات أو حتى هنا على حسوب IO!

إذ أنَّ القارئ ينطبع له أسلوب الكاتب إذا أكثر من القراءة له، فيصبح لديه أسلوب مثله، كما أنك لو تركت طفلك الصغير مثلاً أمام أشخاص من اليابان فترةً من الزمن ستجده يقول لك (こんにちは)! نعم لا عجب في ذلك، إنها الحياة يا صديقي!

إن القراءة كما قيل: هي مفتاح العلوم، ومصباح الفهوم!

فبالقراءة تستطيع أن تفهم العلوم، والسطور والخطوط، والأحرف والكلمات، وبالقراءة تفتح لك آفاق جديدة للعلم والمعرفة، والعلم بحر لا ساحل له، والقراءة كما قيل: آلة للزمن، فإن استغللتها وإلا طارت عنك في مهب الرياح!

نصيحة: قم بالدخول إلى مواقع كبار المدونين المحترفين وقم بمُحاكاة مقالاتهم، وصدقني مع الزمن ستصبح ممن يُشار إليه بالبنان واللسان أيضاً! لكن المهم الاستمرارية مع عدم اليأس.

المفتاح الرابع: المفكرة!

تدوين الملاحظات والفوائد التي تمر عليك في قراءتك للكتب، أو استماعك للمحاضرات أو أخذتها من بحر الأفكار لهو أمر مهم جداً، فذاكرة الإنسان تتفاوت كلٌ على حسب طاقته، فذاكرتي مثلاً تختلف عن ذاكرة الشيخ العلّامة حافظ الحكمي –رحمه الله- هل تعرفون قصته؟ إذاً دعوني أتي لكم بشيء يسيرٍ منها، قال الشيخ العلّامة حافظ الحكمي -رحمه الله- لصديقٍ له أنه إذا حَضَرَ درساً فلا يحتاج إلى مراجعته سنةً كاملة! ولا عجب فهؤلاء هم الجبال حقاً، لكن نحن ماذا؟ جرذان؟ صراصير؟ لا نحن بشر! ميزنا الله بعقول وأدمغة تفكر وتحفظ وتفهم! إذاً كلٌ على حسب عقله، ترى نفسك تحفظ من أول مرة، جيد، ترى نفسك تحفظ بعد تكرار عشر مرات، جيد، وخلاصة القولِ والمقال: غالباً ذاكرة الإنسان –العادي- تخونه، فاعتمادك على مفكرة يكون أفضل وأحسن وءأمن لك.

نصيحة:اتخاذ المفكرة في الجيب أمرٌ محمود، للطالب والمبدع والمخترع في كل زمانٍ ومكان، -إلا في قاعة الامتحان- فكما قلت: ذاكرة الانسان الطبيعي غالباً لا تسعفه، فحرامٌ ثم ألفَ حرامٍ أن تضيع عليك أفكار لطيفة وجميلة، وتذهب أدراج الرياح!

المفتاح الخامس: استخدم ذهنك واعصر مواهبك!

بعد أن تتأمل في محيط أفكارك، وتقرأ بعض الكتب التحفيزية المشجعة، وتكتب أفكارك وملاحظاتك على دفترك الخارق، قم بالتفكير من جديد! ستجد لذة أخرى في التفكير! لأن لديك الان رصيد في المعلومات والخبرات، وأسلوب في الكتابة، وحلاوة في طلاوة الأسلوب! فالتفكير في هذه المرحلة يُساعدك على إنجاب إبداعات من رحم خيالك، فلا تفوت تلك الفرصة، اجلس على الأريكة واشرب كوب الشوكولاتة الساخنة وتأمل حولك صدقني، ستجد أفكار وليدةَ اللحظة، ربما فكر بها غيرك وربما لا، أنت كل ما عليك فعله هي صيدها والتقاطها وكتابتها بسرعة دون تجاهل!

فكما قيل:

*العِلمُ صَيدٌ والكِتابةُ قَيدُهُ — قَيِّدْ صيودكَ بالحِبالِ الواثِقَة

فَمِن الحَماقَةِ أَنْ تَصيدَ غَزالَةً — وتَترُكها بَينَ الخَلائقِ طالِقةَ*

نصيحة: النصيحة بالفاءات الثلاثة! وهي فكر ثم فكر ثم فكر!

*الخلاصة:

إن عالم الإبداع عالم كبير واسع شاشع، لا يُمكن حصره في هذه النِقاط لكنها نقاطٌ تدخل تحتها مئات النقاط، فعُضَ عليها ولا تفلتها!*


[1]

https://ar.wikipedia.org/wi...