#إنّ_لنا_بفلسطين_مسجد_أقصى

بسم الله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المجتبى أما بعدُ عباد الله: إنّ لنا بفلسطين مسجد أقصى ..

نكرّر ونقول إنّ لنا بفلسطين مسجد أقصى ..

وسنظل نذكر، نورد، ننوّه، نصطرخ، ونبرّر أنّ فلسطين تُحتضر، فلسطين تُغتصب، فلسطين تُستباح، فلسطين تَستغيث، فلسطين تموت ..

لماذا فلسطين دون سواها ؟!

لأنّ لنا بها مسجد أقصى ..

نظر ربّنا للأرض وأوحى لأبينا آدم ببناء أول بيت له فجعل المسجد الحرام، وجعل الأقصى بعد أربعين سنة من ذلك في البؤرة المباركة فكان ثانيَ مسجد وُضع ..

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِع في الأرضِ أولَا؟ قال: المسجدُ الحرامُ. قال: قلتُ: ثم أيٌّ؟ قال: المسجدُ الأقصى. قلتُ: كم كان بينهما؟ قال: أربعونَ سنةً، ثم أينَما أدرَكَتكَ الصلاةُ بعدُ فصلِّهِ، فإنَّ الفضلَ فيه"

مامن رسول أرسل أو نبيّ أُوحي إليه إلاّ وتمحوّرت دعوته حول بيت المقدس : آدم بناه، إبراهيم رمّمه، إسحاق ويعقوب يسكنان بأكنافه، يوسف يجاوره، موسى يدعو إليه، داوود وبعده سليمان يكون لهما الملك به ، زكريا يُنشَر على أرضه، مريم تتبتّل بأركانه وترهن عمرها لخدمته، عيسى يكاد يصلب لولا أن رُفع ..

وكلهم كانوا مسلمين:

"إن الدّين عند الله الإسلام " 19 آل عمران

"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" 85 آل عمران

ثم يأتي سيّد الخلق فيُسَرّي عنه ربّه عام الحزن بالرحلة المعجزة، يسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، هناك يؤمّ الأنبياء في صلاة جامعة وما الإمامة إلاّ لرب البيت، يتسلّم الأمانة صلوات ربي وسلامه عليه في أحلك أوقات الغبن وأشدّها، فيوجّه البوصلة نحوه ويربط صحبه بأرض البركة روحيا، سياسيا وعسكريا ويبشر بفتحه وينوّه بفضله ويؤكد لصحبه أنّه الغاية والهدف بعد التمكين لدين الله في النّفوس وإرساء دولة الإسلام ..

يتوفاه الله ولم يتمكن من فتحه إلاّ أنّه علّق الأفئدة ببركته،

يبذل لشرفه أبو بكر، ويتأتي الفتح في عهد عمر ..

جاء الفتح يوم ساد العدل ، جاء يوم انتصر دين الله في النفوس وفي الميدان ..

عباد الله؛

فلسطين عقيدة ودين ووصية النبيّ وخلفائه وأئمة المسلمين، سنن الله التي لا تحابي أحدا: المسجد بحوزتنا متى ما على الإيمان بأفئدتنا، وتتربص به الخطوب متى ما طغت الشهوة واستفحل الشيطان بضمائرنا، وما هواننا وتدنيس مسجدنا إلا لتضخّم شيطاننا ..

يزدهر الإسلام وتعلو رايته على ربوع بيت المقدس عهد عمر وعثمان ، وعهد الدولة الأموية وبعدها العباسية وما من إمام أو خليفة إلاّ واحتفى بالقدس وبذل في سبيلها عمارة، توسعة، وقفا وذودا..

لكن عندما تحيد السّكة وينضب الإيمان وتغيب البوصلة يتفلت الأقصى من حيث لاندري ..

تسقط دولة العباسيين وتتشتت الأمّة دويلات ورغم ذلك يحرص المماليك على وصيّة النبيّ صلى الله عليه وسلم فيكون عصر ازدهار القدس وبهائها، لكن الفاطميون بعدهم قايضوا بها وكانوا السبب في ضياع إرث الأمة وشرفها، ضياع يقابله شيطان متضخّم في النفوس وإشارة ميزان إيمان مضطربة..

تستمر النّكسة، لكن الجذوة لا تبرح صحوة، يستيقظ الضمير في عهد نور الدين زنكي الذي يبذل إصلاحا وإعدادا، فيتمّ الله أمرا صدق فيه زنكي على يد صلاح الدين الأيوبي وجيشه فيحرّر البيت ويعود لأكناف عزّة الإسلام سنينا عديدة، فيها ربت النفوس إيمانا..

مجدّدا سنة الله لا تحابي أحدا ، القدس للمؤمنين قلبا وقالبا، تتوحد الأمة تحت راية الدولة العثمانية وتمتد راية الإسلام شرقا وغربا وتحلّ البركة مدّا..

مدّ تُبع بجزر ، أمة هنا تهوى من علياء وأخرى تتصاعد رغم أن منبتها ظلال وظلم .. ويمنح من لا يملك لمن يستحقّ ..

عباد الله؛

الله الله في أقصاكم

الله الله في دينكم

الله الله في أنفسكم

الله الله في إخوانكم

لا تزال فئة من عباد الله على الحق ظاهرين على خط الدفاع الأول قائمين يذودون بالنفس والنفيس، ففيما خذلانهم! وكيف سنبرّر لله تخلّفنا؟! ..

الأقصى شرف، الأقصى المحيّى والمهجة لهذه الأمة، فالله الله في ابتسامة الأرض وبهجتها ..

"إنها لشرعة السماء غيّر نفسك تغيّر التاريخ" ، والعاقبة لنا إن اتقينا ..

اللهم أعنّا على أنفسنا وأيّدنا بنصر في جهادنا الأكبر قبل الأصغر ..

اللهم لا تجعلنا ننسى ما حيينا أنّ لنا بفلسطين مسجد أقصى..

خيرة بشهرة 🌱💚