البيت الأبيض يقول أنه يجب على الموساد القضاء على قادة حماس ، كلمات تنبيء عن تكبر وعجرفة ولكنها على جانب آخر تكشف عن إلقاء أمريكا المسئولية على المخابرات الاسرائيلية ، حيث يذكرنا الموقف الأمريكي هذا بما كان يتم تداوله إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان والأحاديث الملتهبة والمصطلحات الرنانة التي كان يتم استخدامها من وقت لآخر للكذب على المجتمع الدولي من قبيل ( مثلث الشر- والارهاب الأسود -) .
لم تتغير أمريكا في أي شيء والفارق فقط في بعض الأسماء الظاهرية والتفاصيل الصغيرة التي تعد بلا فائدة نسبة إلى جوهر الأشياء وإذا تأملنا المباديء الأساسية التي بنيت عليها الولايات المتحدة فإننا لن نجد قيم أو مثل والمسألة فقط مجرد كلمات وأوراق لكن الأفعال تظهر وجهاً قبيحاً لدولة قامت على الإبادة وسفك الدماء .
إذا نظرت بعمق إلى تمثال الحرية وازددت تحملقا في شكل التمثال والمعاني التي يرمي اليها لعرفت أن القضية ليست بالتماثيل والألواح ، بل إن روح الأشياء يكمن في الأفعال أما ظاهرها فهو مادتها التي تسير بلا محتوى ولهذا فإنهم يفضلون التماثيل في التعبير عما يريدون ولكننا تعلمنا في إسلامنا أن جوهر الأشياء أهم من ظاهرها المادي ولهذا فإن سيدنا محمد جاء ليهدم أصنام الكفر ولم يتطلع يوما إلى بناء مساجد تحوي صورا وألوانا ولكن المسألة تكمن في العبادة وكيفية أداؤها ، الصلاة في المسجد ترتكز على الروح والعقل وما الجسد إلا مجرد وسيلة للأداء ، والمسجد مكان للعبادة وليس مكان للاستمتاع ، صحيح أن الجامع كان مكان الاقامة للفقراء وابن السبيل ولكن ذلك هو الدور الاجتماعي المتفرع عن دوره الرئيسي ولكن الجامع ليس فندق ولم يكن يوما مثل الكازينو أو الملهى وما عاذ الله أن يكون المسجد مكان للتسلية ولكن الدولة الاسلامية في تطورها جعلت له دورا اجتماعيا واغاثيا لدعم الناس قي شتى بقاع الارض .
لقد هدمت الادارات الامريكية المتوالية تمثال الحرية التي صنعته من العجوة وصارت تعبده من دون الله وزاد تململها مما جعلها تقسم التمثال قطعا لتأكلها رويدا رويدا ، والآن وقد فرغت من تلك الوجبة الدسمة فقد آن الآوان لبناء تمثال جديد ليحل مكان القديم .
الحرية في الاسلام ليست مجرد ثماثيل وصور ولكن الحرية أفعال ، وقد خلقنا الله أحرارا ، وقد أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الجزيرة العربية لتحرير العبيد وهدم الأصنام ولم تكن المسألة سهلة لأن العرب كانوا جهلاء قساة القلوب وهم على هذا يمتلكون الزعامة والأموال مما كان له أثر في زيادة البطش والتعذيب للمؤمنين وقد كان من نتيجة ذلك أن اشتد الأذى للنبي الكريم وأصحابه .
تختلف الأزمان وتبقى ملة الكفر واحدة في كل زمان ومكان باختلاف المعطيات والتفاصيل فقط ولكن الأساس يبقى واحدا والتبريرات تبقى مشتركة والاتهامات تتشابه ، ويبقى الصادقين في صراعات وحروب لأن مهمتهم ليست يسيرة ورسالتهم ليست هينة لأن سيدنا محمد ليس بيننا والأصعب أننا في زمن شديد التعقيد نتيجة للتطور التكنولوجي والعلمي مما يستتبع معه ندرة الأخيار وقلة عدد الصالحين قال تعالى ( والسابقون وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16).
فالسابقين كانوا الأكثر صلاحا وايمانا بخلاف الأخرين أي الناس الذين يعيشون في أخر الزمان .
لقد كثر أهل الفسق والمنافقين وأصبح توصيل رسالة الاسلام صعبا لأن العالم في فترات من التمحيص والغربلة والحياة مليئة بالمغريات والانسان في كل الأحوال مخلوق ضعيف رغم امتلاكه العقل والفكر، وقد لمع نجم القارة الامريكية كأكثر القارات تأثيرا على العقول ولم يكن ذلك لجمال الطبيعة والأشجار بقدر ما كان ذلك نتيجة للتميز والعلو الاعلامي ، ولكن ذلك الزهو والصخب المجنون لم يصمد أمام النداء الأخلاقي للمجاهدين الاسلاميين لتنكشف الحقائق للعالم بأن الاسلام هو دين الحرية والاخلاق وأن الدولة الأمريكية هي دولة الاستبداد والفساد لأن الغاية في عرفهم تبرر الوسيلة حتى لو كان ذلك بلا اخلاق ، وانكشف الوجه الشيطاني لأمريكا في حرب غزة ليظهر للعالم من هو صانع الإرهاب .