ما أغلَظَ العُـمرَ
كُلَّما مضى بِنا ساعةً اتجهنا معهُ أكثر نحو المَوّتِ
وكلما اقتربنا من الموتِ
فرَّ عنَّا الوَهم و وضحتِ الحقيقة
وكلما شسِعَت الحقيقة كلَّما عَظُمَت قيمةَ العيونِ
إنَّ العيونَ التي ينزاحُ أجلَها للرقودِ الدائِمِ
تُوجعُ المُبصِرين من حولِها
أن تنظرَ في وجهٍ لم يهِنْ عليهِ يومًا مطالبكَ
و لا يعودُ على نحيبكَ بالجوابِ
أن تمسحَ على جبينٍ كانتَ كفوفهِ ضمادكَ
وأن يضيعَ طريق يديكَ
ضياعٌ ما بعدهُ رشدٌ ولا صواب
أن يَحضرون لكَ فراشًا هامدًا
عليهِ آثار العُمر الطويل والصَّمْت الطويل
ويروحُ في ومضةٍ
كما أتى في ومضةٍ
بلحدٍ رموا بهِ الأحباب
اسئلتهم،وصاياهم،والكثير من ذكرياتهم
كُلّنا علائق في حوزةِ البعثِ الأخير
ولكن سُبحانك لو كُنَّا سويًّا حيثُ لا نُفجِع أحدًا بتلك الحقيقة؟