رفاهية البحث عن السعادة

في كتاب فن الامبالاه يقول الكاتب ان السعاده ما هي الا بداية بمشكلة جديدة و ان كل شخص في هذا العالم يعاني مهما كان كبير او صغير في السن علي سبيل المثال:

• الشخص الذي يمتلك عائلة يعاني لان لديه عائلة و الشخص الذي ليس لديه عائلة يعاني لان ليس لديه عائله .
• الشخص الغني يعاني لانه غني و الفقير يعاني لانه فقير.

في القصة الاسطورة بوذا يا صديقي علي كان امير في مملكة و عند ولادته عمل ابيه الملك كل ما بوسعه حتي يعيش في رفاهيه حتي انه لا يخرج خارج القصر الملكي و لكن هذه الرفهيه جعلته شخص متمرد علي كل شئ و جاء يوم و اراد ان يخرج خارج القصر و يكتشف ما بخارجه و انتظر حتي منتصف الليل و خرج و رأي ما لا كان يصدقه رأي ناس مريضه و ناس فقيره و بشر نائم في الشارع بدون غطاء و الذي لا يمتلك اكل . و قرر ان يهرب من القصر و ان يعيش بجانبهم و يعيش امهم و معاناتهم لانه كره تلك الرفاهيه الموجوده في القصر و هرب و لم يجد ما ياكله و لا يجد ما يكسوه و عاني كثيرا حتي مرض .

تكمن القصه ان كل شخص في هذا العالم يعاني و لكن السعادة الحقيقية في حل مشاكلك و ليس تراكم المشاكل و الشكوي من اجل كثره المشاكل و تذكر دائما السعاده بداية لمشكلة جديدة و هي تكمن في حل المشاكل ليس خلو حياتك من المشاكل

في ضوء هذا المسار، أستطيع أن أضرب مثلًا حول فكرة البحث عن السعادة بالتحديد. فعلى الرغم من أنه غرض رفيع، ومن حقّنا جميعًا أن نسعى إليه، فقد مررتُ بتجربة كانت كفيلة بأن تضعني أمام الحقيقة الأصعب، وهي أن البحث المطلق عن السعادة، غير المحكوم بخطّة واضحة، قد يكون سببًا في انهيار الحياة بأكملها.

عندما كنتُ في سنٍّ أصغر، عندما كنتُ مستعدًا للتضحية بأي شيء من أجل اكتشاف نفسي في الكتابة والعلاقات الإنسانية والصداقة وخلافه، لم أكن قادرًا على تحقيق العديد من الأشياء. فقدتُ الكثير من الوقت في سنوات التعليم الأكاديمي التي لم أحقق فيها النجاح المنشود، ولم أحقق نفسي في مجال الكتابة الإبداعية بشكل معني أو تسويقي.

لكن بعد فترة من الوقت، ومع النضج التدريجي، بدأتُ أدرك أن فكرة البحث عن السعادة نفسها ليست الغاية المثلى. وإنما العمل من خلال هذه الفكرة على مشروع حقيقي هو ما يجعلنا مستعدّين لها، وهو ما يساعدنا على التخلّص من أي صعوبات.

تعريف السعادة في علم النفس هي نتائج شعور تختلف نسبيا على حسب قدرات ودوافع الشخص، أي تغيير مفهوم السعادة لدينا يتغير مع دوافعنا، فمثلا ونحن صغار كنا نشعر بالسعادة عندما نشترى حلوى لأن حينها كان هذا دافعنا، ربما الآن لن تتأثر لو قمت بشراء تلك الحلوى لكنك من الممكن أن تشعر بالسعادة عندما تشتري هاتفا جديدا تخطط لشرائه منذ فترة، لذلك نحن من نتحكم بسعادتنا، ومن الخطأ أن نحصر السعادة في شيء واحد لأن حينها سيصيبك الاكتئاب إن لم تحققه ولن تستمتع بكل شيء حولك, لأن العالم بحر واسع لا ينحصر على شيئا واحدا.

فقد أصبحت بالفعل أراها في جميع الأشياء من حولي ، أراها حقيقة بداخلنا فلماذا اذا نبحث عن مصدرها.

لا أتفق مع حضرتك بهذه الفكرة التي تعيشها وأشعر وبنسبة كبيرة أنّ معظم من يقولونها لإنّي سمعتها كثيراً يقولونها وهو يختلط عليهم الأمر كله، من الصعب أن تجد السعادة في كل ما حولك، لو قلت لي أجد السعادة في داخلي لكان الأمر أكثر منطقية ولكنت قادر على تصوّره فعلاً، لكن أن تكون السعادة في كل ما حولك فهذا يجعلني أتوقّف قليلاً، كيف؟

كيف يمكن أن يكون الإنسان سعيداً بما يجده حوله من جار خمصان ربما لا يجد ما يأكله وواقع مُتردّي من ثقافة جمعية قد تنفجر هماً بأيّ لحظة، بالحروب التي تملأ البلدان المجاورة وبالأحقاد والأيدولوجيات التي تملأ مناطقنا، بالغش والفساد العربي الذي قد يصير قريباً جزء من أعرافنا وتقاليدنا، كيف؟ قد تشعر بالسعادة من داخلك، أتفق مع ذلك، لكن أن يكون المحيط المرئي هو المصدر لهذه الطاقة فهذا غريب، على الأقل بالنسبة لي.