يصعب عليّ تصديق الأمر، عند تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وقراءة تلك الأخبار التي تحتل مرتبة "التريند" في زمننا هذا، والتي تشمل بالخطوط العريضة "رجل يقتل زوجته والسبب كذا..."، أو أخ يضرب شقيقته ضرب مبرح بسبب كذا...
تتعدد أسباب العنف ضد المرأة سواء أكانت شقيقة أم زوجة أو ابنة، وتتعد الروايات التي تحكي عن تلك القضية المهمة وأهم تلك الروايات التي سردت حكاية طفلة عانت من والدها في قضية "تحرش الأطفال والبيدوفيليا" وكانت بعنوان: لا تخبري ماما، التي حازت على إعجاب وتؤثر الملايين وتعاطفهم مع تلك الطفلة، أما حديثًا، فلقد انتشرت الأخبار عن وفاة فتاة المنصورة "نيرة" الذي قتلها زميل لها بالجامعة يُدعى "محمد"، وتم الحكم عليه بالإعدام تحت أنظار من هم شامتين فيه، ومن هم متعاطفين معه لعدم معرفتهم بالحقيقة كاملة.
أيًا يكن، قد تكون تلك البداية المعتادة من عرض الحوادث وتحليلها أمر أصبح عاديًا، ولكن هذه أمثلة من أرض الواقع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه))؛ متفق عليه.
أي أنك أيها الرجل تقع تحت مسؤوليتك أهل بيتك، ابنتك، زوجتك، شقيقتك ووالدتك، وممارسة العنف اتجاههم ليس من قوامة الرجل تجاه نساء أهل بيته، ولا يحق لأي رجل أن يتطاول على امرأة سواء باللفظ أو باليد.
بعيدًا عن بعض "الحملات النسوية" التي انتشرت مؤخرًا وجمعيات حقوق المرأة للدفاع عنها، والتي تُبالغ في طلب حقوق المرأة والتساوي بالرجل، من وجهة نظري أرفض موضوع التساوي بالرجل في جميع الأمور بشدة، حيث أن المرأة كائن مقدس لا يمكن أن يتساوى في العديد من الأمور التي لا يمكن فعلها لرقتها الزائدة، وهذا ما يختلف ويميز المرأة عن الرجل الخشن الصلب في طباعه وتعامله.
المقصد من الكلام، أن نراعي الله سبحانه وتعالى في المرأة، كما هي علم بالواجبات التي عليها يجب علينا أن نستوصي بها خيرًا، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: 《استوصوا بالنساء خيراً》.
المرأة نصف المجتمع إن لم تكن المجتمع بأكمله، تلعب دور مهم في تربية وتنشئة أجيال الحاضر والمستقبل، رفقًا بالقواوير واستوصوا بها خيرًا يا بني آدم.
_نصوص أمور تستحق التأمل.
بقلم: أروى نوار| شجن.