و يتكرر حال وطني
"مابين الاستغلال و الاستقلال"
■ في العام ١٩٥٦ خرج ما يسمي بالمستعمر و هم مجموعة قليلة من الناس كانوا يستمتعون بالحكم و باقي الناس هائمون ، و منذ ذلك العام توالي مجيئ مجموعات و ايضا قليلون يستمتعون و باقي الناس هائمون ، ظل السودان و منذ ذلك العام و الي يومنا هذا يعاني من مشاكل عديدة و لم يكتب للوطن و لا المواطنين التطور و الرقي و النهضة مثل ما حدث للدول الاخري من حولنا و ظللنا منذ ذلك التاريخ قابعين في مكاننا فالذي حدث فقط هو :- "تغير لون بشرة الحكام" .
■ منذ الاستقلال لم يجد المواطن تغييرا أو امل في شيء ينبئ بان هناك تغييرا سوف يحدث مثل ما يحدث في العالم من تطورات و تغييرات و نمو و نهضة ، و مع التعامل مع الوسائط الاعلامية الحديثة التي صارت تتحكم في الكثير من الامور من البديهي ان يتعامل الناس مع هذه الوسائط و منها تطبيق "فيسبوك" و اول ما يواجهنا هو سؤال فيس بوك : "بم تفكر ؟".
■ و كالعادة في خواتيم شهر ديسمبر من كل عام تكون اخبار انظمتنا الحاكمة بمختلف انواعها و ازمانها و مكوناتها هي إقامة احتفالات الاستقلال و يتم تكوين اللجان الخاصة بهذه الاحتفالات, و قبل الاجابة علي سؤال في تطبيق فيس بوك : "بم تفكر ؟" , و كما يحدث لكل مواطن و عند خروجه من منزله يبدا بمشاهدة اكوام القمامة تتراص علي جوانب الطرق و الحفر و بواقي و مخلفات البنايات و اللافتات الاعلانية العشوائية المنتشرة في الطرقات التي صارت مخيفة و المركبات التي تملأ الطرق و تعطل حركة المرور و الناس يصطفون أمام المخابز و في الطرقات ينتظرون وسائل النقل و يتضجرون في الأسواق من الغلاء و بلادهم من اغني بلاد العالم و ينتشرون بحثا عن وسيلة توصلهم الي اماكن العمل او الدراسة .
■ بالاجابة علي سؤال فيسبوك : "بم تفكر" أقول للسيد مارك "صاحب فيسبوك" ، أفكر في حال بلدي منذ أن خرج اجدادك في خمسينيات القرن الماضي و بلادنا في هذه "الدوامة" , حكامنا الذين تعاقبوا علي السلطة في بلادنا منذ الاستغلال و الي اليوم ، المدنيين و العسكريين ، يسارهم و يمينهم , حديثهيهم و تقليدييهم, يعملون و يفكرون فقط من اجل شيء واحد هو "السلطة" و كيفية تقسيم "الكيكة", و يبحثون عنها باي وسيلة بدءا بالانتخابات السلمية فإن لم يستطيعوا فيلجأون الي المعارضة السلمية من أجل الوصول إلي السلطة و إن لم يستطيعوا فالانقلابات العسكرية , و ان لم يستطيعوا فالتمرد و القتال والحروب , و إن لم يستطيعوا فالهروب و الاحتماء بالدول و الأنظمة العالمية الاخري لاعانتهم لتغيير السلطة في بلادهم . فالماسكون بزمام السلطة ، يحبون السلطة يعملون فقط من اجل إطالة امد بقائهم , و الجيوش الجرارة من المعارضين و الأحزاب و الكيانات و التجمعات همها فقط أن تكون في محل هؤلاء "الماسكون" لا لشيء فقط ليأتوا و "يمسكوا" و ذلك لأنفسهم و احزابهم و كياناتهم ، ليس من أجل أهلهم و شعوبهم و وطنهم .
■ بالنظر الي المكونات المختلفة للانظمة التي تداولت السلطة في بلادي منذ الاستقلال الي الان و بجميع تصنيفاتها و مسمياتها و ادعاءاتها من اليسار و اليمين و الإشتراكية و الرأسمالية و العدالة و المساواة و الشريعة و الدين و المشاريع الحضارية و القومية و العربية و الأفريقية و الليبرالية و الجهوية و العرقية ، كلهم سواء همهم فقط ان ينالوا كرسي السلطة ليستمتعوا بها و باقي المواطنين يظلون كما هم .
■ للاسف الشديد سياسيونا و حكامنا و أُمراؤنا و شيوخنا و كبراؤنا ، كلهم ، علي السواء ، قضوا كل فترات الحكم في الصراعات علي السلطة و راحة أنفسهم و لم يلتفتوا الي مواطنيهم و لا إلي نهضة بلادهم ، و للأسف الشديد ليس هناك من أمل فالكل همه السلطة و راحة نفسه .
■ في الرد علي سؤال فيسبوك "بم تفكر؟" أقول للسيد مارك "صاحب فيسبوك" ، بعد خروج أجدادك من بلادنا رفعنا راية "إستقلالنا" بيد و رفعنا راية "إستغلالنا" باليد الاُخري , و أصبحنا هكذا نرفع راية "إستغلالنا" كل يوم و كل عام نرفع راية "إستغلالنا" .
■ أقول للسيد مارك "صاحب فيسبوك" ، اُفكر في راية "إستغلالنا" , اُفكر في تلك الراية التي رفعناها منذ العام 1956 ، وظللنا نرفعها الي يومنا هذا ، و التي ربما يرفعها أبناؤنا الي أن تقوم الساعة ، اذا لم تتغير ثقافة السلطان .
■ كلمة "إستغلال" و التي يذكرها الحكام عندما يخاطبوننا و هم لا يفرقون بين "القاف" و "الغين" و يقولون لنا :- (نخاطبكم اليوم أيها المواطنون الاحرار بمناسبة ذكري "الاستغلال") ، ربما يكونوا صادقين في هذه و تكون الكلمة صحيحة "الاستغلال", بمعناها و هو استخدام شَخص وسيلة لمأرب، او الاستفادة من طيبة الناس أو جَهلهم أو عَجزهم و ذلك لهضم حقٍّ أو جني ربْح , انهم صادقون فقط في نطق هذه الكلمة "استغلال" ذلك اننا منذ الحاكم الخليفة عبد الله التعايشي مرورا بكافة الحكام و الي اليوم فإننا "مستغلون" كشعب من السلاطين ، فكل شيء لهم و نحن عامة الشعب او الجمهور فلنا فقط الطاعة و الا فالشرطة و الأمن و القضاء و الاستخبارات لنا بالمرصاد .
■ أقول للسيد مارك "صاحب فيسبوك" ، لقد ذهب اُناس لون بشرتهم "ناصع البياض" و جاء آخرون لون بشرتهم "داكن السواد" هم اهلنا. فقد كنا "مستعمرين" و بعد خروج أجدادك ظللنا "مستعمرين" , فالذي تبدل فقط هو لون بشرة المستعمر !. وربما يا مارك "صاحب فيسبوك" ، أجدادك كانوا أفضل في أشياء كثيرة و كما قلت لك كلهم مستعمرون .
■ في فترات حكم المستعمرين السلاطين و الحكام من اهلي و الذين اتوا بعد اجدادك هناك ظلم و سوء إدارة , و نظام الدولة في الأساس قائم علي وهم اسمه الأمن لذلك كل الموارد و كل الإمكانيات المادية و الأدبية تذهب الي جهات بعينها هي "الجيش و الأمن و الشرطة و القضاء و رئاسة الجمهورية" ، اما باقي الدولة لا يجد إلا القليل , وهكذا الحال في فترات كل الانظمة بكل اشكالها و انواعها .
■ في فترات حكم المستعمرين من السلاطين و الحكام من اهلي و الذين اتوا بعد اجدادك نظام الدولة و الذي يعني "حكام و محكومين" بالرغم من وجود قوانين و نظم و ترتيبات فهو نظام يعطي الأهمية و الشهرة و القوة و المتعة و المنعة و الافضلية للحكام علي المحكومين فتجد :-
·القصور للحكام
·وسائل الحركة و النقل الفارهة للحكام
·السفر والسياحة للحكام
·المعيشة الرغدة للحكام
·البهرجة و الراحة للحكام
·و توقيف المواطنين في الشوارع تحت حرارة الشمس وقت الذروة لتمرير مواكب الحكام ، اما المحكومون فيقال لهم الجمهور او الشعب "عامة الناس" .
■ أقول للسيد مارك "صاحب فيسبوك" ، في فترة المستعمرين من السلاطين و الحكام من اهلي و الذين اتوا بعد اجدادك يكون كل يوم همنا و تفكيرنا في كيفية الحصول علي الخبز و كيفية نقل القمامة و كيفية الحصول علي وسيلة للتنقل و كيفية عبور الطرق و كيفية الحصول الصرف الصحي و العلاج و تعليم الأبناء و جمال المدن و نظامها و نظافتها و لا نجده . و لم يفكر اجدادي في فترة اجدادك المستعمرين البيض في هذه الأشياء و ربما كانوا يجدوها .
■ اقول للسيد مارك "صاحب فيسبوك" ، لم نسمع أن اجدادك المستعمرين كانوا يوقفون المواطنين تحت حرارة الشمس لتمرير مواكب سياراتهم . كما فعل المستعمرين الذين جاءوا من بعدهم من السلاطين و الحكام من اهلي و الذين اتوا بعد اجدادك
■ اقول للسيد مارك "صاحب فيسبوك" ، لم نسمع أن اجدادك المستعمرين كانوا يخربون جمال المدن و الطبيعة و الطرق و الخضرة و يتلاعبون بالبيئة كما فعل المستعمرين السلاطين و الحكام من اهلي و الذين اتوا بعد اجدادك .
■ اقول للسيد مارك "صاحب فيسبوك" ، لم نسمع أن اجدادك كان يغشون اجدادنا و يوعدونهم كل عام باصلاح الحال و توفير المياه الصالحة للشرب و الماكل و المسكن و العلاج و التعليم و وسائل النقل كما يفعل من جاء من بعدهم من المستعمرين من السلاطين و الحكام من اهلي .
■ ليس من أمل ، ليس من امل
رسالة أولي الي المنتظرين حصاد الثورات:-
الي فتح العليم ، ذلك العامل "التربال" الذي ينتظر هناك في الصحاري في أقاصي الشمال و اخوه ابكر في اقاصي الغرب و اخوه اوهاج في أقاصي الشرق و إخوانه في الوسط و الجنوب ، و الذين ظلوا ينتظرون منذ ان كان الخليفة عبد الله التعايشي قائدنا ، و ظلوا ينتظرون مرورا بقادتنا و كبراؤنا الذي تعاقبوا علي الحجم الي آخرهم . اقول لهؤلاء الاخوة المنتظرون "ليس من أمل" ، كالعادة سيرفع القائد عصاه و يمسك علي السياج العالي بقوة كما فعل سلفه من الرؤساء و القادة و الكبراء. و لسان حاله يقول لكم :- (( هلموا .. الي الساحة الخضراء ..ضعوا طواريكم ،، اتركوا قاعات دراستكم ،، أغلقوا مصانعكم و متاجركم ،، اتركوا مزارعكم و اعمالكم و تعالوا لتصفقوا لي و تهتفوا لي و انا اقف امامكم في السرادق مكيفة الهواء بملبسي الفخيم و انتم بالخارج تستظلون الشمس , و اقول لكم :- "ايها المواطنون الثوار الأحرار" )).
رسالة ثانية الي اطفال بلادي المنتظرين مستقبلا مجهولا :-
الي اطفال بلادي و هم حياري و نظراتهم بعيدة و متعمقة نحو مستقبل مجهول في بلد قادته لا يعرفون و لا يعملون فيه باستراتيجية التخطيط المستقبلي . الي اطفال بلادي و لسان حالهم يقول و نيابة عن الاجيال القادمة:
· كيف سيكون مستقبلنا و نحن بهذا الحال الذي لا يشبه العالم في مسكننا , في ماكلنا, في تعليمنا , في صحتنا , في ثقافتنا , في عاداتنا , في تقاليدنا , في سلوكياتنا .
· كيف سيكون حالنا و ستتكالب علينا الامم و تتدافع علينا رغم انفنا عن طريق العولمة بمخالبها و معاولها و ادواتها المتمثلة في منظماتها و قنواتها و اقمارها .
· كيف نستطيع مواجهة التحديات و نحن لم نتقوي و بلادنا مازالت في قبضة سلاطين يقودوننا كل يوم الي مجاهل لا يعلم مداها الا الله .
· كيف نتعايش و نتعامل مع العالم و بلادنا مازالت يحكمها و يتعاقب علي حكمها "السيد الرئيس" و "القائد الملهم" الذي يقف هناك و حوله أولئك المطبلون و الحراس .
. كيف نستطيع مواجهة العولمة و التعامل مع واقعها و الانضمام الي منظماتها و مازال السلاطين بعيدون كل البعد عن الحلول .
■ ليس من أمل ، ليس من امل .
للاسف ثقافتنا ليس لها شبيه في العالم و هي التي تؤثر في مسيرة و حركة كل الامور و منها السلطة . جزء من ثقافتنا حب السلطة و المال و التمسك بهما حتي الموت و أمثالنا تمجد و تعظم صاحب السلطة و صاحب المال و ما يقدمه و تذدري الفقير و هذا الأمر يدفع بالناس البحث عن اي وسيلة لجلب المال و اي وسيلة لجلب السلطة , و حتي شيوخنا يعترفوا بذلك حيث يقول أحدهم : "كان ما طحيني منو البجيني" ، و يقال في اغانينا و التي تمجد صاحب المال عن غيره : "عشرة قدور محلبية و عشرة قدور سرتية و نسيبتو قالت شوية" إشارة إلي أهمية العدد و الكم و عدم الاهتمام بغيره , و تظهر الثقافة الاهتمام بصاحب الجاه و المال و ازدراء من سواهما "مابدوكي لي زولا مسيكين , الا واحدا نخله مزروع في البساتين" .و حتي في الدعوات لمن تزوج يقال له : " تقلبها بالمال و تقلبك بالعيال" ، و لاؤلئك الأغنياء الذين يقدمون الاكل و الشرب و تمجيدهم وتعظيمهم كان يقال : "فلان عوج الدرب" إشارة لذلك الشخص الذي يغير الناس الطرق و يسلكون طريقا لمنزله ، و مثلها "الخمجان" و هو الشخص الذي لا يهتم بكيفية صرف المال إنما يبعثره في تبذير . و هناك اشياء كثيرة و نماذج متعددة تمجد الغني مهما كان مصدر أمواله و تذدري الفقير .. و كذلك الأمر بالنسبة للوصول إلي السلطة فالبحث عن اي وسيلة بدءا بالانتخابات السلمية فإذا لم نستطع فنلجا الي المعارضة السلمية من أجل الوصول إلي السلطة فإذا لم نستطع فالانقلابات و اذا لم نستطيع فالتكتلات و القتال والحرب . و المتمسكون بالسلطة هم من رحم هذا الشعب الذي يحب السلطة و العمودية و المشيخة و هذه الجيوش الجرارة من الأحزاب و الكيانات و التجمعات همها فقط أن تكون في محل " المكنكشون" لا لشيء فقط لياتوا و "يكنكشوا" .
■ ليس من أمل، ليس من امل .
للاسف الشديد لم تتغير ثقافة الأنظمة الحاكمة من الصرف البذخي في تسيير نظام الحكم لذلك ظل الحال كما هو ؟. و كلما ينتفض الشعب ياتي مرة اخري الحكام و بنفس الثقافة ليس لهم هم سوي هذه البهرجة و تسخير السلطة لانفسهم و مكوناتهم و من حولهم من الحاشيات كما كان يفعل سلفهم . , وراءهم الجمهور يقف في الصفوف في ذلة بحثا عن الخبز او عن وسيلة توصلهم الي اعمالهم .
■ ليس من أمل , ليس من أمل .
للاسف الشديد ،، كلما يذهب نظام ياتي اخر و يعمل بنفس طريقة سلفه فكما للقدماء حاشيات و مداحون و مطبلون و مقربون فللجدد ايضا حاشية و هم المستشارون و اعضاء الاحزاب و المقربون في المجالس الخاصة الذين يسيرون الامور وفق رؤاهم و مبتغاهم .
■ ليس من امل , ليس من أمل .
دائما و عقب الثورات يتحدث الناس في المتكآت و في الممرات و في الازقة و في المقابر و في سرادق العزاءات و الافراح و في وسائل النقل و في الصحف و في القنوات الفضائية و في اللقاءات الخاصة و المغلقة و المفتوحة و حديثا في اسافير الاعلام الجديدة :
· يتحدثون عن التغيير.
· يتحدثون عن الديمقراطية و الحرية و العدالة .
· يتحدثون عن سدنة النظام السابق .
· يتحدثون عن الفساد و التمكين و التفكيك .
· يتحدثون عن عودة القدماء بعد الاستجمام و الاستحمام.
· يتحدثون عن تلميع شخصيات لها شهادات أكاديمية و ادوار اممية في مجالات مختلفة لتجهيزها لتصبح "السيد الرئيس".
· يتحدثون عن إعداد مقترحات و مسودات و ديباجات ، و عن تكوين أحزاب بديلة و ربما الفرق بينها و بين القديم إضافة عبارات ( الجديد .. الإصلاح .. القيادة الجماعية .. الحديث .. التقدمي .. الديمقراطي .. ) و كلها تدعو الي التنمية و الرخاء و الديمقراطية و التعددية و الحرية و العدالة و المساواة .. شأنها شأن دساتير و لوائح كل الأحزاب بلا استثناء عندما تكون معارضة .
· يتحدثون عن البحث عن شباب و ضخ دماء جديدة و القوي الجديدة و الخريجون و السودان الجديد و الثوابت .
■ ليس من أمل , ليس من امل .
سنظل كما نحن , فالجدد كما القدامي كلهم "السيد الرئيس" عندما يقبضون علي هذا الكرسي , كرسي الحكم :
- كلهم يحبون ان يكونوا سعادة الرئيس ..
- كلهم يحبون راحة الرئيس ..
- كلهم يحبون سيارات الرئيس ..
- كلهم يحبون قصر الرئيس ..
- كلهم يحبون سفر الرئيس..
- كلهم يحبون مراسم الرئيس ..
- كلهم يحبون أمن الرئيس ..
- الموجودون في سدة الحكم يحبون السيد الرئيس .. ليس من اجلنا ؟!..
- المنتظرون من السياسيين شرقا و غربا و شمالا و جنوبا و يمينا و يسارا مستعربين و قوميين و افريقيين و راسماليين و اشتراكيين و وحدويين و استقلاليين و جهويين ،، كلهم ،، يحبون السيد الرئيس .. ليس من اجلنا ..
- كلهم نظرهم مصوب تجاه هدف واحد هو "السيد الرئيس .. السيد الزعيم ".
■ ليس من أمل .. ليس من امل ،،
أسئلة حائرة :-
- هل سيكون هناك تغيير في طريقة الحكم و إدارة الدولة و حب السلطان؟.
- هل سلوك قادتنا و كبراؤنا وتفكيرهم وتعاملهم مع قضايا العصر المعقدة والمتسارعة يتناسب مع التحديات التى تواجهنا ؟.
- هل سلوك قادتنا و كبراؤنا على مستوى ما يجرى فى دول العالم من حولنا ؟.
- كيف يمكن لقادتنا و كبراؤنا مقابلة هذه التحديات وماذا اعددوا لذلك ؟.
- هل ستتغير ثقافة سلاطيننا و قادتنا و كبراؤنا ، من الاحتفالات و البهرجة و تجميع المواطنين و ترك أعمالهم لاستقبال السيد القائد الملهم ليلوح بعصاه ويقول لهم : "أيها المواطنون الثوار الأحرار" فيصفقون له ثم ينفض الجمع و يستقل القائد سياراته و من خلفه و عن يمينه و يساره الحراس و الامنيين ، و ينتشر "المواطنون الثوار الأحرار الاشراف" يمنة و يسري يتزاحمون للبحث عن وسيلة توصلهم الي مساكنهم ؟.
- هل ستكون هناك قيادات و زعامات ومؤسسات جديدة تتبنى نظاماً للحكم اساسه العدل والمساواة والديمقراطية ؟.
- هل ستكون هناك قيادات و زعامات ومؤسسات جديدة تقدم نموذج يدعو للعمل والتنمية والتطور ؟.
- هل ستكون هناك قيادات و زعامات ومؤسسات جديدة تستطيع ان تقود نظاماً يلفظ الاساليب القديمة المتوارثة فى الحكم ويعمل على استحداث انظمة واساليب حديثة تخرجنا مما نحن فيه الآن ؟.
- هل ستكون هناك قيادات و زعامات ومؤسسات جديدة تستطيع تقديم نظام يحارب السلوكيات والعادات غير الحميدة المنتشرة فى المجتمع وتعمل على نقل تجارب البلدان التى نهضت وتقدمت بانظمة حكم وقيادات رشيدة امثال الدكتور محاذير محمد فى ماليزيا؟ و اردوغان في تركيا ؟ .. و الرئيس لي كوان يوو في سنغافورة ؟.
- هل ستكون هناك قيادات و زعامات ومؤسسات جديدة تستطيع ان تقدم منهاجاً جديداً لسودان جديد فى هذا العهد الجديد ؟ .
- هل ستكون هناك قيادات و زعامات ومؤسسات جديدة تستطيع ان تقود البلاد الى مستقبل واعد ؟.
- هل ستكون هناك قيادات و زعامات ومؤسسات جديدة تحارب السلوك و العادات غير الحميدة المنتشرة بين افراد المجتمع و التي من بينها حب السلطة و السلطان ؟.
- اين قادتنا و كبراؤنا و مسئولينا من المظاهر الحضارية الراقية التي تبناها قادة أفذاذ في بلاد اخري فبنوا اوطانهم و استعدوا جماهيرهم و عملوا على التواصل بين أجيالهم ؟.
- اين قادتنا و كبراؤنا من الالتزام بالقوانين واللوائح التى وضعوها فى كافة المجالات ؟.
- ماهى المعايير الواجب توفرها فى اختيار القادة و المسئولين؟.
- هل ستقوم الدولة بعمل تغييرات في نظام الادارة و في نظام عرف السلطان الذي توارثناه منذ زمن بعيد و الذي يجعل السلطان متميزا عن المواطن في مسكنه ، و وسائل حركته ، و عمله ؟.
- هل ستغير الدولة من الصرف البذخي في تسيير نظام الحكم؟.
- لكي يتوجه المواطن نحو العمل و الابداع و الابتكار ، ما الذي علي الدولة فعله في مجال بسط العدل و المساواة في الحقوق و الواجبات وتوفير بيئة عمل متعافية و عادلة لكافة افراد المجتمع دون تمييز بين فئة و اخري ؟.
■ ليس من أمل , ليس من امل .
- للاسف يذهب السلاطين و ياتي سلاطين اخرون و يسيرون علي نهجهم في البهرجة و الصرف و الاحتفالات كالعادة يتحدث الزعماء و القادة و الساسة و يقولون : "أيها المواطنون الثوار الأحرار" و يصفق الناس لهم ثم ينفض الجمع و يستقل القادة و حاشياتهم سياراتهم و من خلفهم و عن يمينهم و يسارهم الحراس و الامنيين .
- و ينتشر المواطنون "الثوار الأحرار الأشراف" يمنة و يسرة يتزاحمون في الطرقات و في مواقف النقل و المواصلات للبحث عن وسيلة توصلهم الي مساكنهم فهيمون بحثا عن وسيلة توصلهم الي منازلهم البائسة البعيدة ، فيتزاحمون ، و يتسابقون و يتشاجرون بحثا عن مقعد و يظلون هكذا حتي ساعات متأخرة من ليلة الاحتفال.
- اما القادة و الكبراء و الساسة و الزعماء بعد ان ينتهي الحفل يصلون إلي مكاتبهم و قصورهم و فنادقهم و منازلهم . و يديرون شاشات التلفزة لمشاهدة قنوات الأخبار المختلفة لينظروا إلي الجماهير التي جاءت و استقبلتهم وصفقت و هتفت لهم ، فيتباهون، باعدادهم ، و يقولون :"لقد نجحت الخطة انها حشود كبيرة " ، "انها مليونية الاحتفال" .
بعد ذلك تنتشر هذه الجماهير إلي أماكنها الطبيعية :-
- الي الصحاري القاحلة البعيدة.
- الي الشوارع و الطرقات غير المعبدة المليئة بالحفر و المكدسة بالقمامة.
- إلي ورش الحديد المتسخة بالزيوت السوداء و مخلفات الصيانة.
- الي الأسواق المكتظة بالبضائع الكئيبة البائرة و "القوقو".
- الي المطاعم المليئة بالماكولات غير الصحية و الاخري منتهية الصلاحية .
- الي مواقف السيارات المكشوفة غير المظللة.
- الي المزارع الفقيرة من الماء و البذور المحسنة و الاسمدة و المبيدات و الاليات.
و كل يوم يقرأون و يشاهدون و يستمعون الي اخبار قادتهم و كبرائهم ،، و يتناقشون مع بعضهم البعض و يتخاصمون ، الاخ ضد أخيه ، و القريب ضد قريبه ، و الجار ضد جاره ، و الصديق ضد صديقه ، و الزميل ضد زميله ، في داخل البصات و في سرادق العزاءات و المآتم و الافراح و في المقابر و في صفوف الوقود و البنوك و المخابز و علي ملاعب الكرة و المنتزهات و المكاتب و حتي داخل أماكن العبادة و علي منصات التواصل الاجتماعي الخيالية ،، يتخاصمون و يختلفون و يتشاجرون و يتنابذون و يتسابون و يتقاطعون و يتقاتلون من أجل القادة و الساسة و كبراء و زعماء الامة ، و نقرا و نصدق الصحف التي تمجدهم و القنوات التي تتبعهم اينما حلو غادر السيد فلان ،، غادر مولانا فلان ،، وصل الزعيم فلان، وصل القائد فلان ،، وجه السيد النائب ،، وجه الخليفة ،، اجتمعت اللجنة ،، اجتمع البرلمان ،، اجتمع مجلس الوزراء ،، أعلن الوالي .. قرار باعفاء وزراء ،، قرار بتعيين وزراء ،، قرار بتعيين معتمدين و هذا حالنا و هذا حالهم.
و السلاطين هناك في الاعالي و كلما أحس أحدهم بخوف من انتزاع الكرسي الذي يجلس عليه نادانا:- "أخرجوا و احموا ثورتكم" ، و تنتشر البيانات و النداءات :- "مليونية التصحيح" ، "وقفة الشي الفلاني" ، "اعتصام الشي الفلاني" ، , "الشارع لا يخون" و "اصحي يا ترس" و هو مصطلح يستخدمه "الخاصة" لاستغلال "العامة" و ذلك لحماية ملكهم و سلطتهم ، فكلما يشعر السلاطين و الكذابون و الافاكون و المشهرون و أكلوا لحوم البشر بان ملكهم في خطر و انهم ربما تتم ازالتهم و ان الناس باتوا غير راضين عنهم ، يصرخون و يقولون :- "اصحي يا ترس" ، فيخرج الناس كالقطعان الي الطرقات الكئيبة المتسخة و تظلهم الشمس المحرقة و احيانا حفاة عراة عطشي و جياع فيغلقونها و "يترسونها" و يوقفون الحركة و يهتفون : "عاش فلان" ، "شكرا فلان" ، "فلان امل الامة" , "فلان روح الثورة". و الساسة هناك في الاعالي و من النوافذ في المكاتب المكيفة الهواء ينظرون اليهم مرة ثانية من علي شاشات التلفزة والفضائيات و يضحكون و يقولون : - "نجحت الخطة" . .