من المتعارف عليه منذ القدم، أن الكاتب يحمل ألام مجتمعه وأفراحهم، مشاكلهم ومعاناتهم، متعايش مع واقعه حتى ولو كانت تلك الأحاسيس لا نلمسها في اختياره لبعض من الألوان المتخصصة، إلا أنها تظهر بطريقة أو بأخرى في تلك بين طيات تلك الكلمات، من خلال ماذا؟ الاقتباسات التي يوظفها؟ الأماكن التي يسميها؟ التفاصيل التي يهتم بها لشرح فكرة ما لنجدها دائما أقرب لطريقة تفكيره. 

لكن ما يجب أن يعلمه كل كاتب في الوقت الحاضر وفي ظل هذا الانفجار الواسع لتدفق المعلومات، والتطور التكنولوجي الحاصل الذي أصبح فيه كل شيء متاح، بطريقة التي تجعلنا ندرك قيمة المعنى والدلالة التي تحملها، بعيدا عن النشر السطحي الغير مؤسس، وهذا الأمر يفرض على كل كاتب أن يكون واعي بما يقول، أن يتأكد من صحة ما يكتبه ألف مرة قبل النشر، لذلك بعض النقاط التي لابد أخذها بعين الاعتبار :

  1.  إدراك بالعالم الافتراضي : الطبقة التي تم مخاطبتها بالأمس من خلال المؤلفات المختلفة والمتنوعة كانت تخاطب شريحة محددة، متخصصة، هي التي تبحث عن الكتاب لتستقي منه الأفكار والرؤى. أما اليوم فقد تغير الأمر كليا، الكاتب يملك دور البحث عن القراء ليثير اهتماماتهم، ظل القارئ في الفضاء الأزرق مفقودا ليتغير مفهوم خير جليس في الأنام كتاب، الى خير جليس في الوقت الحاضر أنترنت، بدليل أن اهتمامات الفرد وإشباعاهم تغيرت اليوم بتغير أولوياتهم اليومية.
  2.  التحلي بالمسؤولية والصدق: الكاتب يملك أدوار مثله مثل المعلم والطبيب والمربي، فالوعي يظهر من خلال ليس ما تكتبه فقط من أجل المتعة أو لصقل الأفكار وإنما لتمرير رسالة تنور فكرا أو تتبنى طرحا مع العمل على الصدق في مجموع تلك الأحرف، فالواقع اليوم يوحي بالتمثيل لا بالحقيقة، انتشار المعلومة و التفاف الناس حولها لا يعني مصداقيتها، لذلك العبارات المرسخة في الذهن تدل على صدقها وحقيقتها وهذا ما لابد على كل كاتب أن يؤخذ بعين الاعتبار.
  3. الجودة والفعالية: من الأمور التي تجذب القارئ هو الاختلاف، طريقة المعالجة والتناول، لكن هناك مقولة هل مازالت سارية المفعول التي تقول" الكتاب يقرأ من عنوانه" في ظل حضور وسائط الميديا الجديدة؟ نعم مازالت موجودة و ستبقى في ظل اعتماد الكثير من القراء لطريقة اختيارهم للكتاب وألية التي تجذبه إليه، لكن هل العنوان كافي اليوم؟ لا طبعا مع وجود التسويق الإلكتروني يعمل في انتشار الكتاب من خلال الإعلانات الممولة، التقييمات التي ينشرها الأصدقاء والاقتباسات تجعلنا نطوق لقراءة ذلك الكتاب والبحث عنه، خاصية البث المباشر التي تتيح للكاتب لحديث عن أخر مؤلفاته وما تطرق له في كتبه تساهم في انتشار الكتاب، المشاركة في فعاليات الأدب والمسابقات العربية أو المحلية تجعل الكتاب يظهر في الواجهة.