منذ كنت طفلة احببت ذلك الشعور الذي يغمرني حين امسك قلمي و دفتري و ابدء بالكتابة بدون تخطيط عن مشاكساتي و افكاري المجنونة و عن بعض الكلام الذي لم استطع البوح به و عن رسالاتي التي كنت ارسلها لنفسي حين اكبر و ٍعن كل ما يخطر ببالي , لازلت لحد الان اقراها و اضحك على اخطائي اللغوية و خط كتابتي الطفولي و ابدء بالمقارنة بيني الان و بيني انا الطفلة كيف كنت استطيع ملء الصفحات بالكلمات بدون تضييع الوقت في التفكير عن الموضوع الذي ساكتب عنه حيث انني كنت كلما كتبت اول كلمة على اول الصفحة البيضاء حتى تندفع بعدها الكلمات الى ذهني فاحاول الاسراع في الكتابة حتى لا انسى الكلمات التي تخطر ببالي و ذلك القلم المسكين يحاول مجاراتي في السرعة و كانه خائف ان استبدله بقلم اخر و بعدها عندما تتعب يدي اجد انني قد كتبت صفحات كثيرة دون ان اشعر بذلك .
و الان عندما كبرت و و صلت لمنتصف العشرينات و عندما قررت اراحة قلمي و البدء بالتدوين الالكتروني وجدت نفسي افكر عن اي موضوع ساكتب و انا التي تعودت على عدم التفكير و التخطيط لمواضيع كتاباتي و لكن هذه المرة فكرت لانني في النهاية لن اكتب لنفسي مثلما كنت من قبل فانا الان احاول الكتابة لغيري فهذه الكلمات ليست ملكا لي و انما هي ملك لك انت ايها القارئ فانا المسؤولة عن جودة ما تقرا لذلك و منذ اسبوعين و انا افكر , فكنت افتح ذفتر ملاحظاتي الالكتروني و لم اكتب عليه حرفا واحدا منذ اسبوعين لكنني تجرات الان و بدات اكتب قررت ان اكتب لكل من يضيع الوقت في التفكير عن الموضوع مثلي فانا اكثر من يستطيع فهم ترددك لكن اعتقد انه لا داعي للخوف و التردد مادمت ستكتب شيئا نافعا لا ضارا فكلما ضيعت الوقت في التفكير زاد توترك و قلت ثقتك بنفسك.
ان ما فعلته انا الان ماهو الا مافعلته منذ كنت طفلة كتبت اول كلمة فتسلسلت الافكار الى راسي و الان بعد القلم لوحة المفاتيح تحاول مواكبة سرعة الافكار التي تنهمر داخل راسي لذلك لن اكذب عليك لقد قمت بالكثير من الاخطاء الكتابية و اضطررت الى اعادة قراءة ما قبل هذا اكثر من مرة لتصحيح الاخطاء و كلما اعدت القراءة لمت نفسي اكثر على تاخري اسبوعين فانا كما ترى كتبت الكثير من الكلام حتى دون ان اشعر و دون التفكير في الموضوع فافعل مثلي و ابدء بكتابة اول الكلام و كن متيقنا ان لوحة مفاتيحك لن تحبك و لن تحبني لاخباري لك عن الطريقة فالافكار التي ستندفع في داخلك كثيرة لدرجة ان لوحة المفاتيح سترفع راية الاستسلام و تبدء بارتكاب الاخطاء الكتابية لكن لا تقلق يمكنك تصحيح كل شيء على روية و اعادة صياغة بعض الجمل التي ربما لم تصغها بشكل جيد بسبب سرعة الافكار فانا ايضا قمت بهذه الاخطاء مثلما اخبرتك لذلك اهم نصيحة اقدمها لك هي ابدء لا تتردد و ستجد انني محقة في كلامي .
و في الاخير اريد ان اقول لنفسي قبل ان اقول لك بانني فخورة بشجاعتي لكتابة اول كلمة فلولا الشجاعة لفكرت لاسبوعين اخرين عن موضوع لكتاباتي و ربما لم اكن ساجد غايتي رغم ذلك و ساكون فخورة بك اذا كتبت اول تدوينة لك بعد قرائتك لتدوينتي و ساكون اسفة لانني جعلت لوحة المفاتيح تكرهك فخاصتي تكرهني بشدة الان , في امان الله
التعليقات