"ستقرأ رواياته وكأنك تُشاهد فيلماً يحمل الكثير من الجرعات التشويقية والفنتازيا، سواءً كان الفيلم درامياً أو بوليسياً أو تراجيدياً أو أياً كان"، هذه الجملة التي أستطيع أنّ أُلخص بها، وصفي لروايات الكاتب الفرنسي "غيوم ميسو".
يرى البعض أنّ روايات هذا الشاب، أشبه بالروايات الشعبية المماثلة لروايات "آغاثا كريستي"، وهي بالتالي لا تحمل رسالةً عميقة ينبغي على القارئ إدراكها، ربما اتفق في القليل من ذلك مع هذا الرأي، روايات غيوم ميسو من وجهة نظري الشخصية روايات شعبية، إلا أنّها تحمل طابعاً خاصاً يُعرف بها الكاتب، وكل رواية تحمل قصة ورسالة أو معنى يُريد الكاتب إيصالها للقارئ ولكن بأسلوب سينمائي سهل وليس كما هو المُعتاد من كُتّاب الروايات الأدبية، وأرى أنّ هذا الأمر هو السهل الممتنع، وهو الذي جذب إليه ملايين القرّاء من كافة الفئات العمرية والطبقات الفكرية، فأصبحت رواياته من أكثر الكتب مبيعاً حول العالم وتُرجمت إلى أكثر من 40 لغة.
يتمتع أسلوب غيوم ميسو من وجهة نظري، بالسرد السلس والحبكة الشيُقة والمتينة والخيال الواسع الذي يجعلك تتنقل بين الصفحات بحماسة شديدة، بحثاً عن التالي ومن ثمّ التالي حتى تصل للنهاية، وبالرغم من أنّ رواياته ذات الحجم الكبير 300- 400 صفحة، إلا أنّك قد تقوم بإنهائها في جلسة واحدة!
شخصياً، قرأت له "فتاة من ورق" وهي أجملها بالنسبة لي، و"لأنني أحبك" وأنصح المُقبل على قراءة روايات "ميسو" بالبدء بها حتى يتمكن من معرفة حجم الدهشة التي تحمله هذه الروايات، وكذلك "وبعد"، "غداً" و" أنقذني"، وأنوي اقتناء المزيد من رواياته الفترة المقبلة، ومن الملاحظ في روايات "ميسو" أنّها تحمل الأمل في نهاياتها وتُعظم أهمية الفرصة الثانية والبدء من جديد، كما تُقدّس الروابط الاجتماعية النقية كالصداقة الصادقة والوفية التي تكون سنداً لك في الشدائد، كذلك ستجد الكثير من اللمسات الرومانسية الرقيقة بين الشركاء والتي يُشير إليها بين سطور رواياته.
سيُلاحظ القارئ تأثر "ميسو" بنمط الحياة الأمريكي، كونه عاش فترة لا بأس بها في الولايات المتحدة الأمريكية وتأثّر بها، بل وعمل بائعاً للمثلجات، ما جعله مدركاً للكثير من أحوال الناس وأحاسيسهم، قصصهم، مآسيهم وأخبارهم، لذلك سنرى أنّه يُكثر من وصف المدن الأمريكية والمعالم الرئيسية فيها، بالكثير من السحر الأخّاذ الذي يجعلك تسافر إليها دون جواز سفر، وهو من الروائيين الذي برعوا بلا شك، في ذكر التفاصيل التي تُضيف على الرواية نكهة شهية تُحرّض على متابعة القراءة، وأخيراً، صدق هنري ميلر حين قال: "ماجدوى الكتب إذا لم ترجعنا إلى الحياة ،إذا لم تجعلنا نعب من مائها بلهفة أشد ؟!
إذا كنتم ممن قرأ لـ "غيوم ميسو"، أخبروني أياً من رواياته أعجبتكم بشكل أكبر؟ ولماذا؟
التعليقات