كشّ ملك
يصفُ المعركة القائمة بيننا وبين إبليس كأنّها لعبة شطرنج، ويالها من لُعبة، فإبليسُ الخصم مُدركٌ لهذه اللعبة جيّدا وخبيرٌ بها ويعرف كُلّ قواعدها وأقوى نقلاتها بينما نحن _أو بالأحرى بعضنا_ لسنا بتلك الدرجة من التفوق في هذه اللعبة، ومنّا من لا يُدرك أنّه جزءٌ منها أصلا ولا يعلم أنّه يلعبها، والأدهى أنّ هنالك من لا يعرف خصمه، فيتوهّم له خصوما غير إبليس .......
وهذا هو الحال ..... يُحدثنا العمري عن نقلات إبليس وخططه ليفوز باللعبة، فمن تزيينه لك المعاصي إلى توريطك في الهموم (الجانبية عن المعركة -أحيانا-) إلى لبس ثوب المتديّن الواعظ حيث يذكرك بالأحاديث والآيات -الصّحيحة سنداً ومعنىً في غالب الأحيان- المستأصلة من سياقها من قبيل : "كُلّ أمّة محمّد في الجنّة"، "من كان في قلبه مثقال حبّة خردلٍ من إيمان يُخرجه الله من النّار"، وغيرها وغيره، ليثبّطك ويحدّ من عزيمتك عن التوبة والعودة، وإن لم يفلح في ذلك ، يستعمل معك خطة أخرى كجعلك تقنط من رحمة الله و تيأس من عفوه، إلى جرك إلى براثن التسويف و التماطل وغرك بطول الأمل، إلى إيهامك أن الزلل و التوبة المتكرران لا يجديان نفعا، فإما الالتزام الكامل أو لا ....
وتتواصل تسريبات العمري عن خطط ابليس حيث يلفت النظر في اخر الكتاب عن مرض يبثه ابليس بهدوء وخبث، وقد تمكن من الكثيييير منا ألا و هو حب الغرب والانبهار بهم حتى يصير الغرب بالنسبة لبعضنا إلها فأضله عن سبيل الله، إما بالانسياق وراء تقليدهم و العيش مثلهم – أو بتعبير أصدق: العيش بالطريقة التي ترضيهم عنا – و هذا لمن لم تتوفر لهم فرصة الذهاب للغرب ، أما الذين تمكنوا من الذهاب فانهم يغريهم بحياتهم - يعني الغربيين - و يستدرجهم ببعض التنازلات التي تبدو من قبيل التعايش في البداية ثم تكون انسلاخا تاما.....