رواية فئران أمي حصَّة لكاتبها الكويتي الشاب سعود السنعوسي هي بمثابة ناقوس الخطر الأخير الذي دقّ محذّراً من سَلِمَ من وباء الفتنة الطائفية. يبدأ بكلمةٍ مقتبسةٍ عن مسلسلٍ كويتي قديم هي أشبه بشعارٍ على لسان فؤادة "أنا التاريخ كله وأحذركم من الآن، الفئران آتية، احموا الناس من الطاعون".

تدور أحداث القصّة على لسان بطلها الذي لا نعرف سوى لقبه، وتتناوب فصولها بين حاضره شاباً على وقع أزماتٍ تحل بالبلاد، وفصولٍ أخرى نعيشها على أطلال ذكريات طفولته.

هو الولد الوحيد لأبويه، تربطه صداقة عميقة مع اثنين من أولاد جيرانه في نفس عمره. يدخل في متاهة الطوائف إثر مشاجرةٍ بين الأطفال أمام المدرسة ليعود إلى بيته ويسأل "يُمَّه.. إحنا شيعة والا سنَّة؟". يبدو أنه لا يحصل على إجابةٍ شافية فيلجأ إلى طرح أسئلةٍ مواربة على من حوله علّهم يجيبون. تلعب جدتا صديقيه دوراً كبيراً في تخفيف الشحن الطائفي الذي يحاول والد كلٍ منهما التركيز عليه. يمضي معظم أيامه بين صديقيه ويرصد ردود أفعال أسرتيهما وتفاعلهم مع الأحداث المختلفة التي تجري حولهم كحرب إيران والعراق، والحرب التي شنها العراق على الكويت، وأخيراً الحرب التي شنتها أمريكا على العراق. تأتي الحرب التي شنها العراق على الكويت لتعيش البلاد أياماً قاسية، وتوحد مصيرَي الجارين اللدودين على الرغم من خلافاتهما المبنية على أساسٍ طائفي، حيث يطالهما الأسر.

بالعودة إلى الفصول التي يصور بها حاضره شاباً، يبدو أنه تعرَّض لحادثةٍ ويحاول الاتصال بأصدقائه دون جدوى. البلاد في حالة فوضى تتصارع فيها رؤوس الطائفية البغيضة بوحشية. كان قد أسس مع أصدقائه الأربعة "أولاد فؤادة"، إذاعةً يحاولون من خلالها تفكيك قنبلة الطائفية. ومن سخرية القدر أن جميع المتناحرين يتفقون على شيءٍ واحد، اتفقوا على عدائهم لأولاد فؤادة، لأن كل جماعةٍ تراهم مع الطرف المعادي لها.

النهاية المأساوية لبعض شخصيات القصة ما هي إلا التطور الطبيعي لوباء الطائفية حين يتمكن من البلاد.