السلام عليكم
أود أن أشارككم أول رواية قمت بقرائتها و التي لن أنساها قط و التي كانت هي الباب الذي أدخلني لهدا العالم، إنها الرجل المستحيل لـ نبيل فاروق . حتى أني لازلت أحفض الإفتتاحية التي كانات تعريف للبطل أدهم صبرى
لا أتذكر أول واحدة تحديداً، لأنهم كالتدرج، لا يوجد نقطة أولى ونقطة في الوسط وأخرى في النهاية، يوجد ذكريات قديمة فحسب.
حسناً، كبداية، كان أبي يقرأ لي قصصاً كثيرة قبل أن أتمكن من القراءة، وكان يكتب لي أفكاري وأشعاري -غير الموزونة أو المقفّاة- على دفتر مخصص قبل أن أتمكن من الكتابة، وأتذكر من هذا أهم كتاب -وأتوقع أنه الأول- قرأه لي، كان "كليلة ودمنة"، وما زلت أتذكر بالضبط تلك الليالي الشتائية الباردة التي قرأ لي فيها قصة الحيوانات الخمسة والصياد، لذا أتوقع أنه أول كتاب مررت بأحداثه كاملة.
لاحقاً، بدأت بتعلم القراءة والكتابة وكان واجباً علي أن أبدأ في الانطلاق، مع بضعة دفعات خفيفة من الوالد، فكنا نقرأ سوياً أغلب الوقت، ثم يتركني قليلاً كي أحاول أن أكمل لوحدي، وهكذا حتى أنهينا كتاب "التاريخ أنياب وأظافر" لأنيس منصور، فكان هذا أول كتاب أشارك في قراءته على الأقل.
في أيام أخرى، اضطررت لقراءة كتابٍ كاملٍ لوحدي: "حول العالم في 200 يوم" لأنيس منصور أيضاً -بعد أن أثار إعجابي في كتابه الممتع السابق ذكره-، حيث كان أبي مشغولاً عنّي في ذلك الوقت، حينها، وبينما كنت أقرأ الكتاب عصراً، نزلت -في الـPDF- إلى الصفحة الأخيرة، بعد أن أنهيتها، أكملت النزول، لكن البرنامج لم يعرض أي صفحة اخرى، لذا ناديت والدتي وأخي طالباً منهم حل تلك المشكلة البرمجية المعقدة، والتي أغلق ملف قضيتها بإعلان أن الكتاب قد انتهى، لم أصدق، وتهلل وجهي بفرحة إنهاء كتاب كامل لوحدي، كنت كصاحب رهاب أنهى المشي على جسر شاهق الارتفاع بين قمتين مغمض العينين.
كما يجدر بي الذكر أنني قد أنهيت قبل هذا -أو بعده- موسوعة "الحياة اليومية" للأطفال لكنني لا أعد هذه الموسوعة كتابي الأول لأنني قرأتها مجزئة ومقطعة وكنت أترك الكلام الجدي كثيراً وأهتم أكثر بالصور.
هذه القصص والذكريات هي التي تشكّل "زيد" الذي ترونه أمامكم، قرأت ذات يوم قصةً حول حسني مبارك في المطار قبل السفر مع والدي، وكان هذا قبل بضعة سنوات، إلا أنني حتى الآن ما زلت أذكر كافة تفاصيل القصة وحيثياتها، وكلّما ذكرت أبي فيها ضحك عجباً في ذاكرتي، قال لي شعراً قرأه حين كنت أشكو له أرقي، وما زلت أذكره، يقول المتنبي:
أرق على أرق ومثلي يأرق ** وجوىً يزيد وعبرة تترقرق
جهد الصبابة أن تكون كما أرى ** عينٌ مسهّدة وقلبٌ يخفق
وحين اصطحبني إلى خطبة جمعة منذ سنين طويلة لم أفقه بها القراءة، حفظت الخطبة كاملة وكانت عن عمر رضي الله عنه، وقد سلّمت بعدها على من ألقاها، محمد حبش، أراه الآن في التلفاز وأنظر في يدي تتخللني المشاعر الغريبة، الذكريات، هي والكلمات التي نطبع عليها نظراتنا في الشتاء، يشكّلان شخصية الإنسان، هذا، والله أعلم.
حقائب الذاكرة ...
في مطار بيروت (حقائب ضائعة) ..
رواية ممتعة بكل ما تحمل الكلمة من معنا ...
تلتها حول العالم في 80 ليلة .
بالفعل من أروع الروايات التي قرأتها في حياتي، ممتعة ومشوقة جداً، وأحتفظ بها في رف الكلاسيكيات داخل مكتبتي :)
عموماً لا أحب هؤلاء الكتاب -والمخرجين- الذين يصورون التقنيين بطرق خاطئة، فيخرجون المبرمجين على أنهم Geeks ذوي نظارات بيضاء يكتبون بسرعة خيالية على لوحة المفاتيح لتظهر أرقام غريبة بطريقة عمودية وألوان خضراء باهتة لا يفهمها سواهم، لكنني أحببت الرواية عموماً، وأكثر ما أعجبني فيها هو أن الكاتب لا يرمي بقصص لتملأ فراغاً في الرواية، كل تفصيل وحدث وكلمة لها مغزىً سيظهر في النهاية.
اول قراءة جادة لي للروايات كانت "وردة" لصنع الله ابراهيم. ثم توالت بعدها القراءات. وتحكي عن مذكرات ثائرة جنوبية في الجبهة الشعبية لتحرير ظفار والخليج العربي التي تمركزت في عُمان في الفترة من عام ١٩٦٥ وحتى دحر الثورة عام ١٩٧٥. لكن احداث الرواية تدور في التسعينات عبر شخص مصري يصل إلى مسقط و يحصل على هذه المذكرات ويقوم بقرائتها.
التعليقات