هذا الموضوع مخصص لنقاش الجزءين الأول والثاني من رواية ساق البامبو لسعود السنعوسي.
الرجاء طرح كل موضوعٍ جديد على حِدة، في تعليقٍ جديد.
@ayoub baàli
هذا الموضوع مخصص لنقاش الجزءين الأول والثاني من رواية ساق البامبو لسعود السنعوسي.
الرجاء طرح كل موضوعٍ جديد على حِدة، في تعليقٍ جديد.
@ayoub baàli
مرحباً بالجميع،
لم أقراء روايات كثيرة حتى أقيم الحبكة، لكن حسب معلوماتي البسيطة وخبرتي في هذا المجال، ابدع الروائي بالوصف خصوصاً وحبكة القصة وقربها من الواقع نحو هدف واضح وجلي.
أحسست لوهلة أنها ليست رواية خيالية، بحثت عن الاسماء وعن عائلة الطاروف في قوقل. بما أني خليجي فأسم الطاروف كأنه أسم عائلة فعلية في الكويت. فشككت أن الرواية حقيقية بالفعل. لكن وجدت انها اسماء وشخصيات خيالية ولكني أشعر بأنها حقيقية وجعلني اشعر بذلك الحبكة فعلاً.
كما ذكرت سابقاً ذكريات الشخصيات، وخيالهم كيف كان يتخيّل عيسى دولة الكويت، وكيف يصف الناس بملامحهم وشخصياتهم، أقراء الوصف اشعر كأني أرى شخص أمامي من الواقع. لا احس ان الشخصيات مبتكره من الخيال بل أنها قريبة جداً من الواقع. حتى عندما وصف طريقة نداء جده وطريقة نطقه له (هوزيه) وكيف كان صوته وشكله وسوءه. بما أني في شرق اسيا وزرت مناطق فيها نفس القبائل الفلبينية. شعرت بالثقافة فعلياً لابد أن الروائي زار الفلبين وعاش معهم فتره ليست قصيرة. التواريخ اصابها الروائي بطريقة رائعة جعلتني لا أشك انها رواية من الحقيقة أكثر من كونها من الخيال.
راشد الطاروف، في الرواية يبدوا كاتباً متفتّحاً وينبذ العادات السلبية في مجتمعه التي يعتبرها المجتمع فضيلة. في جزء عيسى قبل الميلاد ظننت ان راشد الطاروف خدع جوزافين بطريقة الزواج حتى يتمكن منها جسدياً بعد أن عانت جوزافين من سلبيات مجتمعها ايضاً أكثر من ما عانى راشد. فضغط أبيها الشديد على المال وتصرفه العشوائي وعقليته المغلقة جعلت نافذة الكويت لها كا الهروب من مصير اختها وضحت بالتديّن من الموباي حتى لاقت مصير شبيه لما هربت منه بالكويت كما ظننت انا. ولقرب القصة من مشاكل مماثله حصلت بالفعل، شعرت بالجزء الاول بتيه عيسى قبل أن اقراء عن التيه.
هناك عبارة قد وردت بشكل غير مباشر في الرواية (المجتمع لايرحم) وللأسف هذه العبارة هي مثل شعبي في بعض الدول العربية وأخص الخليجية. تلك العبارة جعلت خوف اصحاب بعض الاعراف من المجتمع أكثر من خوفهم من الله، فالله يرحم والمجتمع ... لايرحم. فرفض أم راشد الطاروف مع أنه في رواية ألا انه مؤلم حقاً، لأني أشعر أن الرواية لم تأتي من فراغ، بل من قصص مماثلة حصلت وأخرى ذات مشاكل مختلفة تحت دستور (المجتمع لايرحم).
شكراً لكِ فاطمة لاقتراحك الرواية. كانت رائعة وذات عبرة بالنسبة لي و أيضاً تجربة جديدة لقراءة الروايات.
أتفق معك في رأيك في قرب الرواية من الواقع. أنا لا أعرف الكثير عن الفليبين، لكن من الواضح أن الكاتب بذل الجهد في البحث والدراسة قبل أن يشرع في كتابة الرواية. كنت أتمنى لو أنه أسهب أكثر في وصف أرض ميندوزا فهوزيه متعلقٌ بها جداً ومن الواضح أنها العامل الأول في حبه للفلبين.
في جزء عيسى قبل الميلاد ظننت ان راشد الطاروف خدع جوزافين بطريقة الزواج حتى يتمكن منها جسدياً
فعلاً، الزواج كان خاطئاً، لكن ليس فقط بسبب الطريقة، بل أيضاً لأن راشد كان في موقع القوة وجوزافين في موقع الضعف مادياً وعاطفياً. ولو كان راشد نحّى أنانيته جانباً لرأى أنه بطلبه الزواج منها يضعها في موقفٍ مستحيل، فكما تحكي جوزفين، هي لم تستطع الرفض على الرغم من أنها لم تكن راضيةً عن الطريقة بل ولم تكن مقتنعةً بأن ما تمّ كان زواجاً بالفعل.
الاهداء يجعني اتسائل عما هل الاسماء المذكورة حقيقية ام لا، لان المترجم خيالي من القصة ايضا.
أحب التشابيه بين اقتباس البامبو و بين اختلاف اسمه بين اللغات و كذلك ألقابه بين الثقافات.
وصف الام لمعيشتها و اختها و الاحداث مع والدهم، كان رائعا، لأنك تحس بالصدق و كان يرويه من نقطة مساوية لما يروه و ما يخبرون نفسهم به، و ليس من نظرة انسان خارجي ينظر بعين تحكم عليهم من دون معرفة اي شيء عن ظروفهم.
في جزء الذي تكلم عن الرئيسة كورازون، يجعني افكر، في بلد تكون به جسد المرأة مثل المناديل الورقية يستطيع إيصال رئيسة للحكم بالمقارنة مع الخليج العربي، سؤاله من فينا سيد الأخر ؟ هو سؤال في محله
في منتصف الجزء الاول احسست ان الكاتب يحاول خلق فانتازي معين حيث هو الامير الذي يقع في حب الفلاحة و يجعلها اميرة، و لكن بنهاية الجزء الاول يتذكر الكاتب ان ذلك الفانتازي مجرد خيال ليصدم في الواقع المرير.
أسلوب الكتابة جيد و احس انه يدل على ذكاء و تمرس في قرائة الروايات الاجنبية.
الاهداء يجعني اتسائل عما هل الاسماء المذكورة حقيقية ام لا، لان المترجم خيالي من القصة ايضا.
خطر في بالي أن الإهداء جاء بعد الصفحة التي تذكر هوزيه كاتباً للقصة وإبراهيم سالم مترجماً لها، وبعد النبذة عن المترجم و كلمته، لذا فكرت أن الإهداء هو جزءٌ من القصة، أي أن كاتب الإهداء هو هوزيه. وربما نرى هذه الشخصيات لاحقاً في الرواية حين نصل إلى حياة هوزيه في الكويت.
في جزء الذي تكلم عن الرئيسة كورازون، يجعني افكر، في بلد تكون به جسد المرأة مثل المناديل الورقية يستطيع إيصال رئيسة للحكم بالمقارنة مع الخليج العربي، سؤاله من فينا سيد الأخر ؟ هو سؤال في محله
لكن هل من المهم وصول امرأةٍ إلى سدة الحكم إذا كان حال النساء في البلد مزرياً؟ شخصياً لا أهتم كثيراً بجنس الرئيس أو عرقه، فهو شخصٌ واحدٌ فقط. الأهم إصلاح حال الناس وتحقيق المساواة بينهم.
كن هل من المهم وصول امرأةٍ إلى سدة الحكم إذا كان حال النساء في البلد مزرياً؟
بالنسبة لي هذا قد يعني ان الرأي العام متقبل لهذه الفكرة و هذا يلمح لأن الشعب ليس عنصري sexist، و هذا يعتبر تقدم هائل بالمقارنة عما يكون في الخليج، و أيضا يلمح ان الفقر هو من دفع النساء للدعارة بدل من العنصرية sexesim.
و اعتقد ان هذا ما يلمح به الكاتب ايضا
آه، يبدو أنني لم أرسل التعليق الذي كتبته البارحة قبل أن أغلق النافذة، لذا سأعيد كتابته.
في الحقيقة أنا أشاركك والأخ راشد المري الرأي، فالحبكة وأسلوب الكتابة أعجباني كلاهما. وأكثر ما أعجبني أن القصة واقعيةٌ على الرغم من دراميتها، وأسلوب السنعوسي بعيدٌ عن التفلسف الذي صار يملأ الروايات العربية هذه الأيام. في وصفه لأفكار الشخصيات وأحاسيسهم أجدني أتعاطف مع هذه الشخصيات وأتفهم مواقفها، ولا أحس أبداً أنه يكتب كلاماً إنشائياً معدّاً للاقتباس على صفحات الفايسبوك.
لكني وجدت نقطة ضعفٍ في أسلوب الكتابة، وهي انعدام التباين في السرعة. السنعوسي يعتمد على السرد اعتماداً شبه كلّي سواءاً على لسان جوزيفين أو هوزيه. يعطينا جزءاً من حوارٍ هنا، ووصفاً قصيراً لمشهدٍ هناك، لكنه لا يتوقف ويصف لنا مشهداًواحداً من البداية إلى النهاية وصفاً مسهَباً أو ينقل لنا حواراً من أوله لآخره. دون التباين بين السرد (سريع) والمشهد (بطيء) تصير القراءة مملةً بعض الشيء (حتى لو كانت الحبكة شائقة). أذكر ثلاث مشاهد فقط أبطأ فيهما الراوي بعض الشيء، الشجار بين الأخت الكبرى والأب، وزيارة راشد وجوزافين للسيدة الكبيرة بعد ولادة عيسى، ورحلة هوزيه ومنيلا.
ربما كان السبب أني قرأت الكثير من الروايات الانجليزية من القرن التاسع عشر في السنتين الفارطتين واعتدت على أسلوب الكتابة السائد. جين أوستين مثلاً تقضي أحياناً فصلاً كاملاً في مشهدٍ واحد وتملأ الحوارات بين شخصياتها صفحاتٍ متتالية. وتوماس هاردي قد يقضي ثلاث صفحاتٍ في وصفٍ مسهبٍ تحضيراً لبداية مشهد. لكن حتى الروايات الحديثة تعتمد على المشهد والحوار بشكلٍ كبير.
لكن هذه ملاحظتي الوحيدة، وما سوى ذلك أجد الرواية محركةً للذهن خاصةً في مسألة الهوية. أعجبني كثيراً حديث هوزيه عن الخيزران وسهولة زراعته في مكانٍ جديد يضرب فيه جذوره. أنا قضيت طفولتي منتقلةً مع أهلي من مكانٍ لمكان وأحياناً أعتقد أني صرت هكذا، قادرةً على ضرب جذورٍ جديدةٍ في أي مكان، بل وأحياناً يخيل إليّ أني غير قادرةٍ على الثبات في مكانٍ واحد. من ناحية، القدرة على التأقلم أمرٌ مفيد، لكن من ناحيةٍ أخرى، يشعر الإنسان أحياناً بفقدانٍ للاستقرار. هذا جعلني أتضايق من كلام جوزافين الدائم عن انتقال هوزيه للكويت وعدم سماحها له بتعلم الكاثوليكية، فهي بذلك تُعِيشُه في حالةٍ من عدم الاستقرار وربما الأمل الكاذب خاصةً بعد انقطاع أخبار أبيه.
التعليقات