مر الوقت و ريم تحترق شوقاً لرؤيته مره أُخرى ، فى إنتظار ليل ذاك اليوم الطويل... الخامس من شهر مارس عام ألف تسعمائه و سبعين .

إنه اليوم الأخير لها في البحرين إما تراه مره أُخرى أو لا.. ظلت مكانها أمام المتحف حتى حل السواد و رأت ابتسامه من بعيد أسنان بيضاء في الظلام ، لم تخشى المنظر لكنها توقعته معاذ.. و هو كذلك

حيته ريم و بادلها معاذ و أخبرته أنها ستغادر في صباح الغد ، لربما يعطيها هاتفه حتى يتحدثا في سفرها إلى أن تعود.. و رغم ذلك امتنع معاذ قائلاً أنها وقتما أحبت رؤيته فلتأتي لنفس المكان سينتظرها...

حتى أنها ضحكت لقوله و أكدت كلامه بحسناً أستاذ شبح الليل تابعا حديثهما لوضح النهار حتى استأذنها مره أخرى.. طلبت حينها منه البقاء قليلاً لكنه أخذ يتحرك في مكانه رافضاً البقاء حتى أخذ بالركض فجأءه..

وقفت ريم قليلاً في استغراب لم يطول حتى سارعت خلفه و هي تضحك ، انتظر معاذ انتظر...

حتى دخل متحف آخر ، و كانت الصدمه صُوره في كُل مكان على جدران المتحف على المقتنيات القديمه ، ذلك لم يمنعها من الضَحك ظناً أنه قام بذلك لإبهارها..

حتى رأته مره أُخرى بزي مختلف و سألته ساخره "الآن افهم أنت شخصيه تاريخيه"..

رد مؤكداً بنعم و أخبرها تاريخه و أنه اُغتيل مسموماً من صديقته التي كان على وشك الزواج بها و لكنها كانت تسعى لمقتنياته و لإحساسه بشئ من الغدر ، وضع على ممتلكاته ألغاز القليل من يستطيع حلها... عليه فقط بالإرتقاء بعقله

كانت كلمات معاذ تُثير حس ريم الفكاهي ظَلت تضحك و تُصفق مُردده "برافو معاذ برافو أقنعني تمثيلك".

حتى لفظ معاذ مره أخرى "هذه الحقيقه " و ساد الصمت... نظراتهم تُلوح هنا و هناك..

حتى سألته عن سبب ظهوره لها رد برغبته في التحرر لم تفهم حينها ريم عن تِلك الرغبه و لكنها

تذكرت أنها لم تغير عقلها منذاك الوقت علها تستطيع حل الألغاز ما كان منها إلا الذهاب و العوده

لفك ألغاز مُعاذ أو كما يحب أن يطلق عليه...

بالفعل سافرت أبدلت عقلها سريعاً و لكن وضعت عقل الشباب معها علها تحتاجه و عادت للمتحف..

كان يساعدها معاذ بالقليل من التلميحات و لكن عقل ريم الناضج لم يكن يُفيد البته ، كأنه لا يرتقي لحل الألغاز.

ما أن تذكرت عقل الشباب و أبدلته و عادت له مره أُخرى كانت حينها الكنوز تظهر سريعاً يحتفلا ليلاً سوياً و تفكر نهاراً باللغز الجديد ، يُهرولا من المشرق للمغرب و من بداية السواد لطيف النهار

حتى جائها مره بفكرة الإنتقام من صديقته.. قاتلته

أعطاها تلميح بمكان عقار قاتل لو إسطاعت حَل لُغزه حينها سيتحرر و لم تعره انتباهاً فكانت مُشعله بحل الألغاز ، و أخذته كلغز أيضاً

وصلت ريم لمكان كالمشفى تنظر له تخلف أسوار عاليه بحدود شائكه لا لون له خالي من البشر تقريباً تستطيع سماع نبضات قلبك فيه من هدوئه

و رغم ذلك وجدت مدخل للمشفى.. فور دخولها كانت ترى صور أمام عينها و تختفي فجأه كأنه مسكون جاءت فراشه لتقف على يدها و فجأه تحولت لغُراب ملئ بالدماء حتى أنها شعُرت بثقله

بدأت ريم تجري في أنحاء المشفي و تصرخ بإسم معاذ و لكنه لم يظهر و كانت الصور من حولها تختفي و تظهر حياه بأشجار خضراء و أزهار مُلونه و نافورة مياه هادئه و تاره أشجار ميته أكلتها النيران و دماء...

حتى ظهر مُعاذ بعد فتره من ركض ريم بنفس الإبتسامه المُخيفه يسألها عن العقار و كانت تحكي ما يحدث و ما رأته و ما شعُرت و هو يبتسم حتى أنها صاحت بِه نعتاً أنه مجنون...

..

أنتي المجنونه يا ريم.

..

فقدت تفصيله في سرد القصه.. ريم تُعاني من الإضطراب الوُهامي و الإنفصام العقلي

كانت حقاً تُغير عقلها لم أكذب طوق الكهرباء ، حتى أنها سافرت... بين الغُرفه و غرفة الإستشفاء و لكون ذلك الاضطراب يصيب القشره البصريه

كان هُناك تشويش بين حياة المشفى و الحياه التي خلقتها

مُعاذ دكتورها و صديقها القديم هو من شخصها و ساعدها

ذلك العقار هو دوائها هو سُمها للشفاء