دراسة عن سلسلة سافارى بقلم م. إبراهيم لطفي

##########

#ريفيوهات_العراب

سافارى كمان وكمان ..

علاء V.S برنادت

Spoiler Alert

" هذه هى الروعة التى لا يستحقها شخص فان مثلك .. الحلم الكندى الذى قرر أن يمشى على الأرض .."

بهذه الكلمات المفعمة بالتواضع تصف برنادت جونز نفسها .. فهى ترى نفسها روعة وحلم ولا يستحقها زوجها .. وهى فى تلك النقطة – التواضع - لا تختلف كثيرًا عن نسائنا الشرقيات .. فلو كانت تعرف العامية المصرية لقالت أيضًا " انت ما تعرفش أنا اتقدم لى مين قبلك ورفضته " ..

العجيب أن ما قالته بطلتنا لا يمثل مبالغة منها فى تقدير ذاتها .. فالشخصية كما رسمها د.أحمد خالد توفيق تبدو أجمل من أن تكون حقيقية .. طبيبة أطفال ، كندية ، حسناء ، ذكية ، والأهم من ذلك أنها ابنة مليونير .. يصفها علاء - قبل زواجه منها بالطبع - بأنها " رمز لا يستطيع الإنسان أن يحمل له الضغائن ، مثلها مثل ميكى ماوس و شارلى شابلن وسندريللا و الخطيب ( يبدو أن علاء أهلاوى ) .. رمز لكل ما هو جميل ونقى وحيوى " .. ويصفها كذلك بـ "ألطف مخلوق فى الوجود ، زهرة سافارى و دلوعة المستشفى ".

أما بطلنا علاء عبد العظيم فيصف نفسه من البداية بأنه " رجل إمرأة واحدة " .. كناية عن إخلاصه الشديد لحبه الوحيد .. صحيح أن البعض يسخر من هذه الجملة قائلًا أن علاء " راجل وست ستات " وليس " رجل إمرأة واحدة " .. مستندين فى ذلك إلى بعض الهفوات الصغيرة التى قام بها علاء على مدار السلسلة .. إلا ان تلك الأقاويل لن تغير فكرتنا عن بطلنا النقى كماء الينبوع !

منذ العدد الأول يعترف علاء عبد العظيم لنا بسر صغير ( كتوم جدًا هذا الرجل ! ) ، وهو أنه يهيم حبًا ببرنادت ، هو فقط لا يجد الشجاعة الكافية لمصارحتها بحبه .. مكتفيًا فقط بدور الصديق .. إلا أن هذه الصداقة لم تمنعه من ( تلفيق ) تهمة إشعال الحرائق لها فى العدد الثالث – الحريق .. وهو الاتهام الذى كاد ينهى عملها فى سافارى بلا رجعة ، وذلك لمجرد شعوره بالغيرة عليها من صديقه التونسي بسام بو غطاس.

يقتصر دور علاء فى هذه الأعداد - من الأول حتى الخامس عشر - على مصارحتنا – نحن - بحبه لبرنادت .. وعشقه لحركة ( التشنيكة ) الشهيرة التى تقوم بها ( تجدون صورة توضيحية للتشنيكة فى التعليقات ) .. مع استعداده التام للموت دفاعًا عنها ضد أى تهديد محتمل كما فى العدد الرابع – رقصة الموت ، فى حين يبدو موقف برنادت ضبابيًا بشكل مريب .. فهى تؤكد لعلاء أنها ترتاح له لأنه " الرجل الوحيد الذى لم ينظر لها فى هيام ليصارحها كم هى فاتنة " .. قبل أن تعود لتؤكد لصديقها السفاح ( نورمان ) أن علاء " يسكب عواطفه واهتمامه بحرارة حتى لم يترك لها فرصة للتفكير فى شيء " .. وهو تناقض يثير الدهشة .. هى تعلم إذن أن علاء يحبها ، ولكنها تؤكد لعلاء أنها ترتاح اليه لأنه صديق لا أكثر ولا أقل !

ثم هناك نقطة أخرى يجب أن نـ .. ماذا ؟ تتساءلون عن قصة صديق برنادت السفاح ؟؟ حسنًا .. ليس فى الأمر الكثير مما يقال .. نعرف فى العدد الثامن - الكابوس أن برنادت قد التقت المهندس الكندى ( نورمان كريستى ) .. وهو سفاح محترم من البيت للقتل ومن القتل للبيت مباشرة .. كان نورمان قد اختار برنادت لتكون ضحيته القادمة .. قبل أن يعدل عن ذلك ويقرر أن يحبها .. كما نعرف أن برنادت – أيضًا – هامت به حبًا قبل أن تعرف أنه سفاح .. لتنتهى القصة نهاية مأساوية بإنتحار نورمان عن طريق إلقاء نفسه أمام شاحنة عملاقة لتدهمه .. وبمجموعة من الرؤى كادت تتسبب فى إصابة برنادت بالجنون ..

الغريب أن السلسلة تحدثت عن ثلاثة أشخاص فقط أبدوا إعجابًا ببرنادت .. نورمان السفاح الذى انتحر كما عرفنا .. وستيجوود الطبيب المختلس الذى تم القبض عليه لاحقًا فى العدد 23- الانفجار .. وبطلنا علاء عبد العظيم .. أى أن برنادت قد أثارت إعجاب ثلاثة رجال ، إنتحر أحدهم .. و سجن الاخر .. أما ثالثهم فقد تزوجها !!! هل يشير هذا إلى شىء معين ؟؟ لا أدرى !

تنتاب علاء نوبة من الشجاعة فى العدد السادس عشر - ؟؟؟ ( نعم هذا هو اسم العدد ) .. ليقرر مصارحة برنادت بحبه .. ولكن برنادت – فى مشهد شديد الغرابة – تطالبه بالسكوت لأن " هذا سيعقد الأمور " وفقًا لقولها !

ثم يعاود علاء المحاولة فى العدد الثامن عشر – عام الأفاعى فيعرض على برنادت الزواج .. لترد عيه ردًا مائعًا لايعد رفضًا ولا يمكن اعتباره قبولًا فى نفس الوقت ..

بسبب هذه المماطلة تهيأ القراء نفسيًا لأن تكون علاقة برنادت / علاء مشابهة لعلاقة ماجى / رفعت ، حتى تخيلنا برنادت وهى تقول : للأبد ؟! .. فيرد عليها علاء : وحتى تحترق السافانا .. وحتى تفنى الكاسافا ... وحتى ينقرض الكيكويو ... إلخ .

ثم تكون المفاجأة السارة فى العدد التاسع عشر – الجمجمة .. حين توافق برنادت على الزواج من علاء فى مشهد دراماتيكى مؤثر كما يقول المعلق الشهير ميمى الشربينى .. مشهد عامر بالأحاسيس والمشاعر والتوتر العصبى والدموع كذلك .. قبل أن يتم الزواج بالفعل فى العدد العشرين – المرض الأسود .

تمثل هذه الحقبة فترة ذهبية للرومانسيين من محبى كتابات الدوك .. تلك التفاصيل الصغيرة عن العلاقة بين علاء وبرنادت بعد الزواج .. اهتمامها به .. ردها على تساؤلاته قبل أن يسألها من الأصل .. احترامها لكل ما يحرص عليه علاء حتى لو لم يكن ذلك من صميم عقيدتها .. شوق علاء المحموم لها خلال مهماته بقرى الكيكويو .. ذهابه إلى سفح جبل كليمنجارو بحثًا عن الساحرة لواما - أم السبعين شيطان - فى محاولة لإنقاذ برنادت من قشعريرة مجهولة تصيبها .. وغيرها.

تبدأ المشاكل – لا بد من وجود مشاكل – فى العدد الرابع والعشرين- الآن نرجوكم الصمت .. حين تظن برنادت أن علاء قد قام بقتل رجل أمن أثناء قيامه بمحاولة سرقة ! .. ويبدو أن هذه الظنون قد ضايقت علاء نوعًا !! .. قبل أن تتضح براءة علاء بفضل السجلات الأكاشية ( يعرفها كل من قرأ رواية مثل إيكاروس للدوك ) .. ليتعلم علاء درسه الأول فى الزواج وهو : " من الحماقة أن يكلم المرء نفسه أمام النساء لأن كل ماستقول سيستعمل ضدك يومًا ما " ..

تتوالى المشاكل بعد ذلك متمثلة فى سفر علاء وحده إلى جنوب أفريقيا .. ليقابل هناك الممرضة الحسناء أونوابا .. والتى تبدى به اهتمامًا ملحوظًا .. ليقابل هو اهتمامها – شأنه شأن أى زوج مخلص – بحب عميق وعرض للزواج منها .. ويلقى بالحكمة التى ستذكرها القرون القادمة وهى : " كنت أحسب الحب كيانًا لا ينقسم ، فإذا منحت نصف حبك لامرأتين نالت كل منهما نصفه .. الآن أعتقد أنه يتناسخ كالأميبا .. كل واحدة تظفر بالقدر ذاته " !

على كل تنتهى القصة – كالعادة - نهاية مأساوية حين يكتشف علاء أن أونوابا لديها بعض الأسرار المشينة التى تمنع إرتباطه بها ( لن نتحدث عن التفاصيل لأن ربنا أمرنا بالستر).

ينتهز علاء فرصة وجوده بجنوب أفريقيا بعيدًا عن برنادت ليخوض مغامرة أخرى مع ( مارثا ) فى العدد 37 – رجل الرمال .. ولكن العلاقة هذه المرة لم تتجاوز حد الاعجاب المتبادل لحسن الحظ .

نصل الآن لذروة المشاكل فى العدد 43- إلى الشمال .. حيث يلتقى علاء بوالد ووالدة برنادت فى زيارته الأولى لكندا ، السيد كرستيان جونز وحرمه ( نعرف أن اسمه كان مايكل جونز فى العدد السابع وأنه كان منفصل عن زوجته ولكن كل هذه تفاصيل فرعية لا تهمنا كثيرًا ! ) .. وفيه يقوم علاء بعمل بطولى لا يمكن وصفه بالكلمات .. حين يقوم بإنقاذ حماته – نعم لم تخطئ قراءة الكلمة – من الموت ! .. كما يقوم كذلك بالتغطية على بعض التصرفات المشينة للسيد كرستيان جونز .. وفى المقابل يقوم السيد كريستيان بـ ( تدبيس ) علاء فى سلسلة من الفضائح تنتهى بطلب برنادت للطلاق .. ليتضح فى النهاية أن علاء برئ وأن والد برنادت مريض بأحد أمراض المهاد التحتى .. طبعًا كلنا يعرف ما هو المهاد التحتى وأمراضه فلا يحتاج الأمر لأى إيضاح !

تستقر الأمور فى الفترة التى تلى تلك الأزمة .. مرورًا بإعجاب ( عابر ) لبطلنا بالكندية ( ديبورا ) فى العدد 46- المرض السابع .. العجيب أن إعجابه بها كان فى وجود برنادت التى لم تلحظ شيئًا .. وهو ما يؤكد أن تلك القصص ( خيالية ) .. فقد أصدق أن يتغلب البطل على فصيلة من المرتزقة وان يتحدى ساحرة الأفاعى ويهزمها .. أما ان يعجب البطل بإمرأة أخرى فى حضور زوجته ، دون أن تنتبه زوجته فهذا فهو ما أجده عسيرًا على التصديق بحق !

يرزق علاء وبرنادت بطفلتهما الأولى ( سارة ) فى العدد 47- الوحدة 731 .. ، وفى هذا العدد يتحفنا علاء بعبارات تدل على حبه العميق لبرنادت من نوعية : " لو ماتت برنادت أو حدث لها شىء لارتميت على أرض الممر أولول وألطم وأركل الأرض بقدمى ... الخ " .. قبل أن تعاود المشاكل الظهور فى العدد 48 – إنهم يكذبون .. وفيه تظهر برنادت برودًا أسطوريًا .. إذ تقوم بضبط زوجها متلبسًا بالجرم المشهود مع الفاتنة الأفريقية ( بوكونا ) وقد استندت إلى علاء مثل نبات حامول البرسيم الذى يلتف حول ساق البرسيم (تجدون صورة توضيحية فى التعليقات وإن كنت مازلت أتساءل عن الطريقة التى اتبعتها بوكونا لعمل تلك المعجزة ! ).

العجيب أن برنادت بعد أن صدعت رؤوسنا بعبارات من نوعية " إن المرأة العاشقة تقتل بسهولة أكثر بكثير من المرأة غير المبالية " و "ستعرف مقدار حبى لك حين أقوم بنشر عظامك بالمنشار الكهربي " إلا أنها لا تفعل شيئًا مطلقًا بعد ضبطها لعلاء .. وتكتفى فقط بالصمت ومعاملة علاء معاملة جافة .. وهو ما خالف توقعات معظم القراء فى أن يتحول علاء فى هذا العدد إلى مجموعة من قطع اللحم المعبأة فى أكياس بلاستيكية ( يبدو أن هذا من مزايا الزواج من كندية ) !

هل يستمر علاء فى مغامراته التى لا تنتهى بعد أن وصلت السلسلة إلى العدد رقم 50 ؟ هل تستمر برنادت فى برودها الغير منطقى ؟ أم تحمل لنا الأعداد القادمة ما يفاجئنا فيما يخص العلاقة بينهما ؟ كنا نتمنى أن نجيب عن هذه الأسئلة .. ولكن هذا خارج نطاق عملنا فى سافارى.. احم .. أقصد خارج نطاق هذه الدراسة !

نقلا عن نص وجدته على الفيس بوك

وهي مقالة متوافقة مع مقالة من رصيف 22 بعنوان

عداؤه للمرأة تحوّل إلى ثأر شخصي بيني وبين أحمد خالد توفيق

ومع هذه المساهمة على حسوب