************ بدأ يتراجع تدريجياً وسُرعان ما نفِذت الأغصّان من أمامي إلى أنّ صرختُ في وجه ملياً وبكُل غضب الدُنيا أطلقتُ صرّختِي المعتُوهة عندها حدث هُدوء لم يشهد له مثيل تبادلنا بعض النظرات ثم فرّ هارباً لا أعلم إذا كانت هذه جزءً من إنتصاراتِي، لكن شعرتُ بالزهو والفخر وأسرعتُ بالترجُل إلى أسفل حينها إقتطعتُ جزءً من فُستاني الذي أرتدِيه وعصبتُ به جُرحي حتي أتمكن من السّير جيداً فإنطلقتُ في سرعه لم أتوقف لدقيقة بل ساقتنِي مشاعر الخوْف والغضّب والشغف إلى زياده سُرعتي، أخيراً إرتدتُ إلى البِركة...... وأنفاسِي تتصاعد في سُرعة إتجهتُ إلى أعلى القِمة وصدعتُ لم أجد شئ. 

_عندها صرختُ ناعِتة ذلك المجهُول الوغدّ قائلةً" أيها المعتُوه المُتسلسل اللعنة عليك" إمتلئت محاجِر عيناي بالدمُوع شعرتُ أنني تائهة تماماً ولا أحد هُنا يسمعُني وأنني ركضتُ حول شئ لم أضع له في الحُسبان تذكرتُ المسافة التي قطعتها دون جدوى، شعرتُ أنني سأختتقُ من البُكاء لوهلةٍ. 

_حينها ظهر شخصٌ يرتدي تِلك البِذلة التي أعلم من يرتديها ويحملُ تلك العصا أحقاً أنهُ هو فركتُ عيناي جيداً وأدرتُ ظهري إن كان هنالك شخصاً آخر معه ربما معاونيه التفتُ إليه قائلة وشفتاي ترتجِفان من فرض الذُهول: أرسين أهذا أنت؟؟

_ إبتسم أرسين تلك الإبتسامه الجذّابه التي أُحبها قائلِاً :أجل وما المُدهش في ذلك! 

آآه يالا ردود أقواله التي تُصاحبها الجمُود والبرود تكاد تقتُلني حرقاً ولكن أحتملها من أجلك لا غير ظللتُ أختلسُ النظر إليه وأتأمله وهو يخرج ورقة مطوية من جيبه، "ي لا جمالك الطاغي رغم أنك تتقدم في السن إلى أن تصفيفة شعرك ما زال أشقراً، أحقاً لم تقم بتغير قَصة لحيتك حتى بعد آه ليتني..." _قاطعني المُتعجرف بمد تلك الورقه إلى أخذتُها في ذُهول قائلة :

_ما هذا؟؟ 

لم يجب بل ظل يرتدِي قُفازته إستعداداً للمُغادرة فسألتهُ مرةً أُخرى: 

_ هل أنت من بعث إلي بتلك الرسائل وأتيت بي إلى هنا؟؟ 

_قال لي وهو يعقد حاجِبيه:

 إذا أردتي الإجابة ستجدين عنواني علي الورقه عندها ستعلمين الكثير ثم أدار ظهره. _هتفتُ قائلة:

_ إنتظر لم أنهي حديثي معك. 

_رد قائلاً في صوتٍ بعيد أنا في إنتظارك.

عندها جثيتُ بركبتي لم أعد أفهم شيئاً لقد كان شعوراً مختلفاً تماماً في ذلك الوقت، وعلي حين شعرتُ بالإغماء .

_ إستيقظتُ علي صوت أحداً يقول:

_ هايدي هيا إنهضي لقد تأخرتي عن موعد الجامعة.

_ صرختُ قائله:" أرسين لوبين" انذهلت أمي قائلةً:

_ هل أنتي مجنونة؟؟ من أرسين لوبين هذا. صرختُ قائله:

_ ي إلهي لقد كان حُلماً. 

_قالت أمي وهي تفتح النوافذ: أنتي مهوسه بقراءة الكتب الشيقة والمُثيرة، فماذا ستظُنين؟؟ هل تتوقعي في الحلم برجل يمسكُ بيدك وتذهبان لشراء ثوب زفاف فمن الطبيعي أن تلتقي كأمثال" أرسين لوبين" ، "وشارلوك هولمز" ، وربما تهفين في المرة القادمه "بأرض زيكولا" ليس بالأمر البعيد أو ربما تكوني قد وقعتي في حب واحد منهم.

_هتفتُ قائله:

_ أمي ما هذا الذي تقولينه؟؟! .

_قالت أمي وهي تغادر: لا يهم هيا انهضي. التفتُ إلى يميني وشعرتً بأن هناك حقاً شيئاً ضخماً يختبأ تحت فراشي فوجدتهُ كتاب "أرسين لوبين"، لقد صاحبني في ذلك اليوم صُداع رهييب صُداع يدعي" أرسين لوبين" 

حقاً يا لا تلك الليلة.