بسم الله الرحمن الرحيم
مقتطفات من كتاب (فلسفة القانون والسياسة)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
كتاب (فلسفة القانون والسياسة), امانويل كنت, تأليف: عبد الرحمن بدوي, الناشر: وكالة المطبوعات, الكويت 1979.
1- (وعلى رأس اللذين بنوا النظرية الحديثة في القانون الطبيعي ينبغي أن نذكر توماس هوبز (1588-1679) الذي رأى أن المجتمع المدني إنما يقوم على فكرة المحافظة على النفس. وأنكر أن يكون الإنسان اجتماعياً بطبعه كما قال أرسطو, وقال إن الإنسان إنما اضطر إلى تكوين المجتمع المدني بدافع مصلحته في المحافظة على نفسه. وقرر أن القانون الطبيعي, الذي يحدد واجبات الإنسان, مستمد من حقه الطبيعي في المحافظة على نفسه, وهو حق مطلق بينما سائر الواجبات نسبية مشروطة. ولما كان الناس متساوين في رغبتهم في المحافظة على أنفسهم, فإن الناس بطبعهم متساوون: ولهذا لا يوجد تدرج طبيعي بين الناس في طبقات, ومن هنا فإن الحاكم هو مجرد شخص ينوب عن الباقي في المحافظة على الناس). الصفحة (9).
2- ( ومن الواضح أن الكلام هنا لا يتعلق بالقانون المكتوب, بل بالحكم الذي يصدر من محكمة, إذ لا يمكن أن يوجد قانون عقوبات يحكم بالإعدام على من يدفع شخصاً عن لوح الخشب, الذي تشبث كلاهما به وهما على وشك الغرق, ابتغاء أن ينجو هو. ذلك أن العقوبة التي يمكن أن يفرضها مثل هذا القانون لن تكون أكبر من فقد الحياة, وإذن فلن يكون له التأثير المقصود: ذلك لأن تهديد شر لا يزال غير يقيني (فقد الحياة بقرار يصدر من المحكمة) لا يمكن أن يفوق الخوف أمام شر يقيني أكيد (هو الغرق). لهذا فإن فعل المحافظة على النفس بالعنف يجب ألا يعد فعلاً بريئاً بل ينبغي أن يعد غير قابل للعقاب). الصفحة (30).
3- (ورد كنت ها هنا يتفق مع المبدأ الذي وضعه في السؤال الثاني حين قرر أن شغل الأرض ليس ضرورياً لتبرير حق الملكية, لأن شغلها هو نوع من التعديل العَرَضي لأحوالها, وهو أمر لا يمكن أن يعطي من الحق أكثر من الجوهر أي ملكية الأرض نفسها على أية حال كانت. فلا يستطيع أحد أن ينازع أحداً مالكاً لأرض حق ملكيته بدعوى أنه أقدر على فلاحتها واستثمارها واستغلالها. فمتى ما ثبت امتلاك أصل العين, فلا يمكن المنازعة في هذه الملكية أيا كانت من الدعاوي المستمدة من القدرة على فلاحة الأرض أو استغلالها على نحو أفضل.
وبهذا رد كنت سلفاً على أولئك الذين سيأتون في القرن التاسع عشر والقرن العشرين ويدّعون دعواهم الكاذبة الظالمة من مثل أن الأرض لمن يفلحها, أو لمن هو أقدر على فلاحتها, وما شابه ذلك من التخرُّصات الماركسية). الصفحة (48-49).
4- (لكن الإنسان عند هوبز ليس كائناً اجتماعياً بطبعه كما يقول أرسطو, وليس كائناً عقلياً مجرداً كما سيقول فلاسفة عصر التنوير أي في القرن الثامن عشر, بل هو كائن شرير حافل بالنقائص, جبان, فاسد, خبيث, تدفعه المصلحة الذاتية, وتتحكم فيه الغرائز الأولية من أنانية وجشع. وهو لا يذعن إلا إذا خاف, ولا يضحّي بمصالحه إلا مرغماً, ولا يحب السلام للسلام, بل فزعاً من نتائج الحرب. ويتلخص هذا كله في العبارة المشهورة التي قالها هوبز: (الإنسان للإنسان ذئب؛ والكل في حرب ضد الكل؛ والواحد في حرب ضد المجموع) والحياة إذن مجال للقوة الباطشة, بالنسبة إلى الأقوياء, وللخداع والمكر والتحايل بالنسبة إلى الضعفاء). الصفحة (99).
{ قال تعالى: (( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) )). (سورة الانسان). }.
5- (فهذا العقد كما تصوره هوبز يلزم الفرد بالعضوية, الدائمة غير القابلة للفسخ, في مجتمع سياسي مهمته الأولى والوحيدة بمجرد تشكيله هي أن يعيّن حاكماً (سواء أكان فرداً, أم قلّة من الناس, أم جمعية ديمقراطية) له سلطة وضع القوانين, والفصل في المنازعات, وصياغة الأحكام والحقوق والواجبات. وإذا ما عيّن الحاكم فعلى المواطن الخضوع له والطاعة المطلقان في مقابل ما يحققه له الحاكم من حماية ضد منتهكي القوانين وضد أعداء الوطن. وهذا العقد صفقة رابحة للمواطن, لأنه يكفل له الأمن والسلامة في مقابل الموت المحتوم والظلم الذي لا بد سيقع عليه لو أنه استمر يعيش في حالة الطبيعة. وإرادة الحاكم ستكون ممثلة لإرادة المواطن, ولهذا فإن الحاكم يملك كل سلطة لتحقيق إرادته التي هي إرادة كل مواطن.
ولما كان الحاكم ليس (طرفاً) في هذا العقد, فإنه لا يجوز لرعيته مساءلته عن الطريقة التي بها يؤدي مهمته. ذلك أنهم بمجرد أن فوضوا له تولي أمورهم فقد سقط حقهم في مساءلته. يقول هوبز: إنه من أجل تأمين السلم (لا بد من تفويض الأفراد كل قوتهم وكل سلطتهم إلى رجل واحد أو إلى هيئة اجتماعية (أو جمعية) واحدة يمكنها أن تجعل من كل إرادتهم إرادة واحدة, بمعنى... أن كل واحد يقرّ بأنه فاعل لكل الأفعال التي يفعلها هذا الرجل وأن يُخضع إرادته لإرادة هذا الرجل وحكمه. وهذا شيء أكثر من مجرد الوفاق: إنه اتحاد الجميع في شخص واحد, وهذا ما يتم بتعاقد كل واحد مع كل واحد, كما لو قال كل واحد: إني أفوّض إلى هذا الرجل أو هذه الجمعية كل سلطتي وكل حقي في توجيه نفسي, بشرط أنك أنت أيضاً تفوّض له سلطتك وحقك في توجيه نفسك. فإذا تم هذا, فإن هذا الجمهور يصير شخصاً واحداً يسمى مدينة أو جمهورية).
فالتعاقد لا يتم إذن بين المحكومين والحاكم, إنما يتم بين المحكومين بعضهم وبعض؛ والحاكم هو مجرد: طرَف مُستلِم.
ويترتب على ذلك أنه لا يجوز العصيان, ولا مقاومة الحاكم, حتى أشدّهم طغياناً. ولم يعد من حق الرعية أن يجادلوا في صحة القوانين التي يصدرها الحاكم لأن القانون الأول للفعل هو – في نظر هوبز طبعاً – أن يعتقد في عدالة كل ما يريده السلطان, لأن الخضوع للسلطان هو الشرط في السلام, وكل القوانين الطبيعية للعقل تصدر عن إرادة السلام.
ولهذا السبب فإن مذهب هوبز تبرير للاستبداد والحكم المطلق والدكتاتورية التامة. وهكذا نرى أن نظرية العقد السياسي الأصلي قد أفضت عنده إلى تبرير الاستبداد المطلق). الصفحة (100-101-102).
{ قال تعالى: (( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) )). (سورة ص). آية (26).
وقال سبحانه وتعالى: (( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) )). }.
6- (ومرتبة النبالة يترتب عليها امتيازات ضريبية, وأخرى قضائية: فمن ناحية الضرائب كان النبيل معفى من ضريبة **** وكذلك من الرسوم التي تمثل ضرائب غير مباشرة, بينما كان الاعتياديون والعبيد خاضعين لها. وكان ذلك نوعاً من التعويض للنبيل عما يقوم به من حماية لهؤلاء الأخيرين وأما من الناحية القضائية فإن النبيل صاحب الضيعة لا يحاكم إلا أمام أقرانه.
ثم تحولت النبالة بعد ذلك إلى عهد الثورة الفرنسية (سنة 1789), وخصوصاً في القرنين السابع عشر والثامن عشر في فرنسا فصارت تتم:
1- إما بالوراثة: فالميلاد هو الذي يولّد النبالة معه. والمولد العبرة فيه من ناحية الأب, فإنه ولو أن النبالة من ناحية الأم قد تولد بعض الآثار في مستوى القانون العرفي, مثل حق الولد الأكبر, فإنه بالنسبة إلى القانون العام والضرائب لا يعتد إلّا بالنبالة من ناحية الأب. ويشترط أيضاً أن يكون المولد عن زواج شرعي, فمنذ مرسوم سنة 1600 (في فرنسا) كان الهجناء المولودون من نبلاء لا يرثون صفة النبالة. كذلك كان يشترط أربعة أجيال بما فيها الجيل الذي ينازع في نبالته, والاثبات لا يتم إلّا بمستندات.
وإلى جانب نبالة العنصر هذه, كانت توجد نبالة ناشئة عن الإرادة الملكية, فيصدر الملك رسائل منح النبالة, يذكر فيها (المناقب, والفضائل, والخلال الحميدة) التي للممنوح. ولما وجد الملك لويس الرابع عشر أن في منح هذه الرسائل ما يوفّر له أموالاً طائلة, فقد أصدر مرسوماً في مايو سنة 1696 منح بموجبه النبالة لخمسمائة شخص مقابل دفع أموال.
كذلك كان للوظائف العليا ألقاب نبالة مقترنة بأصحابها وشخصية لهم لا تورّث من بعدهم مثل وظائف: المستشار, وزير الدولة, الخ). الصفحة (140-141).
7- (أما في ألمانيا فإن فريدريش الثاني لم يستطع التدخل في إدارة السادة لممتلكاتهم, وبقيت الأوضاع الموروثة سائدة, باستثناءات قليلة. لكن الاستعباد في بروسيا كاد أن يختفي, بيد أن الامتيازات المرتبطة بالضيعة ظلت باقية. ومن هنا ظل النبيل – من حيث المبدأ – هو سيد الأرض؛ وبقي المستأجر خاضعاً لمالك الأرض, ويملك أن يوقع عليه عقوبات بدنية؛ ويمارس حق القضاء في اقطاعه. وبقيت الاتاوات نقداً أو عيْناً, والخدمات والسخرة والعشور أعباء على فلاحي الأرض, ولكن بقي الاستعباد في بعض المقاطعات الألمانية, مثل بافاريا وهانوفر.
2- والنبالة في ألمانيا كانت هي إذن ذات السيطرة الشاملة سواء في ملكية الأرض وفي ممارسة القضاء, ولكن ذلك كان في الأرياف فقط؛ أما في المدن فقد ازدهرت الطبقة الوسطى (البورجوازية)... ). الصفحة (150).
8- (وما الرأي في هذا الاقتراح: المحافظة على حياة مجرم محكوم عليه بالإعدام, لو وافق على أن تجري عليه عمليات خطيرة ويكون من حظه أن يخرج منها سليماً معافى, حتى إن الأطباء يكسبون, بهذا, معلومات جديدة, ثمينة لمجموع الناس؟ إن اقتراحاً كهذا لو عرضته كلية الطب على المحكمة لرفضته باحتقار, ذلك لأن العدالة لا تعود بعدُ عدالة, إذا ما اشتريت بأي ثمن ). الصفحة (152).
9- (لكن إذا ارتكب المجرم جريمة قتل, فيجب أن يُعدم. ولا يوجد أي تعديل للعقوبة ها هنا يمكن أن ترضى به العدالة: ذلك أنه لا يوجد مقياس مشترك بين الحياة, مهما تكن أليمة, وبين الموت, وبالتالي لا توجد أية مساواة بين الجريمة وبين العقوبة إلّا بالإعدام القانوني للجاني, بشرط أن لا يصحب الإعدام أية معاملة مشينة يمكن أن تحط من قدر الإنسانية في شخص من نُفّذ فيه حكم الإعدام. وحتى لو اتفق أبناء المجتمع المدني بإجماع الآراء على حلّ هذا المجتمع (مثلاً لو قرر شعب جزيرة من الجزر أن ينفصل بعضهم عن بعض وأن يتشتتوا في أنحاء العالم) فإن آخر قاتل موجود في السجن يجب تنفيذ حكم الإعدام فيه قبل الرحيل, حتى يدرك كل واحد قيمة أعماله, وحتى لا يقع دم القتيل على الشعب الذي لم يرد هذا العقاب, لأن من الممكن أن يعدّ حينئذ شريكاً في هذا الانتهاك للعدالة العامة ). الصفحة (154).
{ قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) )). (سورة البقرة) آية (178). }.
10- (والأمر المهم هاهنا هو حق النفي. وهو حق قديم: نجده عند اليونان: وكان اجراءً من جانب الحكومات في المدن المختلفة ضد المواطنين, وكثيراً ما كان يطبق على مواطنين شهيرين بعد أن يكونوا قد أدّوا خدمات جليلة للمدينة (الدولة): ذلك لأن الشعب كان يخشى المؤامرات, فكان يلجأ إلى هذا الاجراء الظالم ضد المواطنين الذين خدموا الوطن خدمات جليلة لأن هؤلاء هم الذين يحتمل قيامهم بالمؤامرات, ومن أشهر من حكم عليهم بالنفي ثموستكليس وأرستيد). الصفحة (169).
11- (وفي روما طبق النفي منذ بداية عصر الجمهورية, على شكل ملتو هو: الحرمان من الماء والنار! لكنه في الواقع هو النفي, وإلّا فكيف يعيش المحكوم عليه بدون ماء ولا نار؟! وكما قال شيشرون لم يكن النفي عقوبة, بل وسيلة للإفلات من العقوبة, إذ كان بدلاً عنها. وكان يوقع على السياسيين وعلى المجرمين العاديين في جرائم تعكير الأمن العام, ودس السم). الصفحة (170).
12- ( 3- والتحالف بين شعوب, تبعاً لفكرة العقد الاجتماعي الأصلي, ضروريّ, وبهذا التحالف تلتزم بألّا تتدخل في النزاعات الداخلية القائمة عند الشعب الآخر, وبأن تحمي بعضها بعضاً مع ذلك ضد هجمات العدو الخارجي). الصفحة (173).
13- ( 1- ويبدأ كنت النظر فيها بأن يقرر بأنه (لا يمكن أن تكون حربٌ بين دول مستقلة حرباً تأديبية. ذلك لأن التأديب لا يمكن أن يكون له وجود إلّا في العلاقة بين رئيس ومرؤوس؛ لكن هذه العلاقة ليست علاقة بين الدول بعضها وبعض.)
ذلك لأنه إذا كانت الدول مستقلة وذات سيادة, فلا يحق لدولة أن تقوم بتأديب دولة أخرى بشنّ الحرب عليها؛ وإنما يكون التأديب جائزاً إذا كانت العلاقة بين الدولتين علاقة رئيس ومرؤوس, أو متبوع بتابع, وهذا غير موجود في العلاقة بين الدول المستقلة). الصفحة (182).
14- (حتى إذا ما وضعت الحرب أوزارها, فإن حق ما بعد الحرب يقوم فيما يلي: يضع الغالب الشروط التي بموجبها يجب على المغلوب أن يتفاهم معه, والتي بمقتضاها تعقد المعاهدات عادةً, ابتغاء الوصول إلى السلام, لا وفقاً لأيّ حق يسوقه يراد أن يُعترف له به بسبب ضرر مزعوم ألحقه به الخصم, مستنداً في هذا إلى قوته, حين يتحفظ بالنسبة إلى هذه المسألة. ولهذا فإن الغالب لا يمكنه المطالبة باسترداد نفقات الحرب, لأنه لو فعل ذلك لكان من شأنه أن يجعل حرب خصمه غير عادلة, وإذا أمكن أن تخطر بباله هذه الحجة, فيجب عليه الا يلجأ اليها, لأنه بهذا إنما يعلن أنه قام بحرب تأديبية, وبهذا يصبح هو بدوره مرتكباً لعدوان... ). الصفحة (184-185).
15- (وانما ستتحقق فكرة كنت لأول مرة في (جمعية الأمم) (عصبة الأمم) التي تأسست غداة الحرب العالمية الأولى, وكان الهدف منها إيجاد سلطة دولية فوق الدول. ولكنها أخفقت منذ بدايتها أولاً لأن الدول التي خرجت منتصرة (إنجلترا وفرنسا) قد اتخذت من (جمعية الأمم) وسيلة لإحكام سيطرتها على مستعمراتها, وعلى توجيه السياسة الدولية؛ وثانياً لأن الدول القوية التي اشتركت فيها لم تقبل التنازل أبداً عن شيء من سيادتها لصالح هذه السلطة الدولية الجديدة؛ وثالثاً لأن قراراتها كان يشترط فيها الاجماع, ولم تكن لها أية قوة ملزمة لمن تصدر ضدهم. وكما قال أحدهم: (أرادت الحكومات السلام والسيادة معاً, ففقدت كليهما). وربما كان نجاحها الوحيد هو في إنشاء أول محكمة دولية للعدل. وانشاء بعض المنظمات الدولية التي قدر لها الاستمرار فيما بعد مثل منظمة العمل الدولية ). الصفحة (194).
16- (ويورد كنت ها هنا لمحة طريفة فيقول: إن أميراً بلغارياً أجاب أمبراطوراً يونانياً اقترح عليه – على سبيل الكرم – أن ينازله في مبارزة فردية لإنهاء الخلاف بينهما دون إراقة دم رعاياهما – أجاب قائلاً: (الحداد الذي عنده كمّاشات لا يلتقط بيديه الحديد المحمى في الكور). الصفحة (226).
17- ( 2- والديني الذي باسمه ترتكب بعض الدول الأوربية – وهو يشير ها هنا في المقام الأول إلى اسبانيا وما ارتكبته من فظائع ومظالم وأهوال ستظل إلى الأبد مصدر عار لها, في مستعمراتها في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية. ويسخر سخرية لاذعة من أولئك الاسبان الذين يريدون أن يوهموا الناس أنهم المختارون من العناية الإلهية لفرض الدين الصحيح, وهم في سبيل ذلك يرتكبون أبشع أنواع الظلم).
18- (والثاني: أن سلوك الإنسان ليس غريزياً كله, شأن الحيوان, كما إنه ليس عقلياً كله, إنما هو بين بين. وهذا ما يكشف عنه التاريخ: فالناس لا يصدرون في أفعالهم عن خطة موضوعة كأنهم عقلاء ذوو نزعة عالمية, كما إنهم ليسوا مسيّرين بمجرد الأهواء المتغيرة). الصفحة (286).
19- ( (فإذا ما تركنا الشعوب الأوروبية, وألقينا نظرة على الشعوب الأخرى في أنحاء العالم, وجدنا العربي أنبل إنسان في الشرق, لكن شعوره ينحل كثيراً إلى المغامرة. وهو جواد مضياف, كبير النفس, صادق؛ لكن قصصه وتاريخه وشعوره بوجه عام ممزوجة دائماً بما هو عجيب. وقوة خياله المشبوب تصور له الأمور في صور غير طبيعية وملتوية؛ وحتى انتشار دينه كان مغامرة كبرى.
وإذا كان العرب هم بمثابة اسبان الشرق, فإن الفرْس هم فرنسيو آسيا. إنهم شعراء مجيدون, ومؤدبون, وذوقهم مرهف إلى حد كبير. وليسوا أتباعاً متشددين للإسلام, ومزاجهم المائل للمرح, يسمح لهم بأن يفسّروا القرآن تفسيراً ليناً سمْحا.
واليابانيون يمكن أن يعدّوا مثل الانجليز, لكن في الصفات التالية وحدها وهي: الثبات والمثابرة, اللذين ينحلّان إلى عناد شديد جداً, والشجاعة, وازدراء الموت. لكن ليس فيهم إلّا القليل من علامات الذوق الرفيع.
والهنود يسودهم وَلَع بما هو غريب الأطوار منكر الطلعة, من ذلك النوع الذي يتّسم بالمغامرة. وديانتهم تتألف من غرائب شاذة صُوَر أوثان هائلة الشكل, والسنّ الثمينة للفرد القوي هنومان, والكفّارات غير الطبيعية عند (الفقير) (الراهب الشحّاذ الوثني), الخ هي الأليق بهذا الذوق. والتضحية التعسّفية بالزوجات بإلقائهن في نفس محرقة جثث أزواجهن, هي أمر غريب فظيع.
وكم في تحيات الصينيين المنتشرة المدروسة من شذوذ صبياني! وحتى لوحات الصور التي يرسمونها غريبة شاذة, وتعرض أشكالاً عجيبة وغير طبيعية, لا نظير لها في أي مكان آخر في العالم. وعندهم غرائب جديرة بالتقدير, لأنها قديمة الاستعمال جداً, وليس يوجد عند شعب آخر في العالم أكثر مما لديهم.
وزنوج افريقية لم تهبهم الطبيعة شعوراً يرتفع فوق ما هو صبياني وهيوم يتحدى أيّ إنسان أن يذكر له مثالاً على زنجي عبقري, ويزعم أنه لم يوجد بين مئات الآلاف من السود الذين سيقوا من بلادهم إلى أماكن أخرى, على الرغم من أن الكثيرين منهم تحرروا من العبودية – نقول إن هيوم يزعم أنه لم يوجد بين أي واحد من هؤلاء من قام بعمل جليل في الفن أو في العلم أو في أي شأن رفيع آخر, على الرغم من أنه بين البيض يوجد من ارتفعوا من مستوى أحط الدهماء, ونالوا مكانة رفيعة في العالم بمواهبهم العالية. والفارق بين هذين الجنسين من البشرية جوهري, وكبير خصوصاً فيما يتعلق بملكات الشعور, إلى حد أنه يرجع إلى اللون. وديانة التعاويذ المنتشرة جداً بينهم ربما كانت نوعاً من عبادة الأوثان التي انحدرت إلى أدنى مراتب الصِّبيانية التي تقدر عليها الطبيعة الإنسانية. فريشة طائر, أو قرن بقرة, أو صدفة, أو أي شيء عادي, متى ما عُزِّم عليه ببعض الكلمات صار موضوعاً للعبادة والقسَم به. والسود شديدو الغرور, لكن على نحو زنجيّ, وكثيرو الثرثرة, إلى درجة أنهم في حاجة إلى الضرب بالعصيّ من أجل أن يفرّقوا عن بعضهم بعضاً.
ومن بين كل الشعوب المتوحشة لا يوجد شعب أكبر حظاً من الشعور السامي, من متوحشي أمريكا الشمالية. إن لديهم شعوراً قوياً بالشرف؛ وحين يطاردهم المغامرون المتوحشون لمسافة مئات الأميال, فإنهم يحرصون أشد الحرص على عدم انتهاك شرفهم, حينما يحاول من يظفر بهم أن يرغمهم على إخراج أنّات جبانة بالتعذيب القاسي. والمتوحش الكندي صادق, وأمين. والصداقة التي يعقدها فيها من المغامرة والحماسة مثلما روي قديماً عن الأزمنة القديمة جداً والخرافية. وهو متكبر جداً, ويدرك القيمة التامة للحرية, ولا يحتمل حتى في التربية أي ضغط قد يشعره بالخضوع الذليل. ولو كرجس قد سنّ قوانين وحشية, وإذا ظهر مشرّع بين الأمم الست, لوجدنا جمهورية اسبرطية النزعة في العالم الجديد؛ ومغامرة الارجنوت لا تختلف كثيراً عن الحملات الحربية التي يشنها هؤلاء الهنود (الحمر), ولا فضل لياسون على أتاكا كَلا كَلا غير شرف أنه يحمل اسماً يونانياً. وكل هؤلاء المتوحشين شعورهم أمام الجميل ضعيف في العقل الأخلاقي, والصفح الجميل عن الإهانة, وهو أمر نبيل وجميل معاً, ليس فضيلة معروفة بين المتوحشين, بل ينظر إليه على أنه جُبْن بائس. وأكبر فضيلة في المتوحش هي الشجاعة, والانتقام هو أشهى شهواته).
وكنت في عرضه لهذه الخصائص المتعلقة بالشعوب لم يعتمد على مشاهداته الخاصة, لأنه لم يرحل عن بلده كينجسبرج طوال حياته. وإنما استند إلى الرحلات والآداب, وما كتبه الأدباء والرحالة والجغرافيون عن الشعوب الأخرى, وقد حفل القرن الثامن عشر بالكثير من المؤلفين الذين وصفوا رحلاتهم مثل جان شاردان (1643- 1713) الذي أقام في بلاد فارس, وفي الهند, وله (يوميات السفر) وفيها وصف فارس والهند ). الصفحة (364- 365-366- 367).
{ قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) )). (سورة الحجرات) آية (13).
(وروى أحمد (22978) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ : " حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ ؟ ) قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
صححه الألباني في "الصحيحة" (6/199) .).
(1- مناقب بلال بن رباح
هو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح الحبشي أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر إسلامه وهم: أبو بكر وبلال وصُهَيْب وعمار بن ياسر وأمه سُمَيَّة وخَبَّاب، وأما أبو بكر فحماه قومه، وأما الباقون فأُخذوا وأُلبسوا الحديد ووضعوا في الشمس، فكان بلال رضي الله عنه أجلدهم، فقد كان أُمية بن خلف يُخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول وهو في ذلك البلاء: أَحَد أحَد.
وجعل أُمية في عنقه حبلا وأعطاه صبيان مكة فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو لا ينفك يقول: أحد أحد.
وذكر الذهبي في «سير أعلام النبلاء» أن أبا بكر رضي الله عنه مر ببلال وهو يُعَذَّب، فقيل له: اشترِ أخاك بلالا ، فاشتراه بخمس أواقٍ ذهبًا، وقيل بأربعين أوقية، ثم أعتقه لله، فقالوا لأبي بكر: لو أبَيْتَ أن تشتريه إلا بأوقية لبعناكه، فقال رضي الله عنه: لو أبيتم إلا مائة أوقية لاشتريته.
وكان عمر بن الخطاب يقول أبوبكر سيدنا وأعتق سيدنا (يعني بلالا رضي الله عنه).
أبو حيان التيمي : عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبلال عند صلاة الصبح : حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ; فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة . قال : ما عملت عملا أرجى من أني لم أتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي .
حسين بن واقد : حدثنا ابن بريدة سمعت أبي يقول : أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا بلالا ، فقال : بم سبقتني إلى الجنة ؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي ، إني دخلت الجنة البارحة ، فسمعت خشخشتك أمامي ، وأتيت على قصر من ذهب ، فقلت : لمن هذا ؟ قالوا : لعمر . فقال بلال : ما أذنت قط إلا صليت ركعتين ، وما أصابني حدث إلا توضأت ، ورأيت أن لله علي ركعتين أركعهما ، فقال : بها).
2-( ( مارتن لوثر كينغ الابن (بالإنجليزية: Martin Luther King Jr.) ولد في 15 يناير عام 1929، اغتيل في 4 أبريل 1968، كان زعيمًا أمريكيًّا من أصول إفريقية، وناشطًا سياسيًّا إنسانيًّا، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود في عام 1964 م حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحوز عليها. اغتيل في الرابع من نيسان/أبريل عام 1968، اعتبر مارتن لوثر كنغ من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين في المساواة، وراح ضحية قضيته. رفض كينغ العنف بكل أنواعه، وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه حتى أنه لم يؤيده قادة السود الحربيون، وبدأوا يتحدّونه عام 1965م. (( موقع ويكيبيديا).
3-( نيلسون روليهلاهلا مانديلا[17] 18 )يوليو 1918 - 5 ديسمبر 2013 [18](، سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس من ذوي البشرة السمراء لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية. سياسيا، هو قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي (African National Congress : ANC) في الفترة من 1991 إلى 1997. كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999. ). (موقع ويكيبيديا). }.
20- ( 4- وأن الطبيعة بواسطة العبقرية لا تفرض قاعدة على العلم, بل على الفن؛ وليس الأمر هكذا إلّا فيما يخصّ الفنون الجميلة.
ويختلف رجل العلم العظيم عن العبقري في كون أعمال الأول يمكن تعلّمها.
والعبقرية هي خصوصاً موهبة طبيعية للفن الجميل.
وكل الناس يقرون بأن العبقرية تتنافى تنافياً كلياً مع روح التقليد والمحاكاة. ولما كان التعلم ليس شيئاً آخر غير التقليد فإن أحسن استعداد وأكبر سهولة للتعلم لا يمكن, بما هو كذلك, أن يُعدّ عبقرية. ومن لا يفعل غير أن يدرك ما فكر فيه الأخرون فليس هذا سبباً لوصفه بالعبقرية. ذلك أن المرء يمكنه أن يتعلم كل ما عرضه نيوتن في كتابه الخالد: (مبادئ فلسفة الطبيعة)؛ لكنه لا يستطيع أن يتعلم كيف ينظم قصائد مملوءة بالروح, مهما تكن دقة تعليمات فن الشعر, ومهما كان من عظمة النماذج. والسبب في ذلك أن نيوتن كان في وسعه أن يوضح لنفسه وللآخرين ولخلفائه كل لحظات سيره, ابتداءً من العناصر الأولية للهندسة حتى أعظم اكتشافاته وأعمقها؛ لكن لا هوميروس ولا فيلند قادر على أن يبين كيف تنبثق أفكاره الغنية بالشعر, الحبلى بالمعاني الرائعة, وكيف يتجمع في ذهنه, لأنه هو نفسه لا يعرف, ولا يستطيع أن يعلّم ذلك للآخرين. وفي ميدان العلم أعظم المكتشفين لا يتميز من المقلّد والتلميذ المجتهد إلّا بالدرجة...). الصفحة (395).
21- (... والاستعداد الخاص بالعبقرية لا يمكن توصيله للغير, ويُعطى مباشرة نصيباً, ممنوحاً لصاحبه من الطبيعة؛ ويزول بزواله, إلى أن تمنح الطبيعة نفس المواهب شخصاً آخر؛ وهذا الأخير لا يحتاج إلّا إلى قدوة كيما يكشف عن مواهبه). الصفحة (396).
22- (مثال ذلك ما قاله شاعر في وصف صباح جميل:
(انبثقت الشمس كما ينبثق الهدوؤ من الفضيلة).
ذلك أن الشعور بالفضيلة يشيع في نفس صاحبها مشاعر سامية هادئة وآفاقاً تفتح على مستقبل سعيد). الصفحة (401).
23- ( ومن الخير أن ننظر إلى الأشياء المؤذية, فنقول مثلاً إن الحشرات التي تؤذي الإنسان في ملابسه وشعره وسريره, هي بفضل ترتيب حكيم للطبيعة دافع إلى النظافة, والنظافة وسيلة مهمة لحفظ الصحة؛ أو أن البعوض وسائر الحشرات ذوات الحمة, والتي تجعل صحراوات أمريكا مؤلمة للمتوحشين, هي في الوقت نفسه حوافز تدفع هؤلاء القوم إلى النشاط وصرف المستنقعات, وشق الغابات الكثيفة التي تمنع الهواء من المرور, مما سيجعل مقامهم أصحّ وأرضهم أصلح للفلاحة). الصفحة (419).
كتاب (فلسفة القانون والسياسة), امانويل كنت, تأليف: عبد الرحمن بدوي, الناشر: وكالة المطبوعات, الكويت 1979.