يا ترى بمنْ سأبدأُ اليومَ ومنْ سيكونُ الضحيةَ التاليةَ ! ؟

أوهْ . . . المحامينَ الذينَ لا يهتمونَ لمشاعرنا ولا يساعدونا في قتلِ أنفسنا يدعونَ أنهمْ رمزُ الإنسانيةِ وسلاحِ القانونِ لكنَ همْ لا شيءً بعدما كتبتْ رسالةً لهمْ طلبتْ فيها مساعدتي لأنني كنتُ في حاجةٍ ماسةٍ للمساعدةِ حيثُ حالتي وصلتْ حتى الانتحارِ وفعلاً أردتْ الانتحارَ

لكنَ . . . أتعلمونَ ما كانَ ردهمْ : التجاهلُ كأنهمْ لا يرونَ الناسُ تتألمُ !

و أنا أراقبهمْ منْ بعيدٍ وأنتظرُ تلكَ المساعدةِ الطيبةِ منهمْ كنتَ أنتظرها بشدةِ حيثُ لا يمكنني البوحُ لأيِ شخصِ لاني حينها كنتُ شخصا خائفا حتى منْ الخروجِ للشارعِ ، كنتَ مستاءً جدًا مما فعلوا بي الآخرينَ .

لا يمكنني حتى الدفاعِ عنْ نفسي فَفكرتْ في الإنتحارِ لكنَ طلبتْ النجاةُ مرةً أخرى منْ هؤلاءِ الذينَ يرتدونَ زيًا رسميًا معَ ربطةِ عنقٍ قبيحةً ويحملونَ حقيبةً كبيرةً معهمْ في كلِ مكان ويسيرونَ بسرعةِ وترى وجوههمْ لا تبتسمُ أبدًا فهمَ عابسونَ كأنما اعتادتْ الوجوهُ البؤسَ بوجهِ المجرمينَ أوْ ربما بسببِ القضايا الكثيرةِ المتعبةِ لكنْ لا يحقُ لهمْ أنْ يتركونيَ وحيدًا ويتهاونوا بِقضيتيْ فعلاً لقدْ كرهتكمْ وبشدة ، يرونَ أنفسهمْ أبطالٌ يمثلونَ القانونُ يا أعداءَ الإنسانيةِ و أنتمْ تركتمْ القانونُ يبكي على دستورهِ ولعبتمْ لعبةٌ خطيرةٌ معهُ متهاونينَ بواجبكمْ القانونيِ اتجاهُ ساكني هذهِ المدينةِ ، بئسًا لكمْ يا أشرارُ مذكراتكمْ التي تحملوها معكمْ تحملَ قصصٍ حزينةٍ إنتهتْ بسجنٍ مظلومٍ بسببِ دعوى كيديةٍ .

لا أنسى ما حدثَ خلالَ شهرِ ديسمبرَ مِنْ السنةِ الماضيةِ تواصلُ معي أحدَ المحامينَ صدفةَ يسألُ أسئلةً سخيفةً للغايةِ نظرتُ لحسابهِ ينشرُ فيها صورةُ وقوانينُ بلادهِ ، فقلتُ هذهِ فرصتي للإنتقامِ فبدأتْ بالودِ معهُ ومنْ ثمَ أخبرتهُ أنا سوفَ أقتلكُ و أنتَ أحدِ المجرمينَ منهمْ ، سأنالُ منكَ ، خططتْ لكلِ شيءٍ وتعمدتْ أنْ أهددهُ بشكلٍ مباشرٍ ثمَ قالَ ستحاسبُ علنيًا وسترى قانونَ بلادكَ القويَ ، أجبتهُ بكلمةٍ مثيرةٍ للغضبِ : قانونُ بلادكَ ليسَ أقوى منْ قانونِ العشائرِ ، ظنَ أنها تهديدٌ آخرُ فسجلَ كلُ ما قلتهُ وكتبتهُ لهُ ، أتعلمونَ لمَ فعلتْ هذا لأنني أريدُ أنْ أغضبهمْ و أجعلهمْ يعتذرونَ منيَ ! لي صديقٌ في مؤسسةٍ قانونيةٍ جلبَ لي كلِ معلوماتِ المحامي " المجرمِ " وسجلتها في مذكراتي وبدأتْ أنفذُ الخطةُ تدريجيًا أعملُ عليها صباحًا ومساءً لكيْ أقتلَ هذا المحامي الذي يريدُ أخذي إلى سجنٍ بعيدٍ وقضاءٍ يحكمُ بالعدلِ " ربما " ، سأدعكُ يا شرِير أنْ تأخذَ بيديكَ أنتَ نفسكَ إلى ساحلِ الموتِ وسترى أنفاسكَ تلتقطُ لحظاتها الأخيرةَ .

قلبي يقولُ شيئا آخر " ما ذنبُ هذا المحامي الذي يجاهدُ ليصلَ لتلكَ المرحلةِ ويرى أمهُ تفتخرُ بهِ " وعقليٌ يقولُ " هذا أنْ تركتهُ سوفَ يفعلُ ما وعدكَ بهِ وستذهبُ إلى الجحيمِ " خطرتْ لي فكرةٌ أخرى مغايرةٌ للخطةِ الأولى هوَ أنْ أكتبَ اسمُ ذاكَ المحامي في رسالةٍ للأمنِ الوطنيِ قبلَ انتحاريٍ . بئسا نسيتُ هذا سيؤدي هذا إلى موتى دونَ نتائجَ لأنَ الأمنَ الوطني لا يهتمُ لتلكَ التهمةِ والمحامي سيرشوهمْ بمال لعينَ !

القانون في بلادي أعمى لا يرى الحقيقةَ أبدا إذْ لا يعرفُ أنا المنتقمُ أوْ أنا المنتحرُ ، لذا قمتُ بتسليمٍ نفسيٍ تلقائيا بعدَ الدعوى الأخيرةِ منْ قبلِ المحامي بعدَ إثباتِ دلائلِ الجريمةِ إلا وهيَ جريمةُ التهديدِ لعدةِ مراتٍ بصورةٍ واضحةٍ وعلنية وأصبحتْ مدانٌ حسبَ المادةِ 430 أمامَ الملأِ كلهمْ ، لذا خسرتُ اللعبةُ وفشلتْ خططي وصارَ القانونُ أقوى مني لأنَ القانونَ لا يجعلُ المجرمُ حرا بلْ فأرا يفرُ مِنْ هُنا و هناكَ وتحاصرهُ الشرطةُ منْ كلِ مكانِ والدعاوي القانونيةِ منْ جهةٍ أخرى .

أعتقدُ بأنني أستحقُ هذا لأنني أهددُ شخصًا مهمًا في القانونِ الآنِ .

و ها قدْ إنتهتْ جرائمي و أصبحتُ اليومَ أدانَ بآخر جريمةً في حياتي و أعتقدُ بأنني تهورتْ حينما إخترتُ هذا المحامي لأنني وقتها أظنهُ محاميَ فاشلٍ و غيرِ قادرٍ على جعلِ القانونِ يأخذُ حقهُ ويردُ حقوقَ الناسِ الآخرينَ التي سلبتها مؤخرا ، كنتَ أظنهُ لا يقدرُ حتى على رفعِ دعوى عليَ، لكنَ خابَ ظني وظهرتْ الحقائقُ وصرتَ خلف القبضانْ كما أشارَ هوَ إلى ذلكَ قبلَ يومينِ .

وما قالهُ المحامي أخيرا : ها قدْ بدأتْ اللعبةُ الآنِ !

أنا سوفَ أضعُ نهايتكَ في المحكمةِ وبالقانونِ و أكملَ النصوصَ في ضلماتْ السجونُ لكَ ماتحبْ هههههْ !

إذنٍ : أهلاً بقضيتيْ الأولى .

الكاتبةُ : مها الخفاجي

البلدِ : العراقُ

تاريخَ كتابةِ النصِ : 2022 / 10 / 5