مراجعة رواية (إرم.. العهد الحديث) للكاتب يوسف حسين

الرواية صدرت عن اسكرايب للنشر والتوزيع

عدد صفحات الرواية 292 صفحة.

جوهر الرواية وفكرتها:

ما بين الإهداء الذي كان مقدمةً للأحداث التي سرت فيها الرواية حتى النهاية، ما بين عنوانها الذي يدخل في تفكيرنا.

هل يمت بصلة بين قوم (إرم) ذات العماد

وما بين أحداث الرواية التي تشير في ارتباطها بشكل غير مباشر لقوم لوط.

ما بين الأسلوب القصصي الذي وصل إلينا من خلال القصص التي جاء بها كتاب الله (القرآن الكريم).

تتكلم الرواية في فصولها الأربع وعشرين عن مدينة تخلت عن الفضيلة، وجاهرت بالرذيلة بلا استحياء أو خوف من الخالق، عندما يرسل الله عليها ريحاً ليخرجَ من هذه الريح -التي لم تترك أحداً إلا قضت عليه- جثثَ ثلاثةٍ من المجرمينَ، فتنبذهم الأرضُ عند دفنهم، وكأنما أبت أن تكونَ لهم المثوى الأخير!

لنجد في خضم الأحداث أن الرذليةَ ليست فقط، عند هذه المدينة إنما في الواقع الذي نعيشه

من خلال علاقةٍ غيرِ مشروعةٍ، مرفوضةٍ خُلُقاً

وشرعاً، بين الأب (سعد) وابنته (ليلى)، لتتوالى الأحداث في محاولة معرفة سبب نبذِ الأرضِ لتلكَ الجثث.

حين تتزاحم القوى السياسية ما بين القوى الإرهابية، وما بين جهات أخرى لا يُعرف انتماؤها لمعرفةِ ذلك السرِّ العجيب، لاكتشاف السلاح الذي يُمكن أن يُستفادَ منه في أعمال إرهابية، أو لعقد صفقات مشبوهة تؤدي إلى خراب العالم.

ما بين العهد القديم، والعهد الحديث، في تكرار ما يحدث من اغتصاب وحالات التحرش التي لا يتقبلها الدين والعقل.

رواية جريئة، ربطت بين الواقعية والتخيل، في فصول مستقلة عن بعضها البعض نسبياً، في التنوع اللغوي وتعددِ الأصواتِ السرديةِ، وتغير مسارات واتجاهات الأحداث، وازدياد التشويق والمفارقات بالإمكانات التعبيرية الكثيرة،

من خلال المفردات والتراكيب، فأخرجها من المستوى الميكانيكي إلى المستوى الانزياحي، حيث سَخَّر في لغته معانٍ جديدةً وكثيرةً،

ما بين اللغة الشعرية المكثفة الموحية إلى تقنية السرد الذي يجسد الأحداث وفضاءاتها وبنيتها الزمنية.

أسلوب الكاتب:

تميز بأسلوب قصصي سهل نقي، تم توظيفه توظيفاً فنياً بارعاً بحيث زاد الرواية حسناً ونقاءً،

وأيضاً بتقنية السرد المعتمد على اللولبية أو الدائرية، حيث يتقدم خطوتين إلى الأمام ليعود إلى الوراء خطوة، ويستأنف تقدمه من جديد،

فجاءت الرواية غنية بالأحداث والإثارة، شيقة لا ملل فيها، والأحداث مواكبة جداً لعنوان الرواية، بجانب عمق الفكرة وحبكتها وسردها لوصولها إلى كل طبقات المجتمع، لنقف أمام جمال السرد المدهش.

بقلم: زهراء ناجي