قد لا يخفى علينا بالثمار التي تجنيها المطالعة على الفرد من تنمية للفكر وانفتاح على ثقافات مختلفة، ولكن البعض منا قد لا يجد اوقاتا مناسبة للقراءة فقد نجده يخطف دقائق من عمله أو دراسته من أجل أن يطلع على بضعة صفحات من كتابه المفضل.
وللأمانة الى اليوم لم ندرك بعد الوقت الضائع الذي نفلته من أمامنا بدون الوعي بكيفية استغلاله، أثناء المواصلات والانتظار في مكاتب البريد وغيرها من الاماكن التي قد لا نجد شيئا لفعله سوى التحديق في المارة أو تتبع الأحداث عبر وسائط الميديا الجديدة.
قد يخبرني أحدكم، بأن تلك الاماكن ليست بالبيئة المناسبة للقراءة، بحكم أن تشويش يكون عليا فيها وتركيز منعدم، لكن كما نعلم بأن الاطلاع على الكتب لا يقتصر على القراءة، فقد اصبحت اليوم الكتب الصوتية بديلا للكتب الالكترونية وحتى الورقية منها. وقد لا تتطلب منك تلك الكتب سوى إيجاد تطبيق مخصص لهذا الشأن وسماعة جيدة وتركيز عالي ، ومرحبا بك في عالم المعرفة والخيال الواسع.
الكتب الصوتية مميزة حقا تجعلك تسبح بخيالك عبر احداثها تستشعر إحساس الكاتب وانت تستمع لصوت القارئ، ومع وجود الكتب الصوتية لا يمكنك ان تتحجج بالوقت، فهي حاضرة معك في كل الاوقات والاماكن بدون أن تسأم منك.
منذ شهرين تقريبا، بدأت افكر في حل لزيادة حصيلتي في المطالعة على الكتب، وقد جربت كل الطرق تقريبا، حاولت أن اقسم قراءتي على عدد ساعات اليوم بالموازاة مع اشغالي ولكن فشلت في اتمام الكتاب الورقي في وقته المحدد، بعدها جربت الكتب الالكترونية بحكم أن الكتاب سيكون حاضرا معي على الهاتف واتمكن من قراته في كل الاماكن، ولكن فشلت للمرة الثانية، جربت الاستماع لملخصات الكتب لكن شعرت بفضول وتلهف لقراءة الكتاب من جديد ورأيت بأنني اعود للوراء، بعدها بدأت انظر للأمر بجدية فلابد ان اضع حدا لما امر به، فجربت الكتب الصوتية، حملت التطبيق Story tel المدفوع.
وهنا بدأت ادرك تحسنا في شخصيتي من خلال الاستماع للكتب الصوتية في جميع اللحظات والاوقات داخل المنزل وخارجه ..اثناء العمل ..اثناء الجلي ...الطبخ ...تقريبا في كل الاوقات التي يكون فيها تركيزنا منخفضا بحكم اننا نقوم بأعمال روتينية تمكننا من وضع جهدنا في مكان اخر وهي مع الكتب الصوتية.
ولكن بعد هذه التجربة المميزة، تباذر الى ذهني سؤال، ألا يمكن ان نستخدم خاصية الكتب الصوتية لصالحنا ككتاب؟، فالمؤثرات الصوتية وحدها تلعب دور مهم في ايصال المعنى بكفاءة، في حين ان الكلمات قد تعجز أحيانا على التأثير في القارئ.
الكتب الصوتية لا تفيد القارئ فقط، بل حتى الكاتب يمكنها أن يستخدمها لصالحه، قد قرأت كتاب لكنود لإسلام جمال ورقيا، ولكن لجمال صورة القارئ محمد غنايم أعدت الاستماع إليه مرة أخرى على تطبيق ستوري تال.
لذلك يمكن القول بأن الكتب الصوتية أداة تسويقية بامتياز للكاتب لاستخدامها في الترويج لمحتواه خصوصا إذا كان القارئ متمكنا من التلاعب بالكلمات والتنقل بين الفقرات.
وماذا عنكم يا أصدقاء، هل تستمعون للكتب الصوتية؟ و هل تعتبرون بأن الكتب الصوتية أداة ممتازة في التسويق للكاتب وزيادة مبيعات الكتب الورقية؟
التعليقات