لابد أنك قد تساءلت يوما عن تكوين الحركات الجماهيرية، من هم هؤلاء الأشخاص المُغَيَّبون فكريًا؟ أليس فيهم رجل رشيد؟

ما الذي يجعلهم في حالة من غياب الوعي والمشي مع القطيع؟

يطرح إيريك هوفر إجابة عن هذه الأسئلة في كتابه المؤمن الصادق، والتي لا أعرف هل ستتفقون معها أم لا.

طرح بداية: فكرة تكوّن هذه الجماعات، وقال أنها تتكون من الأشخاص المُحبَطون الذين أظلمت الدنيا في أعينهم ولم يبق لديهم أمل في أي شيء، سواء كانوا فقراء أو فئة يتم استحقارها من المجتمع.

ومن ذوو المصالح الخاصة، المبدعون الذين لم يولون اهتماما واعتبارًا، أصحاب الحماسة المتقدة وغير الموجهة.

ويذوب هذان الصنفان معا ويلغي كلا منهما تفكير الآخر، وتبدأ حالة من التفكير الجمعي الذي نراه نحن عقيما

دور المثقفين هنا يكون في بداية تكوين هذه الحركات الجماهيرية فهم يعملون على صياغة وتنميق كلام يهيّج الجمهور ويشعل فيه الحماسة ويخلق جوًّا من لفت النظر.

وما إن تبدأ هذه الجماعات بالخروج عن السيطرة نجد أن المثقفون قد وضعوا أيديهم على قلوبهم ووجلوا وخافوا، وهم بذلك يشكلون خطراً على الجماعات بسبب وغيرهم الفردي وبالتالي يتم اقصاؤهم في الغالب.

ومع ذلك يرى هوفر أن المثقف سهل الاستقطاب فهو مستعد للتخلي عن مبادئه مقابل منصب، ويستطيع فيما بعد التبرير لنفسه بعدة تبريرات ويخرج من تأنيب الضمير بسهولة، بناء على ثقافته.

هل تتفق مع طرح هوفر في تكوين الحركات الجماهيرية؟ ومع موقف المثقف فيها؟