طرح خوزيه ساراماغو هذا التساؤل بشكل ضمني في روايته (العمى)، حيث انتشر وباء معدٍ في البلدة، وباء يجعل الإنسان يعمى وكأنه يغوص في بحر حليبي (أي عمى أبيض وليس أسود).

انتبهت لهذا التساؤل في المشهد الذي كان فيه المصابين محجورين حجرًا صحيا في مبنى بعيد عن البلدة ووقعت فتاة في العشرين من عمرها في حب رجل عجوز دميم الخِلقة، فلازَمَ هذا الرجل خوف من أن تتخلى الفتاة عن حبها له إذا ما عاد لهم البصر، وذلك ما حدث.

من ناحية معاصرة نجد أن بصرنا لم يعد مرتبطا بمشاعرنا فقط، إنما هو عصب حياتنا، وإذا ما أسقطنا حبكة الرواية على واقعنا، فإننا ربما سنتراجع مقدار عصور كثيرة، وأجد أنه من المرعب التفكير في أن ذلك ليس مستحيل الحدوث، أعني انتشار وباء معدٍ يكون العمى من أعراضه.

جل ما نعيشه من تقدم ربما لن يتوقف بتوقف السمع ولا الشم ولا اللمس بقدر ما سيتوقف بتوقف البصر.

أحد القنوات على موقع يوتيوب طرحت تساؤلا من خلال هذه الفكرة: ماذا لو كان من أعراض فايروس كورونا فقدان البصر بدلا من فقدان الشم؟ ما الذي يمكن أن تؤول إليه الأمور؟