تحدثت في المقال السابق عن خطوات الوصول إلي السعادة الدائمة والآن حديثي عن التسامح وتأثيره على صناعة السعادة .
التسامح من اهم صفات الصالحين أصحاب القلوب الطيبة النقية الذين يعفون ويصفحون، الذين لا يحبون أن ينساقوا خلف المعارك ويتوقفون عن إفتعال المشكلات ويحافظون على طاقتهم من الإستنفاذ ، لابد أن تدرك بأن السلام الداخلي لن يتحقق إلا إذا غفرت بدل من أن تحاكم .
تخيل معي صديقي العزيز بأن تركز على حياتك وعلى قائمة أهدافك وعلى إتزانك النفسي وإمتنعت عن المعقدين نفسياً وأعطيت تركيزك وطاقتك للتطوير من حياتك فقط دون العوده إلى الخلف أو البكاء على تجارب الماضي .
التسامح دائما في صالحك فعندما تسامح اولئك الساذجين الغير مسؤولين بالمره وتبتعد عنهم حينها ستحتفظ بجزء كبير من طاقتك قد يستهلك في المناورات معهم وكل ذلك من أجلك .
ـ التسامح مع الذات
لن تنال الإتزان النفسي إلا بعد مصافحة نفسك وإعلان راية التسامح والتصالح مع تجاربك ثم كل ذلك سيعود على تعاملك مع الأخرين، عليك أن تجلس بمفردك لتستعيد كل ما تخاف منه لتعلن التسامح مع ومن هنا بداية صفحة جديدة في حياتك .
جميعنا يعاني من الخوف من الماضي وتجاربه الحزينه ومن خلال محاضراتي إكتشتف بأن الكثير من المتدربين يهربون من ماضيهم منغمسين في الحاضر ويذهبون نحو تقمص شخصيات غريبة عن حياتهم ويتجملون ويتصنعون كي يظهروا في بريق مختلف ويشتتون مشاعرهم الحزين منهم يظهر بمظهر سعيد والعكس لكنهم لا يعرفون أن الماضي هي بذرة الحاضر الذي سيجنى محصوده في المستقبل .
لكن لما لا نستغل الماضي في صناعة حاضر منير ومستقبل مشرق ؟ لما لا نوظف الحزن وصعوبة التجارب ومدى آلامها في إجتنابها الأخطاء التى قد إرتكبت في السابق ؟ أترك السؤال للقارئ .
بإختصار شديد عليك أن تراقب نفسك وتبدأ في ترتيب أفكارك وتتأكد من صحة معتقداتك نحو عملية السلام الداخلي وتكرر ذاك السؤال هل بالفعل أنت تعيش في سلام نفسي ؟ هل تتقبل نفسك كما هي ؟ هل تدرك عيبوك وتضع خطة جيدة للتخلص منها ؟ هل تدرك قيمتك وقيمة حياتك ومواهبك ونقاط قوتك وتستطيع إستغلالهم ؟ ام تعيش عبث في الحياه لتفعل بك الرياح كما تشاء ؟
التسامح مع الأخرين :
لن تسلم أبداً من الأخرين وأحداثهم وأفكارهم اللعينة هكذا هي الحياه أنت جزء من العالم ولا يصح أبدا أن تحتبئ في غرفتك وتمتنع عن التعامل مع الكون هكذا هروب وجريمة ترتكبها في حق نفسك ولكن تستطيع ترتيب الأمور وتضع نظام خاص بك لا يستطيع أحد كسره وهذا ما سأتحدث به في نظرية كهرب مشاعرك .
أنت تتعامل مع أناس لديهم معتقدات مختلفة وأفكار مختلفة ولن تستطيع التغيير بهم حفاظا على طاقتك ومجهودك فالأفضل يجب ان تستغلهم في تحقيق رسالتك وصناعة كيانك، تأثير الأخرين عليك حين تدرك بأن تعامل الجميع بكل تسامح ونية طيبه وتتوقف عن إلقاء اللوم والعتاب والغضب والشد والجذب الذي يحدث يوميا لتحتفظ بطاقتك وتغفر للجميع وتبتعد عن ما لا يستحقك أو يسخر من أحلامك ويقلل من شأنك دون الدخول معه في حرب فإن نظرت للأمر ستجد بأنه شخصا ليس لديه مسؤولية وليس لدية أحلام ليحققها هو لن يخسر شئ لأنه فارغ ليس له أي قيمة، ولكن أنت لديك أحلام ورسالة في الحياه وقيمك ومبادئك لا تسمح لك بأن تدخل في حروب ليست لها أي فائدة أو في خصام سيقلل من شأنك ومن طاقتك، أرجو حفاظا على حياتك لاتدع أحد بأن يسحبك نحوه ويشتت طريقك لتجعلك تترك كل ما بيدك وتتفرغ له وتترك حياتك كن أذكي من كل ذلك سامح ثم إبعده عن حياتك وقم بإستكمال طريقك .
أما عن السعادة كل ذلك سيعود على في الإتزان النفسي والحفاظ على مشاعرك وعلى صحتك بالتالي ستكون شخص ثابت لا محال .
في المقال القادم سأتحدث عن نظرية كهرب مشاعرك حتى لا أطيل عليكم
تحياتي
طه ثابت