في دراسة استهدفت التعرف على أهم صفات القادة الذين كان لهم التأثير الأكبر على العالم، اكتشف سيمون سينك أنهم جميعا يفكرون ويتصرفون ويتواصلون بنفس الطريقة تماما، وهذا عكس ما يفعله الأشخاص الآخرون كليا. وقد أطلق سينك على طريقتهم الفريدة في التصرف اسم الدائرة الذهبية، واعتبر أنّ هذه الطريقة يمكن أن توفر الإطار المناسب الذي يمكن أن تُبنى عليه المنظمات، وتُدار وفقه الحياة الشخصية. فما المقصود بالدائرة الذهبية؟ 

ببساطة، قانون الدائرة الذهبية يعني الاهتمام ب "لماذا؟" بدل التركيز على "ماذا؟" و "كيف؟"، وهي النقطة التي ننسى الانتباه لها في الكثير من الأحيان ما يقودنا إلى نتائج سيئة أو أقل من المتوقع.

قد تتساءل عن السبب الذي يجعل " لماذا؟" أكثر أهمية من "ماذا؟" و "كيف؟"، الإجابة عن هذا التساؤل هي في اقتباس لسيمون سينك من كتابه " إبدأ مع لماذا"، حيث يقول بأنّ هناك طريقتان فقط للتأثير على السلوك البشري، وهما التلاعب به أو إلهامه. 

الطريقة الأولى وهي ما تجيد جميع الشركات فعله عن شرح ما تفعله و توضيح كيفية القيام بذلك، لكنّ المشكلة بخصوص هذه الطريقة هي أنّها مفيدة للربح على المدى القصير فقط، والتماس معها لمرة واحدة فقط قد يجعلها إدمانية.

أما الطريقة الثانية والتي تتضمن البحث عن إجابة للسؤال " لماذا؟"، فهي تلهم الناس وتجعلهم يتبعونك، ليس لأنهم مضطرون لذلك بل لأنهم يشعرون بالحاجة إلى الانتماء، ومع أنّ هذه الحاجة ليس عقلانية إلاّ أنها ثابتة وموجودة عند جميع الناس باختلاف ثقافاتهم، واللعب على وتر الانتماء دائما ما يجعل الشركات تكسب ولاء عملائها وتبني علاقة دائمة معهم، ما يضمن تحقيق الأرباح المادية على المدى الطويل.

وكتنويه، الإجابة عن لماذا لا تكون بالمال أو الربح المادي أبدا، لأنّ هذا الجانب يعني النتيجة وليس السبب أو الاعتقاد أو الغرض الذي يُفترض أن يكون مركز الاهتمام.

وإن كنتم قد لاحظتم فإن الإجابة عن لماذا يعني تحديد "الرؤية" الخاصة بالشركة وجعلها معروفة عند الجميع، وكنموذج عن نجاح هذا الأسلوب لن نجذ أفضل من Apple  التي تجعل من هدفها واضحا للجمهور في كل ما تقوم به وفي كل ما تقوله، وهو سر نجاحها باعتراف مؤسسها ستيف حوبز.

ماذا عنكم، هل تمكنتم من الإجابة عن سؤال "لماذا؟" الخاص بكم، أو بطريقة أخرى، هل تمكنتم من تحديد الغرض مما تفعلونه ؟ 

كيف يمكن للشخص أن يكون متأكدا من أنّه قد حدد الغرض مما يقوم به بشكل صحيح؟