لا يغفل عنا جميعاً الإقبال الكبير الذي تتعرض له معارض الكتب السنوية حول العالم وخاصةً في الدول العربية، فمعرض القاهرة في عام 2019 استقبل حوالي مليوني ونصف زائر ليحتل المركز الثاني في عدد الزيارات عالمياً.

وربما زار غالبيتنا هذه المعارض مع أصدقائه على اختلاف أهدافنا، فهناك أشخاص يطالعون الاصدارات الجديدة من الكتب، وآخرون يشاركوا في الفعاليات المختلفة التي تقام على خلفية هذه المعارض، ولكن لا ننكر أن الهدف المباشر غالباً ما يكون اقتناء مجموعة مميزة من الكتب بنية قراءتها لاحقاً، ومن ثم نلاحظ أن هذه المجموعات تكدست بشكلٍ ما ولم نقم بقراءتها كما كانت النية.

هذه الحالة يطلق عليها مصطلح تسوندوكو Tsundoku وأول من خرج بهذا المصطلح هم اليابانيون فكلمة "دوكو" Doku تستخدم كفعل بمعنى يقرأ وكلمة "تسون" Tsun تأتي بمعنى تكديس.

إن كنت شخصاً في حالة تسوندوكو فأنت ستذهب لشراء الكتب واقتناء المزيد منها في ظروف مختلفة وأي فرصة سانحة بِـ نية قراءتها لكن ما لديك من أشغال أو دراسة أو حتى قضاءك وقت الراحة لن يجعلك قادر على قراءتها بالتالي تتكدس هذه الكتب في مكتبتك كتاباً تلو الآخر.

أصبح هذا المصطلح ظاهرة معروفة عالمياً حيث يستخدمه القرّاء حول العالم ليعبروا عن حصول هذه الحالة معهم بعد اقتناءهم للكتب، ومن أشهر الأدباء الذين علِقوا في هذه الظاهرة هو المؤلف أ. إدوارد نيوتن حيث قام بجمع 10,000 كتاب في مكتبته دون أن يقرأها بدايةً، وعَبّر عن ذلك في مقولته الشهيرة "حتى عندما تكون القراءة مستحيلة، فإن الاستحواذ على الكتب يخلق حالة من النشوة، إذ إن شراء كُتبٍ أكثر مما يستطيع المرء قراءته لا يقلّ عن سعي الروح إلى بلوغ اللانهاية".

شخصياً لديّ عشرة كتب تقع الآن ضمن هذا التصنيف وقد اقتنيتها قبل سنتين من معرض الكتاب المقام في مدينتي وبعدها قمت باقتناء غيرها حسب تصاعد فضولي في القراءة لكن نية قراءتها لا تزال موجودة.

ما رأيك في هذه الحالة وهل لديك عدد من الكتب قمت باقتناءها لتقرأها لكنها تكدست في مكتبتك مع الوقت؟