سيكون من الرائع مشاركتنا نسخة من الكتاب.

بالمناسبة، الكتاب مترجم لدى (عالم المعرفة) بعنوان: "المعلوماتية بعد الإنترنت طريق المستقبل". الترجمة جيدة، ولكن بعض المصطلحات لم تنضج حينها فاجتهد المترجم ولكنها تترجم غالبا هذه الأيام إلى كلمات أخرى. هذا قد يربك القارئ. وهذا الكتاب هو لمحبي الحاسوب والتقنية عموما (geek)، ففيه استفاضة عن تاريخ الحاسوب وكيف وصل إلى ما وصل إليه في حينه.

إلى جانب أن بيل جيتس كان يتربع على هرم التكنولوجيا في ميكروسوفت وكانت الشركة الأشهر والأغنى في عالم التكنولوجيا (حينها فيما أظن) فكلامه يُنبئ عن علم وعمل فإمكانيات هذه الشركة هي إمكانيات حقيقية وفي تصور منظور، وليست أحلام كاتب لا يقدر على الأمر من شيء. هذا أمر.

الأمر الثاني، وهو ما يميز بيل جيتس في نظري أنه (مثقف حقيقي) وفي تعريفي الشخصي أن المثقف من يملك معلومات متنوعة خارج تخصصه. في أحد منشورات فيس بوك قرأت أنه قال منذ أن كان في العاشرة من عمره كان يقرأ كتابا أسبوعيا منذ ذلك الحين وحتى اليوم، مهما كانت الحياة مرهقة أو مر بصعوبات تواجهه. وإذا وجدت قائمته للكتب[1] ستجدها متنوعة في معارف مختلفة وهذا ما يجعل نظرته للأمور أوسع واستطاع الخروج من قوقعة (علم الحاسوب وريادة الأعمال) إلى رحب العلوم المتنوعة، فتجده يتحدث عن الطاقة المتجددة، ومحاربة الأوبئة (الملاريا وغيرها)، وحلول مشكلة الفقر في العالم، وتحسين التعليم في الولايات المتحدة، وحتى المراحيض المبتكرة التي تحل مشكلة الدول التي لا تملك شبكات مجاري!

ثالثا، أن شخصيته متزنه، على عكس من أثروا في العالم تأثيرا كبيرا وكانوا رواد أعمال شركات تقنية عملاقة، مثل ستيف جوبز وإيلون ماسك، تجد في حياتهم الشخصية تصرفات عجيبة ومخلّة أحيانا، لكن بيل جيتس يتمتع بتوازن وهدوء، تجده في الكتاب فهو لا يؤكد ويحلف شيء مستقبليا وإنما يذكر توقعاته المستقبلية ويطرحها ويناقشها بهدوء. والتصرفات أو التوقعات التي تأتي من نفسية هادئة تكون أدق من التوقعات الجامحة.

[1] موقعه الشخصي وفيه قائمته للكتب