عقلٌ مشوش يلتهمه التفكير، يمر الجميع لكن هي لا، أتعلمين ها أنا أنفث السجائر وأشرب القهوة على معدة خاوية كما كنت من قبل، ولكن أنتِ لم تعودي توبخيني على ذلك، أيقنت حينها رحيلكِ! يتصل بي الجميع، تصلني رسائل كثيرة، لكني أفتقد حروفك فيها، رحلتِ وأخذتِ كل تفصيل صغير جميل بي، زرعتِ في داخلي فراغاً كبيراً، رحلتِ ولم يبقَ سوى أثر الذكريات التي تمزق روحي، والقليل من الوجع كصورة  أتعايش معها وبعض من وعودي الكاذبة، حاولتُ إشغال نفسي عنكِ لكن كل الطرق لا تؤدي إلا إليكِ، لقد إحتليتِ عقلي بالكامل، أردتُ النوم طويلاً لرُبما مدى الحياة، أردتُ البكاء فلا أنا شفقتُ على نفسي ولا حتى عيناي، لم أعد أعرف نفسي، لقد جهلتني، لم يعد شيء يشعرني بالسعادة فقد ماتت روحي معكِ، لم أعد قادرًا على حمل جسدي المنهك، كرهتُ ذاتي والجميع، لقد ترك يدي الجميع لأنني لم أعد كما كنت، أردتُ عناقك ولكنني لم  أجدك، أردتُ أن أنقذ نفسي منكِ لكنني غرقتُ أكثر، أردتُ الهروب حتى من نفسي لكنني فشلت، لقد كسرني غيابك بكل قوته،  قتل رغبتي في الحياة ، شغفي ، حلمي، لقد قُسمَ قلبي إلى نصفين فلتتلذذي بتعذيبه، توقف الوقت أمامي، توقفت الاحداث منذ تاريخ غيابك ، أصبح كل شيء روتين ممل متكرر، أشعرُ باللامبالاة ، بالبرود ، بالتبلد حد الموت،  أشعر بالانهلاك، أصاب قلبي الخوف والارتجاف، بَهَتتْ ملامحي،  أرى كل شيء يحدث أمامي لكنني لا أشعر بشيء، يتكلم معي الكثير لكن حواسي ليست معهم،

إنني الآن  بعالم آخر وحدي لا أحد معي، في عالم الضياع لرُبما،

أشعر بانحصار الألم داخل أضلعي وكأنه يريد جعلي كالأشلاء

لقد أنهكتِ روحي قبل جسدي، ابتلعتُ من الوجع ما يكفي أريد التقيؤ لكن لا أعلم كيف، أشعر وكأن الدموع عالقة على أطراف قلبي المنهك، لم أعد أشعر بشيء الآن، لقد خدرتني جرعات الألم تمامًا، أنا الآن أصبحتُ كالمريض النفسي، بل مريضاً، أناجيكِ باسم الحب الذي كان بيننا، باسم الألم الذي قطعني أشلاءً أشلاء، أن تعفي وتصفحي، أناجيكِ كل ليلة ولا أسمع سوى صدى صوتي، أيعقل بأني جننت، كفاكِ هجراً لقد هزلت.