مرحبا!
فضلا منكم أريد معرفة أفضل طريقة أو موقع للحصول على أصدقاء جدد من دول الخليج وشمال أوروبا وما رأيكم في الصداقة عبر الشبكات الاجتماعية هل هي مفيدة أو لا
لدي تجربة جيدة سابقة مع تطبيق slowly وهو فكرته غريبة بعض الشيء، قائم على أن بإمكانك مراسلة أي شخص في العالم، ولكن بنظام الخطابات وليس الشات المباشر، وعلى حسب بُعد الشخص تكون مدة وصول الرسالة، فمثلًا إن كنت في مصر وتراسل شخصًا من روسيا فسوف تستغرق الرسالة عدة ساعات للوصول، عكس دول الخليج التي قد تستغرق الرسالة ساعتين على الأكثر للوصول، تبدو فكرة غريبة وغير مريحة، ولكنها تمنح الفرصة أن تطون رسالاتك أو "خطاباتك" أكثر عمقًا.
الفكرة أن التطبيق يريد إعادة نظام الخطابات القديم للتواصل بين البشر، فحتى في الواجهة الرسومية ما أرسله لصديقي في البلد البعيدة يكون خطابًا وليس لرسالة، وهذا يفيد في جعل رسالتك أو خطابتك أكثر عمقًا لأنه لا أحد سينتظر رسالة تستغرق 9 ساعات فقط ليكون محتواها "هاي" لذا غالبًا تكون الرسالة الأولى تعريف بنفسك وتتبعها رسائل آخرى تزيد محتوياتها عن متوسط 200 كلمة، كأنه خطاب.
أنا استخدمت في ذلك hello talk لإن هذا التطبيق يتيح لي الكثير من الأمور الرائعة، أوّلها أنه يمكنني أن أختار المجتمع الذي أريد التواصل معه، فهناك سعوديين وهناك أمريكيين وهناك من بريطانيا ومن الدول الأسيوية، يعني يغطي تقريباً عدد جنسيات كبير، وأنه يتيح لي أيضاً أن أتحدث في البداية بشكل لا بأس به بشكل مجاني إلى أن يزيد استخدامي فيحوّل الأمر إلى سبسكرايب بسيط، أذكر أنه كان ٣ أو ٤ دولار في الشهر. من المميزات التي كنت استخدم التطبيق لأجله أنني استطعت عبره أن أمارس اللغة الانجليزية وأتعرف على أصدقاء من خارج بلادي، يعني دمجت هدف اجتماعي وهدف تعليمي مع بعض فيه، هل أنصح به؟ لا أعرف إذا كان سيناسب كل الناس ولكن ما أعرفه أنه مجتمع مثل أي مجتمع آخر، يمكن للشخص أن يدخله ويعرف بنفسه إن كان يعكس الأجواء الذي يريدها أم لا.
بالنسبة لدول الخليج يمكنك تكوين صداقات هنا، فهنا أصدقاء من دول عربية مختلفة، ولكن للتوضيح صداقتنا هنا غرضها الإفادة والاستفادة، وتبادل الآراء والتجارب ليس أكثر
لا أنصحك بالصداقة عبر الشبكات الاجتماعية قد تبدو وسيلة جذابة للتعرف على أشخاص من دول الخليج وشمال أوروبا، لكن لا يمكن الاعتماد عليها كعلاقات حقيقية، لأن هذه الصداقات غالبًا ما تفتقر إلى العمق والصدق، حيث يصعب التحقق من النوايا والهويات خلف الشاشات، وقد سمعت كثيراً بالفعل عن كوارث حدثت نتيجة الثقة في أشخاص عبر تلك الشبكات لذلك عليك أن تكون حذراً، والأفضل هو بناء علاقات شخصية مباشرة من خلال السفر، والمشاركة في فعاليات ثقافية، أو الانضمام إلى برامج تبادل ثقافي تضمن التواصل الحقيقي والتفاعل المباشر مع الآخرين.
الأهم من ذلك هو أن تحدد أغراض هذه الصداقة، صداقة بغرض الترفيه فقط فهنا ستكون مواقع التواصل الاجتماعي جيدة، أم بغرض العمل والشراكة أم بغرض التعلم والتعاون أم لك غرض آخر مثل الحصول على مساعدة للسفر أو تعلم لغة أو اكتساب ثقافة معينة، هنا الأمر سيكون مختلف.
لذلك لا تهدر وقت في تكوين علاقات لو كان لك غرض محدد من تكوينها لأن الغرض يجعلك تدرك أين تجد ما تبحث عنه
لم أجرب تطبيقًا للحصول على الأصدقاء بصراحة غير الفيس بوك، ولكني أرى أن الصداقة على الشبكات الاجتماعية غير مفيدة بشكل كبير، وأن الصداقة على أرض الواقع وفي المحيط الخاص بك بها كل الفوائد، مثل الخروج معًا والتنزه ومشاركة الأشياء الجديدة وطلب النصائح وغير ذلك، أما في الصداقة الإلكتروني في مواقع التواصل (الافتراضية) لا تفعل شيئًا سوى أنك تخاطب الشاشة... مجرد كلمات تكتب وتقرأ دون قراءة الأحاسيس والشعور ورؤية تعابير الوجه في قولها، وحتى لو كان التحدث عن طريق الهاتف أو تقنية الفيديو كول فلن يستطيع أن يربت على كتفك أو يحتضنك للطمأنينة ولا مشاركتك الفرحة كما يفعل الصديق الذي أمامك.
التعليقات