كتبت تسنيم صعابنة

دعاء اشتيه، مصورة فوتوغرافية، حاصلة على شهاد في الكيمياء التطيبيقية، استكملت دراستها في المالتيميديا، متخصصة في تصوير الأطفال، وتطلق على نفسها المصورة "طويلة البال".

في عالم التصوير من يحقق الانبهار ويرسم بصورته عالماً يغوص فيه الملتقي هناك في استوديو صغير، مليئ بالصور، تقوم المصورة دعاء اشتيه بتصوير الأطفال المواليد في عمارة سعد الدين، الطابق السادس، شارع العدل في مدينة نابلس، دعاء اشتيه وهي أم لطفلين واحد منهم مصاب بالتوحد، وزوجة لأسير في سجون الاحتلال.

تقول دعاء: "بدأت الفكرة في نهائية 2015، قررت أن أعمل مشروعي الخاص بي؛ لأنني أحسست بأن الوظائف قليلة ولا تناسبني، ومع هذا كنت أقدم على وظيفة معلم كل عام لتربية والتعليم، وكنت أعمل مع عدة استوديوهات بالمنظقة، ونجحت في تصوير الأطفال والاعراس؛ لكن طفلي مصاب بالتوحد الشديد، وكنت أذهب به كل صباح على مركز التأهيل، فوضعي خاص يتطلب أن أكون مع طفلي من الصباح وأن يكون عملي في غير ساعات الصباح، عمل حر".

تلقت دعاء العديد من التدريبات والتوجيه لإدارة مشروعها وشاركت في المعارض التي ينظمها المنتدى، بهدف ترويج المشروع والتشييك مع الزبائن والموردين، كما حصلت على منحة مالية، الأمر الذي ساعدها في شراء معدات أخرى للتصوير وتوظيف سيدتين في المشروع، وأصبحت قادرة على استلام حفلات بالكامل من مرحلة التحضير إلى مرحلة استلام الصور الخاصة بالصور.

تؤكد دعاء أنها بدأت الفكرة من خلال شغفها في تصوير طفلها إسلام، وطفلتها خديجة، وتحب تصوير الأطفال، مضيفة أنها هواية ليست دراسة أو شهادة علمية، بالرغم من أن الهواية لا تكفي أن تفتتح مشروع، فتوجهت اشتيه إلى مركز جالكسي للتدريب والتحقت بمعهد ديلوم الوسائط المتعددة، وتميزت به، على الرغم من أن ظروفي كانت جداً صعية.

وتضيف دعاء، "بالرغم من أن كان زوجي أسير لدى الاحتلال، وطفلي مريض، ولكن الحمدلله تفوقت على شعبتي وحصلت على المركز الأول وتم تكريمي على أنني الأولى، وهذا لأنني أمتلك طموح هدف أريد تحقيقه".

وتوضح دعاء أن ثقتها بالله هي من زادت لديها القوة، بالإضافة إلى هدفها هو من ساندها، أيضاً أهلها كان لهم دور كبير في دعمها ومساعدتها، وتقول أن والدتها وأخواتها كانوا يساعدونها في رعاية أطفالها، سواء في دراستها أو عملها أو تصويرها، وأثناء الحديث مع زوجها على الهاتف كان يقول لها أنها قوية و إمرأة شجاعة وهذا زاد من دعمها وثقتها بنفسها، كما وساعدها دعم تشجيع الزبائن لها في التصوير وهذا كان له الأثر الكبير في التوسع بالمشروع.

وتقول دعاء: "من مميزات تصويري أنني أجدد أفكاري دائماً، في فصل الخريف أعمل زاوية من الخريف وهكذا باقي الفصول، وكل زوايا الاستوديو متجددة ومتنوعة، وحتى في ليلة رأس السنة أقوم بعمل صورة جميلة، وأنتظر ساعات طويلة من أجل أن أخرج بصورة جميلة، أحياناً أنتظر أكثر من ست ساعات".

وتؤكد دعاء على أن تصوير الأطفال يحتاج خبرة في التصوير، مشيرة إلى أن التعامل مع الأطفال يحتاج إلى معرفة نفسيتهم وكيفية التعامل معهم".

وتضيف، "هنا في الاستوديو أصور عرسان، وما يميز عملي هو الدقة والاتقان والثقة من فوتوشوب وجودة، وأسعد لحظة في حياتي هي أي إنجاز صغير أنجزه، ومن أسعد لحظاتي أيضاً عند ما تم تكريمي في رام الله في منتدى سيدات الأعمال، على أنني إمرأة 2019، و مثال على المرأة الفلسطينية وتم إنتاج فيلم عن حياتي والصعوبات التي واجهتها وكيف اجتزتها".

وتذكر دعاء أنها واجهت العديد من التحديات والصعوبات التي كانت تقف عائقاً أمام عملها ومنها قلة الإمكانيات المادية، ولكنها استطاعت أن تتغلب على هذه الصعوبات، وبدأت بزاوية بسيطة هي زاوية رمضانية، وكانت فكرة جديدة بأن تصور الأطفال وهم يدعو أو يرتدوا ملابس رمضانية، وهذا شجعها على أن تستمر.

تتحدث دعاء عن طموحها فتقول: "طموحي كبير، كبير جداً وحلمي أن يصبح لدي استوديو الأول في البلد، ويحتوي على كل جديد في التصوير".

وتنصح دعاء كل إمرأة أن لا تستسلم للظروف وتتحدى الصعوبات ويجب على كل إمرأة أن تكون قادرة على تحدي الصعاب واجتياز المعوقات، والأهم أن يكون لديها الإرادة لتحدي الظروف والتغلب عليها.