في كل عام مع قدوم شهر رمضان المبارك ، يبدأ الناس بتزيين المنازل احتفاء لاستقباله ، فهل تُصنف تلك الزينة من البدع المستحدثة المكروهة ؟
لابد بأن الجميع قد لاحظ أن استقبال شهر رمضان المبارك أصبح اكثر حماسا و بهجة ،
و خاصة في السنوات الأخيرة التي ازداد فيها حُب رمضان بازدياد الزينة و الأجواء التي ترافقه ؛
فيترقب الجميع قدوم رمضان بشغف و يخططون للأمور التي سيقومون بفعلها عند مجيئه ،
الامر الذي جعل البعض يُصنف ما يتم فعله ب ( البدع ) ، بينما يصنفه البعض الآخر ب ( تعظيم شعائر الله ) ..
فإليكم الرأي الخاص بمنظور كلا من الفئتين ...
لما يُصنف البعض الزينة الرمضانية ب ( بالبدع ) ؟
عند الأخذ برأي من يصنفون استقبال شهر رمضان بالزينة ضمن ( البدع ) ،
فهم يرون بأنه ليس من الضروري أن يتم تزيين المنازل ، و استحداث الأشياء التي من شانها أن تكون مُختصة بشهر رمضان ،
فهو شهر للعبادة و ليس للتفاخر و البهرجة ..
كما أنه في الزمن الماضي لم يكن يفعل الناس كل هذه الامور ،
و ما كان يُشعرهم برمضان هو فقط المُسحراتي و المدفع ..
و الأهم من ذلك كله هو أن الناس يستعدون بتلك الزين منذ شهر رجب و ما قبله ،
مما يمكن تصنيفه أيضا بالمبالغة و الغلو حتى لو كان لشهر رمضان ..!
الزينة الرمضانية بمنظور من يصنفونها ضمن ( تعظيم شعائر الله )
و عند الالتفات لوجهة النظر الأخرى فيرى البعض بأن الزنية ضمن ( تعظيم الشعائر الدينية ) ،
كما جاء في الآية الكريمة التالية :
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
منوهين إلى أن تعظيم شهر رمضان يعد أيضا من العبادات الروحية ؛
بالإضافة إلى أن تلك الزينة من شأنها أن تُحفز الناس على الصيام ، في ظِل أجواء تحمل روحانية أكثر ؛
مما يُسهل الصيام و اداء العبادات بروح محبة غير فاترة ..
فمثلا تجهيز ركن خاص لأداء صلاة التراويح بكل ما يحتاجه ابتداء من السجادات و انتهاء بالفوانيس التي تُحيط المكان تجعل الشخص يستشعر بأنه في رمضان و اجوائه التي لا تعود إلا في كل عام مرة تجعله يستشعره و يؤدي عبادته بروحانية و اتقان أكثر ..
و بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بتلك التجهيزات منذ رجب و ما قبله ، فذلك ليتسنى لهم الوقت في شعبان لتهيئة النفس أكثر لرمضان سواء بالعبادة أو التهيئة الروحية أو الترتيب ..
كما أن رمضان يستحق أن تكون له أشياء تُعظم وجوده فهو شهر خير و بركة و عبادة ،
و لا يحل إلا في كل عام مرة ..
التعليقات