من منا لا يعشق اغنية أم كلثوم حب إيه.....

 لطالما سألت نفسي اين يكمن السحر في هذه الأغنية بالذات، بالإضافة الى صوت الكوكب أم كلثوم، لابد أن شيء ما غير هذا الصوت يجذب قلوبنا وبهرها، تلك التنهيدة والجرح في صوتها لم يأتي من فراغ، شيء ما في تلك الكلمات يربت علينا أكثر من الصوت، ثم ما لبتت أن وجدت الإجابة وهي السؤال نفسه، حب إيه اللي انت جاي تقول عليه هو أنت عارف قبله معنى الحب إليه؟

سؤالين استنكاريين ثقلين على العقل والقلب معا، وستجيب: بينك وبين الحب دنيا، لا تطلها حت بخيالك...أنا نفس الحب عندي حاجة تانية، حاجة أغلى من حياتي ومن جمالك؟؟؟ فالمرأة تفكر في الحب بطريقة والرجل يفكر فيه بطريقة مغايرة، وهذا الاختلاف في الفهم والاحساس يجعل كل منها يشعر أنه الأصح وأنه صاحب التفكير السليم دوما، لكن لا أحد يفكر قبل هذا هل حقا هو يفكر بشكل صحيح أم بشكل مُرضي ومريح؟

معظم البشر يفكرون بما يرونه مرضيا لنزعاتهم ومريحا لأنفسهم ومتوافقا مع أفكارهم ومبادئهم وأحساسيهم، والقلة القلية فقط من تستطيع أن ترسم حد فاصل بين ما يريحها ويبن الحقيقة.

الحقيقة توجع، نعم، هذا ليس مجرد عنوان لافت، هي حقيقة فعلا، فالكل يريد ان يفكر في منطقة راحته، دون أن يتكبد عناء التفكير غير المريح الذي يستهلك طاقته النفسية والعقلية، ومع علمنا بأن أفكار كثيرة لدينا هي أفكار غير منطقية وهشة، مع ذلك نرغم أنفسنا على تصديقها نعتبرها صحيحة، خوفا من المواجهة وإرضاء للأنا والايغو. لا مشكلةلنامع الافكار بل مشكلتنا مع عقولنا، اننا تعتبر أي محاولة للتفكير المختلف، تهديدا لراحتنا وأمننا وهذا أخر ما نريده.

لن تفكر أي امرأة في مخاض الحب والهيام أن تغيير مفهومها عن الحب وتراه بمنظور الرجل، فالاسهل عليها أن تبكي وتغرق في مشاعر الأسى ونار الحب، على أن تشغل عقلها في تغيير منظومة كاملة أسسست عليها رؤيتها للرجل والمشاعر مثلا، لذلك تفضل أن تعيش ألم سوء الفهم على أن تعيش ألم التخبط في فهم الأخر و ادخال أفكار جديدة تربكها تماما وتغير طريقة استجابتها نحوه، وستبقى تسأله دائما هو أنت عارف معنى الحب ايه وكأنها الوحيدة التي تعرفه، وهذا هو سبب نفور الكثيرين من الفلسفة، لأنها لا تريحهم رغم صحتها.

في رأيك: ماهي تبعات التفكير المريح وعدم المجازفة بالبحث عن الصحيح والحقيقي؟ وهل تعتقد كل الأشياء تستحق أن نخرج من منطقة راحتنا لفهمها؟