بعد التعرف على الكتاب إثر اقتراحه علي والذي يسمى تأملات أخلاقية للدوق لارشفوكولد، يبدو أن الرجل تجرد من معظم الأحكام الأخلاقية والمجتمعية التي كانت منتشرة في مجتمعه وقته، مقارنة بما كتبه في القرن السادس عشر فمازال الكتاب يبدو ذو آراء تقدمية جدًا تسبق زمنها بكثير.

لم أجد الكتاب بالعربية لذلك قمت بالترجمة أنا، وأول حكمة يطل بها الدوق هو قوله:

ما نعتبره أخلاقيًا هو ليس إلا تناغمًا للعديد من الأفعال والآمال الخاصة بنا، والتي إما صناعة أيدينا أو تعتبر ثروة وقيمة بالنسبة إلينا. ونحن مخطئون جدًا إذا اعتبرنا أن الرجال دائمًا شجعان من مبدأ أخلاقي، أو أن النساء تخون من منطلق الوضاعة والانحطاط.

يبدو أن الدوق لا يعترف أن الأخلاق فكرة أزلية، بقدر ما يعتبرها مبادئ تم الاتفاق عرفيًا عليها من أجل تنظيم حياة البشر ليس إلا، بل ويزيد في قوله أننا نخطأ كثيرًا لو اعتقدنا أن من نراه من شجاعة في الراجل مجازًا ليس لابد له أن يكون من مبدأ أخلاقي حقيقي، أو أن النساء قد تخون من منطلق الوضاعة.

في الحقيقة، هذه الحكمة ملهمة جدًا بالنسبة إلي، لأنني وعلى حسب تجربتي في الحياة، لا يوجد شخص متاسمي جدًا، كما لا يوجد شخص وضيع جدًا، قد تلمس عندهم شيئًا جيدًا جدًا وتلمس شيئًا آخر في منتهى الوضاعة والانحطاط.

ما رأيك أنت؟