عندما نجد أحدهم قلقا بشأن مستقبله نبدأ بترديد: كن متفائلا، كن إيجابيا. لا تسمح للحزن أو القلق بالسيطرة عليك.

ويثير إعجابنا الشخص الذي يستطيع التفاؤل بشكل دائم والبقاء سعيدا طوال الوقت، لكن هل هذا ممكن فعلا؟ هل هذا شيء طبيعي؟

أظن أن التفاؤل مقبول حين يكون مبنيا على معطيات واقعية. كأن تجتهد في دراستك وتكون متفائلا حول الدرجة التي تحصل عليها. المشكلة الحقيقية في توقع الأفضل دون أي سعي نحو هذا الأفضل. وربما ينجح هذا مرة أو اثنتين لكنه لن ينجح طوال الوقت.

أحب استبدال التفاؤل الدائم والمفرط بالواقعية. يعتقد الجميع أن الواقعية تعني التشاؤم. لكن من قال أن الواقع يجب أن يكون سيئا طوال الوقت؟

الواقعية تعني أن تتوقع النتيجة المحتملة بناء على ما تعرفه بالفعل. أن تتقبل أن الأشياء الجيدة تحدث أحيانا، والأشياء السيئة أيضا، وهذه هي الحياة. أن في بعض المواقف يمكننا بذل جهد أكبر لتحقيق ما نريد. وفي مواقف أخرى لا نملك سوى تقبل النتيجة كما هي لأنها لم تحدث بسببنا على أي حال.

من حقنا كبشر أن نشعر بالحزن أحيانا والإحباط دون أن يقال لنا أننا يجب أن نكون إيجابيين على الدوام. هذا لا يجعلنا ضعفاء أو مكتئبين. فقط يجعلنا بشر. نتقبل ما يحدث حولنا. نحاول تغييره إن استطعنا، وإن كان أكبر منا نرضى به ونسمح لأنفسنا بالحزن. هكذا نحافظ على صحتنا النفسية ونستطيع التكيف مع الحياة، وليس بالتفاؤل والإيجابية المفرطة التي نجبر على التظاهر بها أمام الجميع حتى لا نتهم بالضعف.