حكت لي صديقة ما كيف أن والدتها كانت تتودد إليها كثيرًا أثناء جلوسها في البيت، وكيف انها كانت تنشغل كثيرًا عنها بجلوسها على مواقع التواصل الاجتماعي ... كانت في مرحلة متطورة من الإدمان لدرجة أنها كانت تمسك الطعام بيد والهاتف باليد الأخرى، ووصلت والدتها إلى مرحلة أنها تستجدي منها العطف والاهتمام عليها والكلمة الطيبة ... ولكن صديقتي لم تدرك فظاظة الأمر إلا حينما تزوجت وبدأ زوجها يمارس نفس التصرفات والطقوس، ينشغل عنها كثيرًا ولا يكفي احتياجاتها النفسية بما يرضيها بسبب انشغاله بهاتفه..

فكرت حينها كيف رغم أهمية مواقع التواصل الاجتماعية في عصرنا الحالي ودليل إلى حد كبير على اطلاع الفرد وثقافته، كيف أنها حرمتنا من بعضنا كأحباب، لم نعد نلتقي ببعضنا كالسابق ولم نعد نشتري الورد بل يكفيك إرسال باقة زهور الكترونية، لم نعد نعبر عن الاعجاب والحب كما السابق بل يكفيك وضع علامة حب أو أغضبني أو أضحكني على المنشور الذي أعجبك في فيسبوك، هكذا فقط ...

مواقع التواصل الاجتماعي اختصرت مشاعرنا كثيرًا، نحن نتحول لشئ مميكن بشع بفعل تأثيرها علينا، نحن نترك ما نحن عليه من كوننا بشرًا من لحم ودم إلى شئ الكتروني ليس سوى رقم في خوارزميات الموقع ...

اتخيل وأنت تقرأ أنه جال في خاطرك كم من أحباب قصرت في حقهم فقط التهاءا بمواقع التواصل الاجتماعي، هل لديك الجرأة للاعتراف بهذا؟