وكنت أرى ذنبي بأعينهم .. إنني فقط لم أكن مثلهم . (على لسان الغريب )
.
.
.
لم يكن قلبه متعلقا بأهواءهم المتكدرة
التي قد تعفرت بوحل الحياة ومغرياتها شَاحَّ بِطَرَفِهِ عَنْ مُغْرِيَاتِ الطَّرِيقِ، فَدَنَتْ مِنْهُ القِمَّةُ ولم يكن يعلم أنه أَمْعَضَهُم بذاك الاختلاف وجعلوا من تباينهم بالسبل تضاد وجودي يصعب فهمه .
كم مرة تنحى عن خط الالتقاء ولزم سبيله متعفف عن هُرَاء مقاصدهم الدفينه ولكن أنفسهم الشحيحة تأبى ذلك والله لو تحصن بقلاع روما لدكّوا القلاع بمكرهم واحتقنت نظراتهم له إِشْمِئزازا وسمعت حين تطرق من قلوبهم بالانقباضات كرها ليس لشيء فقط لأنه قد تباين عنهم .
لم تكن حرب هذا الغريب فريدة من نوعها ولا حديثة الأوان بوقعها فقد اعتاد رؤيتها في وجوه بنو البشر عند كل اختلاف (لون بشرة ، لغة ، جنس وضع اجتماعي ،صراع الطبقات ..الخ ) وكان ذاك الشيء يلاطفه ويخفف عن روحه ذاك التخلف .
لا تجعلوا من اختلافكم خلاف فذاك تخلف (على لسان الغريب )