انها الليلة الثانية التي تفشل بها محاولاتي في النوم والمطر لا يتوقف على نافذة غرفتي، إنها ليلة عاصفة للاسف، لم يتوقف المطر عن الهطول منذ الامس، وكأن دموعي التي رفضت أن تنزل من عيني لم تجد مخرجاً آخر سوى السماء، ولكن لا بأس ياحبيبي، لعل هذا المطر الغزير في هذه الصيفية الحارّة يشعرك بي، وتدرك انا هذا المطر ليس سوى دموعي وهذا الحر الشديد ليس مصدره سوى ذلك الذي ينبض داخل صدري.
هل تعلم؟ لقد أصبحت اخاف من أن اغمض عيني، ف في كل مرة احاول فيها الخلود الى النوم ونسيان كل شيء، أراك أمامي.
في الحقيقة لقد فقدت قدرتي على التمييز بين الواقع والحقيقة.
هل كان كل ذلك مجرد حلم؟ وانك لم تكن موجوداً حقاً! ولكني اكاد ان اقسم ان مكان اصابعك مازال محفوراً بكف يدي، ورائحتك مازالت عالقة في خصلات شعري ولكن في كل مرة افتح بها عيناي، ادرك انك لم تعد موجوداً، اشعر بالبرد و اشعر ان الجحيم اندلع في صدري.
هل ادركت البرد حين يستوطن الروح؟ كانت يداك دائماً باردة وعندما رحلت، انتقل البرد إلى روحي.
ارجوك قل لي انَّ كل ماحصل ليس الا حلم سيء، وأنك مازلت هنا وانك مازلت.. تحبني.
قل أن كل ماحصل لم يكن سوى كذبة نيسان وسوف اصدقك واتجاهل اننا تجاوزنا نيسان منذ شهرين مضوا.
قل لي ذلك وسوف اصدقك كما فعلت دائماً وسوف افعل، ايقظني من واقعي ارجوك.