اذكر انني عندما كنت صغيرة، قبل النوم يسرح عقلي في عالم خيالي بعييد، ابدأ بالسؤال عادة بماذا لو.... وابدأ بتخيل سيناريوهات عجيبة..
فاجأتني اليوم اختي الصغيرة بضحكها المفاجئ، وبدأت تطرح بشغف افكارا عجيبة، بدأت بسؤال "ماذا لو" تتغير اسماؤنا بتغير اعمارنا؟
وتكمل اختي شرحها" حيث أنني ابقى بإسم منذ طفولتي وحتى اصل للصف الثامن اي بعمر 14، 15 تقريبا، ومن ثم نغيّر اسمائنا لسن الكهولة، حتى نصبح مسنّين، ونغيرها لأسماء تقليدية كأسماء جداتنا..."
اضحكني تفكيرها هذا، لكن ما شدني ايضاً هو لأي درجة نحن مرتبطون بأسمائنا، وهل تمثل حقاً جزء من هويّاتنا؟ وهل تخيلتم أن تنسوا اسمائكم يوماً ما؟ او ينادونكم الاخرين بإسم جديد؟
ما اعنيه بهوياتنا هو الانا العليا كما وصفها فرويد، (الهو، الانا، الانا العليا)..
لقد حدث مرة أن احدى زميلاتي غيرت اسمها، وذلك لان عائلتها لم تكن تعرف معناه من قبل واتضح انه ليس جيد ابدا، بل قبيح المعنى..
ولدينا هنا بعض الاشخاص لهم اسم رسمي في السجلات الرسمية، و آخر نناديهم به في الحارة،"ليس لقب، بل اسم آخر مختلف"..
لأي مدى نتأثر بأسمائنا؟ ولو اتيحت لنا الفرصة، هل سنغيرها؟
والاهم لماذا يبدو الصغار مستغنين عن اسمائهم بشكل اكبر ممن هم في سن كبير؟ كأن يتحدث الطفل عن نفسه بضمير الغائب، أو ان يختار اسما لنناديه به... بينما الكبار لا يحبذون لو نسي شخص ما اسمهم، او عندما يشار إليهم برقم كما هو الحال في الجامعات، والعديد من المؤسسات..
هل تفكير الاطفال يدرك اننا لسنا اسمائنا؟ ربما هذا يدل على قرب الاطفال من الانا العليا، اكثر من ادراكنا نحن الكبار، فنحن نغرق في اسر هوية الانا EGO اكثر منهم...
افكار مرت ببالي اردت مشاركتها معكم.....
التعليقات