داخل درج معدني لامع، ممتليء بالسكاكين ، فقط السكاكين، تتوسطهم ملعقة خشبية يتيمة، لا هي لامعة ولا هي مصممة للقطع ، حتى إن استخدامها نادر. ما أثار غضب احدى السكانين وهذا ما بدى في سلوكها حين قالت بنبرة حادة: "أنتِ لا تنتمين هنا. لا حدّ لكِ، لا وظيفة دقيقة!"بهدوء، ردّت الملعقة: "لكنني أحرك الأشياء… أساعدها أن تذوب، أن تمتزج." تعالت ضحكات السكاكين وقالت أحداها وسط التتمتمات: "وهل هذا إنجاز؟ نحن نُنجز بالقطع والدقة." اسكتتهم الملعقة بردها: "ربما… لكن لا أحد يُعدّ وجبة بلا مَن يُحرّكها." عم الهدوء للحظة. ثم تابعت بـ: "أنتمي لما هو أبعد من تصوركم."