لابد لنا من الاعتراف انه في زمننا هذا الذي طغت فيه الماديات قد جفت المشاعر تماما واصبحت ميتة ورغم ان التواصل بين الافراد اصبح سهلا لكن ما كنا نسمع عنه في الماضي كثيرا ان انسانا يعشق انسانة او بالعكس اصبح نادرا جدا بل ومنعدما في بعض المناطق التي نضجت فيها الداروينية الاجتماعية ذات الطابع التكنولوجي مسببة تصحرا في الاحاسيس وعلى كل حال فإن لهذه الأشياء عواقب وخيمة فحين يموت الحب يحل محله الكراهية والحقد والتحزب ضد الاخرين وربما أن الحركات النسوية المتطرفة وكذلك حركات الردبيل والمغتاو هي نتيجة حتمية لهذا الموت ونحن ورغم اننا نعيش وسط هذه الصحراء والجفاف العاطفي المتأزم والمتجذر فاننا لا نستبعد وجود واحة هنا او هناك مازالت تحتفظ بأثر جميل من أثار العشق بقيت من الزمن الماضي واقول لمن يأس من وقوعه في الحب مجددا ربما قد تجد وسط كل هذا القحط والجدب واحة صغيرة تستأنس بها وأقول ربما لأنني لا ألوم اليائسين من الحب لأنني انا ايضا قد يئست وإسترحت وتفرغت لأموري الشخصية وأشكركم على حسن القراءة.....
الحب في زمن الداروينية الاجتماعية
صحيح تمامًا ما ذكرته لأن هذا الجفاف العاطفي أصبح ملموسًا في حياتنا اليومية وكأن المشاعر أصبحت عبئًا لا يليق بعصر السرعة والماديات وأحيانًا أفكر أن الناس باتوا يخشون الحب والتعلق لأنهم يرونه نقطة ضعف أو تهديدًا لاستقلالهم ومع ذلك لا أعتقد أن الحب قد اختفى تمامًا ربما تضاءل أو توارى خلف الضغوط والمخاوف لكنه لا يموت هناك دائمًا واحات صغيرة كما وصفت مساحات دافئة تظهر بين البشر تعيد إلينا شيئًا من الأمل ولو للحظات وأنا شخصيًا أؤمن أن من يبحث عن المشاعر الصادقة سيجدها ولو بعد حين فالنقاء الإنساني لا يمكن أن ينقرض بالكامل
أعتقد أنّ هذا الجفاف العاطفي الذي يسود العصر الذي نعيش فيه يعود سببه إلى الإنسان نفسه، وإلى سلوكياته الغريبة التي تناقض الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
فلم يعد هناك احترام متبادل بين الأطراف، وأصبح انعدام الأخلاق سمة بارزة من سمات هذا الزمان، وهو من أبرز أسباب هذه المشكلة.
تأمّل معي: إن كنت اليوم قادرًا على أن تفعل ما تشاء مع أي شخص دون الرجوع إلى أهله، أو مراعاة من يتولى أمره، فما الذي يمنعك من ذلك سوى استشعار نظر الله إليك، والخوف منه؟
التعليقات