في كثير من البيوت، يتكرر مشهد الأخ الأكبر الذي يتحمل مسؤولية الإنفاق، فينظر إليه بإجلال ، لكن ليس دائما بدافع الاحترام، بل أحيانا بدافع الخوف من سلطته أو من كلماته القاسية. هذا التوازن الهش بين العطاء والهيمنة يستحق أن نتحدث عنه.

في بعض العائلات، ينظر إلى الأخ الذي يساهم ماليًا في البيت كأنه العمود الفقري للأسرة. لكن، هل تساءلنا يومًا: هل يحب هذا الأخ فعلا، أم يخشى فقط .

• هل يمكن أن يتحول العطاء إلى أداة للسيطرة؟

• هل يمكن أن يستخدم المال كوسيلة لإسكات الأصوات الأخرى في الأسرة؟

• هل يمكن أن يشعر الأخوة الأصغر بأنهم ملزمون بالشكر والامتنان، حتى لو لم يعاملوا بلطف؟

•هل يمكن أن يتحول العطاء إلى عبء نفسي على المتلقي؟

• هل يمكن أن يكون العطاء الحقيقي هو الذي يقدم دون انتظار مقابل؟

في الإسلام، يحث على العطاء دون منّ أو أذى، كما في قوله تعالى: "الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منًّا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم" (البقرة: 262). فالعطاء الحقيقي هو الذي يقدم بنية خالصة، دون انتظار شكر أو تقدير.

إذا كنت ذلك الأخ الذي ينفق على أسرته، فكر: هل يحبك إخوتك لما تقدمه، أم يخشونك لما تمليه؟ وإذا كنت من يتلقى العطاء، فكر: هل تشعر بالامتنان، أم بالضغط؟

العطاء الحقيقي يبنى على المحبة والاحترام المتبادل، لا على الخوف والسيطرة. فلنراجع نوايانا، ولنجعل من عطاءنا وسيلة للتقرب، لا للتباعد.
دعوة للتفكير: هل نعطي لنحب،أم نعطي لنهاب؟
شاركنا رأيك في التعليقات، ودعنا نعيد تعريف مفهوم العطاء في أسرنا.